الديوان » العصر العثماني » العُشاري » بيض تسل من الجفون السود

عدد الابيات : 35

طباعة

بيض تسل مِن الجُفون السود

وَغُصون بان شكلت بقدود

وَحَديقة راض الجَمال رياضها

فَتكللت قُضبانها بورود

بَرَزت وَقَد صَبَغ الحَيا وَجناتها

فَشَقايق النُعمان فَوقَ خُدود

صنم حوت نار الجَمال صِفاته

فَلِذاك قَد عزيت إِلى نَمرود

وَصَليب حسن لَو تبين لِراهب

في المهرَجان هَوى لَها بِسُجود

تَرنو كَما يَرنو الغَزال لإلفه

وَكَذلك شَأن الطفلة الأملود

نَجلاء رائعة الجَمال رَقيقة

لَكنها أَقسى مِن الجلمود

غِناء كَالظَبي الأَغَن غَريرة

مزجت حَلاوة وَصلها بِصُدود

هَيفاء يثنيها النَسيم فَتَنثَني

وَتَميل ميل الغُصن بِالعنقود

عَرَضت وَقَد نَشَرَ الدُجى أَعلامه

وَنُجومه قامَت مَقام عُقود

في لَيلة طَلعت طَلايع نورها

وَرَمى الزَمان نحوسها بسعود

حَيث الحَسود غَفا وَنامَ رَقيبنا

وَمَضى العذول إِلى ديار ثَمود

فَطَفقت أنثر في الخُدود لآلئاً

سالَت مِن الأَجفان بَعد جمود

وَأضم مِنها قامة ميادة

دلا وَخَصراً يَلتَوي كَالعود

وَأشم عطراً مِن حَواشي طوقها

قَد خل بَين تَرائب وَنهود

مالت عَلي وَحدرت عَن ثَغرِها

وَجمانه المَنظوم وَالمَنضود

فَشَربت نَهلاً مِن سلافة غادة

وَشَربت علاً مِن زُلال الغيد

فَهُناكَ أَظهَرَت العِتاب وَأطنَبَت

بِحَديثها المَقصور وَالمَمدود

فَبثثتها شَكوى الغَرام وَكُل ما

لاقَيتهُ مِن كاشح وَحَسود

حَتّى إِذا أَبدى الصَباح جُيوشه

بيضاً أَتَتنا عَن جيوش سود

قامَت تعانقني عِناق مودع

فَضممتها بِفُؤادي المَفؤود

وَبَقيت مَبهوتاً كَما بَهت الوَرى

بِمحمد نَجل الكِرام الصيد

مِن ضئضئي نَظم الزَمان نُجومه

سَمطاً فَأَودَعَها بِذاكَ الجيد

نسب غَدا يروي الفخار معنعناً

عَن مذجح عَن حمير عَن هود

بيت رَفيع شيدت أَركانه

قدماً بآباء لَهُ وَجُدود

فَمحمد عَين القِلادة مِنهُم

وَمُحمد في الكُل بيت قَصيد

ذو فطنة نَحر العُلوم بحدها

فَأنيل مِنها غاية المَقصود

أَحيا المَدارس مِنهُ بَعد دُروسها

بِمَعارف كَالجَوهر المَنضود

بَحر تلاطم بِالنَدى فَسَقى الوَرى

مِن فَيضه بِدراهم وَنُقود

غَيث يروي الوافدين بسحه

وَيميرهم في الحال عِندَ ورود

جبل رَسا فلك الكَمال بِقعره

فَلِذاك يُدعى في الوَرى بِالجودي

كَيف الوصول إِلى حَقيقة وَصفه

حداً وَلَيسَ علاه بِالمَحدود

أَو كَيفَ ترسم في الطروس صِفاته

عداً وَلَيسَ نَداه بِالمَعدود

لا زالَ مَرفوع اللواء مؤيداً

بَينَ الوَرى بِمجامع التَأييد

ما لاحَ في أُفق الكَمال مكمل

أَو فاحَ في الإصباح عطر ورود

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة