الديوان » لبنان » سليمان البستاني » قضيض الجيش مذ ذعرا

عدد الابيات : 460

طباعة

قضيض الجيش مذ ذعرا

هزيماً كالظبا نفرا

إلى إليون حيث هنا

ك خلف حصاره انحصرا

يجفف في ظلال قلا

عه عرفاً به سبحت

كتائبه ويروي غل

لةً فيها قد استعرا

وراءهم الأخاءة وال

جواشن في عواتقهم

جروا لكن هكطوراً

تربص يرقب القدرا

لدى أبواب إسكيا

قضاء الشؤم ثبطه

وبابن أياك آفلو

ن أحدق يصدق الخبرا

علام وأنت من بشر

جريت تجد في أثري

أتجهل أنني رب

فثرت بلاهب الشرر

تركت هناك طرواداً

تفر إلى معاقلها

وجئت هنا طرواداً تفر

إلى معاقلها

وجئت هنا فلا لا لن

تفوز تعست بالظفر

فلست بمائتٍ أبدا

فقال أخيل متقداً

أزجاج السهام وشر

ر آل الخلد والكبر

أرى أنأيتني عن سو

رهم مكراً وإلا كم

فتىً عَض الحضيض قبي

ل ما بحصاره استترا

بغدرك للمعي دخلوا

ومجدي شابه الخلل

ولم تخش العقاب فآ

ه لو بك كان لي قبل

ونحو السور راح بكب

ره يسعى كلهميم

مجلٍّ بالعجال طوى ال

مجال وفاته الملل

وكان الشيخ فريامٌ

على الأبراج يرقبه

فلاح له بكرته

عليه تسطع الحلل

ككوكبة الخريف إذا

بديجور الدجى ظهرت

تخال الزهر لا نورٌ

حواليها لها ظهرا

دعوها الكلب جبارا

لما عن شؤمها دارا

تؤج وإنما يصلى ال

ورى من حرها نارا

فأن الشيخ ملتطماً

ومد يدي ضراعته

وهكطور الحبيب دعا

ووجداً قلبه فارا

ولكن ظل هكطورٌ

لدى الأبواب محتدما

لحرب أخيل مضطرماً

ليدرأ باللقا العارا

فمد أبوه كفيه

إليه وصاح مكتئبا

حبيبي لا تقم فذا

لآخيل فتندحرا

نعم هو فائق عزما

فيؤتيك الردى رغما

نعم ويلاه ما أعتاه

في سفك الدما ظلما

فلو آل العلى ودوه

ودي خلت جثته

كلاب البر والعقبان

تنهش لحمها حتما

وفارق مهجتي ضيمٌ يبرح

بي لولدٍ في

أقاصي البحر والهفي

عبيداً باع أو أصمى

وأين الآن ليقاوون

أين فليذرٌ فهنا

فلول الجيش لكن

ني لذينك لا أرى أثرا

أفي جيش العداة هما

لنجرل في فدائهما

نحاساً أو نضاراً

في خزائن منزلي ركما

فإن الشيخ ألتيساً حبا

من قبلٍ ابنته

لووثا عين أزواجي

جزيل كنوزه كرما

ام انحدرا بمو

تهما إلى ظلماتٍ آذيس

وثم البث والحسرا

ت تدهمني وأمهما

ولكن للعزاء ترى

سبيلاً كل أسرتنا

إذا لم يقض آخيلٌ

بموتك ها هنا الوطرا

فلذ للسوار لذ عجلا

حبيبي واتق الفشلا

وذد عن جند طروادٍ

ونسوة جندها النبلا

ولا تتعرضن إلى ال

حمام بوجه آخيل

فتلبسه حلى المج

د الأثيل ويبلغ الأملا

ورق لوالدٍ همٍّ نصو

حٍ زفس قدر أن

يبيد بعيد أن يدها

ه كل بلا وأي بلا

إبادة ولده طر

راً وذل بناته أسرا

ونهب منازلٍ فيها

العدو يعيث منتشرا

وكناتٌ بذلتها

تجر على مرارتها

وأطفالٌ بكفّ الظلم

ترمى عن أسرتها

هناك أبوك تهلكه ال

حتوف وسوف تدركه

ببتار الأعادي أو

بسهمٍ من كنانتها

فأطرح دون أعتابي

تمزقني كلابٌ قد

غذوت بظل أب

وابي حماةٌ لي بجملتها

دمي تمتص ناهشةً

فتروي حر غلتها

وثم تنام ملأى دو

ن لحمٍ بينها انتثرا

لئن مات الفتى الجلد

وفيه أنفذ الحد

صريعاً ظل لكن

جل فيه الحسن والمجد

ولكن حيث شيخ العج

ز حرمته قد انتهكت

كلابٌ دسن شيبته

وناصع لحيةٍ تبدو

فتلك النكبة الده

ماء لا رزءٌ يشاكلها

بمرء البؤس ما اشتدت

به أرزاؤه الأد

وظل ينوح مصطلماً

بكفي عجزه شعرا

وهكطورٌ يصد كأنه

بأبيه ما شعرا

هنالك أمه اندفعت

بهاطل عبرةٍ همعت

لديه صدرها كشفت

وثدييها له رفعت

وصاحت آه هك

طورٌ بني ارفق بوالدة

وهذا الصدر فار

ع فكم بعهد صباك قبل رعت

وهذا الثدي فاذكر

كم رضعت فنحت مبتهجاً

تعال فالأسوار في

وجه العدى امتنعت

إليها لذ وقاتل ذ

لك العاتي بسترتها

ولا تتربصن له

وحيداً واتق الخطرا

فإن دمك السخين سفك

لا نعشٌ يهيأ لك

ننوح أنا وعرسك حو

له والحتف قد صدعك

ولكن تغتدي عند

السفائن نائباً عنا

طعاماً للكلاب بذلةٍ

فيها الشقي هلك

كذاك كلاهما انتحبا

ولكن صم هكطور

وظل بوجه ذاك القر

م لا يخشى عنا ودرك

كأفعى الشم حول ال

وكر نقع السم في فمها

ترى ملتفةً حنقاً

وتقدح عينها شررا

وتلبث في انتظار فتى

عليها بالسلاح أتى

كما هكطور في وج

ه العدو بأرضه ثبتا

فأتكا جوبه للسو

ر يخبط في هواجسه

لئن ألج الحصا

ر ففوليداماساً أراه عتا

يعنفني على منعي

الطراود عن معاقلهم

وسيف أخيل لاح

لنا بذاك الليل منصلتا

فلم أفقه نصيحته وإن

حسنت وسرت على

مرام النفس فامحقت

سرايا الجيش وانكسرا

ورب معارضٍ جحد

أمام الغيد والعمد

يقول عتو هكطو

ر المكابر علة الشدد

فكلا لن أعود

إذاً فإما قتل آخيل

وإما مصرعي بالعز

ز في ذودي عن البلد

وما ظني إذا ألقي

التريكة والمجن هنا

وأتكئ عاملي

لسور منبعثاً بلا عدد

وأطمعه برد هلانةٍ

وجميع ما ذخرت

وما فاريس قبل أتى

به في الفلك وادخرا

فتلك العلة الكبرى

ليخل بها بنو أترا

ومما في خزائننا نبي

ح لهم كذا شطرا

وكبار الشيوخ يمين

صدقٍ يلظون لهم

بأنهم عليها جملةً

ما أسلبوا سترا

شططت فتلك أض

غاثٌ بها قلب يحدثني

فعذري لن يروق لعي

نه إن ألتمس عذرا

فيبطش بي بغير

ترددٍ فابيد كامرأة

إذا عريت من عددٍ

تصد الخطب حيث عرا

فما هذا المجال هنا

مجالٌ للحديث لنا

فأبذل في الخطاب

له عميق السر والعلنا

كما شاق الحديث فتىً

وغانيةً بلا حرج

لدى ملولةٍ أو

صخرةٍ في ظلمها أمنا

فليس لنا سوى قر

ع النصال أجل بلا مهل

فيظفر من أبو الأولم

ب زفس دماءه حقنا

كذلك ثار ها

جسه وأخيلٌ بعامله

كرب الحرب هي

ياج الترائك للوغى ابتدرا

بريق الدرع قد سطعا

عليه كبارقٍ لمعا

تألق أو كنور الشم

في كبد السما طلعا

وهكطورٌ لرؤيته

تقطع وصل عزمته

فقر وخلفه آخيل طي

يار الخطى اندفعا

كبازٍ يطلب الورقاء

وهي تزف هالعةً

وما جارى بزاة الشم

م طيرٌ في الفلا ارتفعا

تعقبها بصرصرةٍ

تذيب لباب مهجتها

فراغت وهو منقضٌّ

بنا فذ مخلبٍ شهرا

كذا الأبواب هكطور

تجاوز وهو مذعور

تطير به خطاه وهو

دون أخيل مدحور

فجازا مرقب الأر

صاد حتى التينة العظمى

على جدد العجال حيا

ل خطٍّ فوقه السور

إلى أن بلغا الحو

ضين حيث الماء منبجس

بينبوعين من زن

ثٍ تؤم رباهما الحور

فينبوعٌ سخينٌ وال

بخار عليه منتشر

وينبوعٌ بماءٍ كال

جليد تخاله انفجرا

هناك مغاسل الصخر

لغسل ملابسٍ غر

لها قد كانت الغادات

من قبل الوغى تجري

تعداها كلا البطلين

ذا عادٍ وذا تال

شجاعٌ فر ممن كا

ن أشجع منه بالكر

لذبحٍ يحرز العد

داء يوم الفوز بالنصر

ولكن السباق

هنا على أنفاس هكطور

ثلاثاً حول إليونٍ

إزاء حصارها عبرا

كسباق القياديد

تغير بمأتم الصيد

إلى غرضٍ على أمدٍ

يقام لهن محدود

وجائزة المجلي تلك

إما خير منضدةٍ

وإما غداةٌ مسبيةٌ

من صفوة الغيد

وآل الخلد قاطبةً

من الأولمب راقبةً

فصاح أبو سراة الخل

د والناس المناكيد

أرى بشراً أحب تعق

قبوه حول إليون

لهكطور الفتى ال

ورع الفؤاد أراه منفطرا

فكم في إيذةٍ قدما

وفي أبراجها الشما

بخير الثور لي ضح

حى يسيل اللحم والشحما

وهاكم خلفه آخي

ل منقضا بحقته

عليه فاحكموا فيما عسى

أن نصدر الحكما

أنرجعه سليماً أم

ببأس أخيل نهلكه

فآثينا انبرت تحتج

ج ذاك إذن غدا ظلما

أتنقذ من زؤام ال

موت من حتم القضاء له

فإن تفعل فما في الخل

د ربٌّ خلته شكرا

فقال لها أبو السحب

بغيظك لا قضى أربي

فثارت فوق ثورتها

وطارت عن منصتها

وهكطورٌ وراه أخيل

ظل يجد في الطلب

كأغصف رام ريماً

في الكناس فهب منبعثاً

لديه ضارباً في الطود

بين مشاعب الهضب

فلا أرياف تحميه

ولا أيكٌ يواريه

وحيث جرى ففي أع

قابه داعي المنون جرى

كذا هكطور ما وجدا

سبيلاً للنجاة بدا

فآخيلٌ على آثا

ره مستظهرٌ أبدا

فكم من مرةٍ

أبواب إليونٍ ومعقلها

بغى لتهال أسهمها

بوجه عدوه بردا

وكم من مرةٍ آخي

ل قام بوجهه فعدا

هزيماً فوق ذاك السه

ل عن إليون مبتعدا

كما لو في الكرى طي

فٌ بغاك فلم تطق هربا

وإما رمته فصر

ت عنه كيفما صدرا

فلا هذا نجا هربا

ولا ذا مدركٌ أربا

وإن بعدو هكطورٍ

بذياك المدى عجبا

ولا بدعٌ فافل

لون أفرغ فيه قدرته

وخفته لكي لا يل

توي بفراره تعبا

وآخيلٌ بعزته إلى

الأجناد أو ما أن

قفوا كي لا بهكطورٍ

يرى نصلٌ لهم نشبا

لئلّا يحرز الشرف

الرفيع بقتله علنا

سواه فلا ينال فخار

ذاك اليوم والظفرا

وإذ بلغنا متابعةً

إلى العين رابعةً

موازين النضار أبو ال

عباد أقام ساطعةً

بها قدحي ردىً

ألقى لذا سهمٌ وذا سهم

ولاحت كفه في وس

طها في الحال رافعةً

فهكطورٌ أميلت لل

جحيم هناك كفته

وفيبس صد عنه وبا

درت فالآس هارعةً

أتت آخيل قالت يا

حليف المجد حان لنا

بأن نحبو الخميس بنص

رةٍ ما مثلها انتصرا

فهكطوراً بشدته

نميت بوجه أسرته

فيهلك دون أسطول

الأخاءة في مذلته

ولن يجد المناص

ولو أفلون ارتمى وجلا

على قدمي حفيظ ال

جواب مزدلفاً لنجدته

هنا قف واسترح

حتى أوافيه وأغريه

بحربك فانثنى آخي

ل مبتهجاً بجملته

وقام إلى القناة هناك

مستنداً وآثينا

أتت هكطور في زي

يٍ به ذيفوب قد شهرا

وصاحت يا أخي كفى

أرى آخيل زاد جفا

وسامك بالهزيمة وال

فرار أمامه الضعفا

فقف نتربصن له

فيرجع خاسئاً عنا

فسكن روع هكطورٍ

وقال لها وقد وقفا

قدرتك شقيق هكطور

الشفيق ومن به كلفا

وكيف وقد شهدت الخط

ب والطرواد طرّاً في

معاقلهم قد انحصروا

أتيت إلي منحدرا

فقالت يا أخي أبي

وأمي قبلا ركبي

وكل الصحب حولهما

بقلبٍ هد مكتئب

يروعم بروزي خارج ال

أسوار فالتمسوا

سكوني في معاقلهم بدم

عٍ سح منسكب

أبت نفسي البقاء وأن

ت منفردٌ لآخيل

فأقبل نشحذن له

صقيل النصل والقضب

إخال دماءه هدرت

برمحك أو لأسرته

مضى في جثتينا

ظافراً ودماءنا هدرا

وراحت تحت سترتها

لتعمل كل خدعتها

تسير أمامه فخطا

يجد وراء خطوتها

وحين تقابل البطلا

ن صاح يقول هكطور

أخيلٌ هاك نفسي الآن

جاشت في حميتها

أبت من بعد أن تنصا

ع هالعةً كما نفرت

ثلاثاً حول إليونٍ

أمامك في هزيمتها

وإن الآن حد ال

فصل لكن فنقم علنا

ونعقد عقد ميثاقٍ

ونقسم ها هنا جهرا

ونستشهد بني الخلد

على الأيمان والعهد

فهم خير الشهود على ال

ورى في القرب والبعد

لئن أو تيت نصراً من

لدى زفسٍ فحسبي أن

تموت وأن تجرد من

زهي سلاحك الصلد

ولكني أردك لل

أخاءة لا هوان ولا

أذىص عدني إذاً في مث

ل هذا صادق الوعد

فأحدق فيه شزراً

تظي آخيل قال صهٍ

ولا تذكر وفا

قاً لا وفاقٌ بينا ذكرا

أبين الناس والأسد

وفاقٌ محكم العقد

وهل خلت العهود تصح

ح بين الذئب والنقد

فكلٌّ قلبه بضغا

ئن الأحقاد متقد

كقلبٍ بيننا في غل

لة الأضغان متقد

ولا عهدٌ لنا إل

لا نصال الصم نعملها

فيجرع آرس دم من

ثوى في هاته الجدد

فأبرز بالبراز لنا قوا

ك ولا مناص هنا

وقوم رمحك العالي وأع

مل سيفك الذكرا

أثينا الآن تبتدر

برمحي منك تثئر

لبهمٍ قد أبدت وأن

ت بالهيجاء تستعر

وأطلق رمحه فمضى

وهكطور انحنى حذرا

فجاوز رأسه للأر

ض لا ينتابه ضرر

ولكن بادرت فالا

س تنزعه على عجلٍ

وترجعه لآخي

لٍ وعن هكطور تستتر

فصاح فتى الطراود

قد شططت وتدعي زورا

بعلم من لدى زفسٍ

بما لي في القضا سطرا

أأنت المين والكذبا

لتثني همتي رعبا

فلست بطاعن ظهري

ولست بمنثنٍ هربا

ودونك للقا صدري

إذ زفسٌ بذاك قضى

وذا رمحي عسى أل

قاه في أحشاك منتصبا

فوا طرب الطراود

إن تمت فلأنت آفتهم

وبعدك حربهم لا أز

مةً فيها ولا حربا

وزج فطار علماء

لقلب مجن آخيل

وعنه ارتد لا يلذ

قى العدو بنصله الضررا

فهكطور التظى قهرا

لنصلٍ زاهقاً طرا

فصاح يروم ذيفوباً ويط

لب صعدةً أخرى

ولا أثرٌ لذيفوبٍ يلو

ح لديه فاضطربت

جوارحه وأطرك كنه

ذاك النكر والمكرا

وصاح يقول والهفا

أرى الأرباب قاضيةً

علي فخلت ذيفوباً

إلي مسارعاً جهرا

فلم يتعد أسوار ال

حصار وتلك فالاس

على عيني غشت

والحمام أراه منتظرا

فلا نجوى وزفس قضى

وآفلون ما اعترضا

ولكن القضاء أتى

فأهلاً بالقضاء فلا

مرد وخلته ما حط

من هممي ولا خفضا

أموت بعزةٍ تت

رى لأجيالٍ فأجيال

ومجدٍ باذخٍ بي فوق

أبراج العلى نهضا

بقلبٍ لا تغيره

الخطوب ولا يرى الغيرا

كنسرٍ من على السحب

يزف إلى ربي كثب

على حملٍ يرى أو أر

نبٍ في مشعب الهضب

وآخيل انبرى متضر

رماً غيظاً بعزمته

بجنته التي في الكو

ن أضحت آية العجب

وخوذته التي من صن

ع هيفستٍ بهامته

تهيج منيرةً ويهيج

فيها قونس الذهب

وصعدت تؤج كما

بليلٍ حالكٍ سطعت

تفوق الزهر كوكبة

المساء وتبهج النظرا

فسرح طرف مقلته

بهكطورٍ وشكته

ليبصر منفذاً فيه

يواري حد صعدته

وهل تمضي النصال

بعدة فطرقل كر بها

وما هي قط غير

سلاح آخيلٍ ولأمته

فأبصر بعد حينٍ

نحره برزت مفاصله

فبين الجيد وال

كتفين بادره بطعنته

فغاص سنانه في

مخرج الأرواح منتصبا

ولكن في مجاري الصو

ت والأنفاس ما صدرا

فخر وللثرى ضرجا

وصاح أخيل مبتهجا

أخلت تعست فطرق

لاً يبيد هنا ولا حرجا

أغرك أنني قد كن

ت يا هكطور معتزلا

ولم تعلم لفطرقلٍ

ظهيراً يقحم اللججا

فتىً وافاك محتدماً من

الأشراع منتقما

فبدت ولم تزع

زعه قواك ولا لها اختلجا

فرح طعم النواهس

والصقور وثم فطرقل

بمأتمه لفيف الجيش سا

ر بحرمةٍ وسرى

فقال بغصة الحتف

بروحك مصرعي يكفي

بحرمة والديك ورك

بتيك عليك باللطف

وخذ ما شئت من أبوي

ي من ذهبٍ ومن صفر

فلا تخلو الكلاب بجث

ثتي في ذلك الجرف

وجد لهما بجسمي يذ

هبان به لصرحهما

فتحرق أعظمي وعلي

ي يهمر وابل الطرف

فصاح أخيل ويلك

لا بحرمة والدي ولا

بقبلة ركبتي تجاب

يا ذا الكلب المعتذرا

وددت لو أنني غضبا

بلحمك أقتل السغبا

لما جرعتني غصناً

وما أورثتني كربا

فلا غير الكلاب تشق

ق رأسك لو هم بذلوا

فداءك عشر أو عشري

ن فدية ميتٍ ذهبا

ولو فريام أدى تق

ل جسمك عسجداً صرفا

فأمك حول نعشك لن

تفيض شجىً وتنتحبا

فقال بزاهق الأنفاس

آه أجل بلوتك ذا

جنانٍ كالحديد فلن

يلين أسىً وينكسرا

ألست الآن تخشى أن

يهال عليك غيث محن

وتنقم لي سراة الخل

د منك ولو عقيب زمن

وتنكب يوم فاري

سٌ وفيبوسٌ بإسكيا

بقتلك يخمدان صلى

احتدامٍ بالفؤاد كمن

وأسبل فوق مقلته ظلا

م الموت سترته

وأمت روحه سقراً

تطير على أسىً وشجن

وتندب بأسه وشبا

بهب ومصيره فثوى

هناك وصاح آخيلٌ

بذاك الفوز مفتخرا

ألا مت صاغراً وأنا

أموت إذا الحمام دنا

وروحي حين يقضي أم

ر زفس تفارق البدنا

وجر سنانه من نح

ره يلقيه في طرف

وجرده السلاح فنا

ل أبعد بغيةٍ ومنى

وأقبلت الأخاءة حول

ذاك القرم مكبرةً

جمالاً زان طلعته وكل

لٌ طعنةً طعنا

يقول إلا اعجبوا ما كان

أروعه وقد أورى

سفائنناً فها هو لا يرو

ع ولا صلاه يرى

وآخيلٌ مذ انتزعا

جيمع سلاحه هرعا

يصيح بذروةٍ من

حيث سائر جيشه سمعا

ألا يا صحب يا أقيال

فالأرباب قد دفعت

لكم من زاد هولاً عن

جميع الجيش مجتمعا

ألا ما رمتم إليون

بالبتار ندهمها

لنعلم ما عليه أهلها

والخطب قد صدعا

أينصاعون منحازين

عن أبراج معقلهم

أم ارتأوا البقاء

وثابروا في عزمهم كبرا

علام العزم قد هجسا

بصدري الكر ملتمسا

وفطرقلٌ صريعٌ لا يفي

ض عليه دمع أسى

ولا قبرٌ يواريه

ولا أحباب تبكيه

فنفسي آه لن تنساه

ما بي رددت نفسا

سأذكره ولو فلي من

تهى أعماق آذيس

ولو كلٌّ سلا كل الأنا

م هناك إن حبسا

بنا يا فتية الإغريق

سيروا للسفين إذا

بهكطورٍ على نغم الن

نشيد نفرج الكدرا

قتلنا القرم هكطورا

وعاد الجيش منصورا

فأين فتىً الطراود من

كربٍّ كان مقدورا

وبالغ في الهوان

فشق كعبيه يشدهما

بسيرٍ للعجال وظل

رأس الميت مجرورا

وحل بعرشه وسلا

ح هكطورٍ براحته

وساق الجرد فاندفعت

نثير النقع ديجورا

وحالك فرع تلك

الهامة الحسناء منتشر

عليها وهي سائلةٌ دما

ها تلطم الحجرا

كذلك زفس ألقاه

هناك لهون أعداه

يدنس حسن طلعته

بعثير أرض منشاه

وإيقابٌ ببرقعها

رمت تبكي مولولة

تقطع شعرها وتصي

ح نائحةً لمرآه

وفريامٌ لجانبها

يئن بغل حسرته

وحولهما علا وبكل

تلك الأرض منعاه

وضج الجيش منتحباً

كما لو كل إليون

سعير النار ألهبها

وكل ربوعها دمرا

وكاد الشيخ ينهزم

من الأبوبا رغمهم

قصدوه وما كدوا

وفي أحشائه ضرم

فخر على السماد تمر

رغاً مستحلفاً هذا

وذلك مستغيثاً ثم قا

م يصيح بينهم

بحقكم دعوني

أبرح الأبراج منفردا

إلى فلك العداة ولو

بعادي الآن ساءكم

لدى ذيالك العاتي

بشيبي وانحنا ظهري

أذل فربما لهما

بعيد عنايةس نظرا

فإن له أبابً هما

نظيري يدرك الهما

ويا لخليفةٍ أهمت

علينا الأبؤس الدهما

ومهما نالكم من

شره فبليتي أدهى

فكم لي في الشباب

الغض أفني فتيةً بهما

بكيتهم وأبكيهم

ولكن كل حسرتهم

جميعاً لا توازي حز

ن هكطورٍ فوا غما

أيا هكطور حزنك سو

ف ينزل بي إلى قبري

ألا ما بين أذرعنا

صرمت بموتك العمرا

لكان هنا العزا دارا

فأشبع لاعجباً ثارا

بقلب أبٍ وأمٍّ يذ

رفان الدمع مدرارا

وغص بفائض ال

عبرات والحسرات منتحبا

ومن حوليه دمع القو

م بحراً فاض ذخارا

وبين نساء طروادٍ

بدت إيقاب نادبةً

بني علام أشقى

بالحياة وألتظي نارا

وأنت بني مت وكن

ت في يومي وفي ليلي

فخاري وابتهاجي

وابتهاج جميع من حضرا

وكنت ظهيرنا البرا

تشيد لقومك الفخرا

تكاد تكون بالإجلال

معبود السرى طرا

ودفاع البلا عن به

م طروادٍ ونسوتها

فها قد غالك الحفت

ف المريع بحكمة قسرا

وأما أنذروماخٌ فما

إن جاءها نبأ

بأن القرم هكطوراً

وراء حصاره خرا

وكانت في أعالي القص

ر تنسج ثوب برفير

تبطنه وتنقش فوقه

من وشيها غررا

وقد قامت جواريها

لدى النيران تذكيها

وتحمي الماء في قدرٍ

ليسبح زوجها فيها

فيا لمصلبها لم تد

ر أثينا به فتكت

بكف أخيل لا غس

لٌ لبعلٍ لن يوافيها

فقامت ضجة في البر

ج بين بكىً وولولةٍ

فخارت بين بلبلةٍ

وأشجانٍ تلظيها

وكفاها الوشيعة من

هما سقطت بدهشتها

وصاحت بالحسان وشع

رهن جدائلاً ضفرا

ألا منكن ثنتان

معي فوراً تسيران

لننظر ما جرى فبكى

حماتي هاج أشجاني

فقلبي خافقٌ حتى يكاد

يطير فوق فمي

وثقلة ركبتي تكاد

تطرح جسمي العاني

أرى خطباً فظيعاً

داهياً أبناء فريام

فلا طرقت نواعي

الخطب آه وآه آذاني

كأني بابن فيلا حال دو

ن قفول هكطور

وفي آثاره في السهل

صال عليه مهتصرا

نعم هكطور آهٍ لا

يذل لمحنةً أصلا

ويقتحم المعامع في الص

صدور ولا يرى ذلا

ومن ثم انبرت تعدو

بغير هدىً ونسوتها

جرين وراءها حتى علو

ن المعقل الأعلى

فسرحت النواظر في الس

سهول المعقل الأعلى

به خيل ابن فيلا

قد طوت ووايله السهلا

رأت وجفونها انطبقت

وفي أنفاسها شهقت

وأهوت فوق وجه ال

أرض لا حسا ولا بصرا

ومن فوق الثرى انتثرت

حلي الفرع وانتشرت

جدائل طرة وضفا

ئرٌ في وفرةٍ وفرت

وهداب الذوائب

والشباك وخير مقنعةٍ

لها من قبل عفرو

ذيت يوم زفافها ادخرت

وخفت وانبرت من حولها

أخوات هكطور

وكل نساء إخوته تجل

الخطب مذ نظرت

على راحاتهن رفع

نها والنفس زاهقة

وما لبثت أن ان

تعشت وغيث دموعها انهمرا

وصاحت تفطر المهجا

أيا هكطور واوهجا

أطالعك الشقي بطا

لعي من يومه امتزجا

ولدنا أنت في طروا

د بين قصورٍ فريام

وفي ثيبا أنا في صر

ح إيتينٍ لعيشٍ شجى

نشأت وليتني ما إن

نشأت بنعمةٍ لأبي

فيا لشقا ابنةٍ وشقا

أبٍ بنشوئها ابتهجا

فأنت الآن يا هكطو

ر منحدرٌ إلى سقر

وزوجك أيماً تب

قى بصرحك تلتظي سقرا

وهذا الطفل في المهد

نتاج الغم والجهد

فلن تجديه نفعاً أن

ت وهو النفع لن يجدي

فإن هو من خطوب الحر

ب ينجوكم بلا وبلا

يحيق به وكم عاتٍ

تجاوز خطة الحد

تعيث به مطامعه

فيسلبه مزارعه

وما إن لليتم يرى

صديقٌ صادق الود

فيطرق ذلةً وتسيل

ادمعه ويذهب في

طلاب رفاق والده

إذا ما ذل وافتقرا

يجر رداء خجلا

ويسحب برد ذا وجلا

وإن ما نال منهم نال

كأساً ما روت نهلا

يبل بمائها شفتيه ظم

آناً على ظمإ

وهيهات اللهاة على

صداها ترتوي بللا

ورب فتىً فخورٍ في

أبيه وأمه قحة

على الأدبات يلطمه

ويصرخ فيه قم عجلا

لعنت فما هنا لأبيك

حظ في ولائمنا

فيرجع أستياناسٌ

إلى ينوح منتهرا

بحجر أبٍ وأي أب

يغذيه على الركب

على مخٍّ وشحم من سمي

ن الضان قبل ربي

وإن أجفانه اطبقت نعا

ساً وارتوى لعبا

على راحات مرضعه ينا

م بفرشه القشب

فأضحى الآن واويلا

ه إذ يتمته طفلا

أيا هكطور إلف عنا

عقيب اللهو والطرب

دعوه أستياناساً

لذودك عن معاقلهم

وبت الآن طعم الغض

ف والديدان محتقرا

وعرياناً لدى السفن

غدوت بزي ممتهن

وكم من حلةٍ لك في الد

ديار تجل عن ثمن

سأطرحها جميعاً للهي

ب وليس لي أرب

بها من بعد أن حرمت

على ذيالك البدن

لتذهب حرمةً لك من

لدى الطرواد محرقة

لذودك طول عمرك عن

ذمار الأهل والوطن

كذلك أنذروماخٌ

بلاهب لبها ناحت

وكل نساء إليونٍ ذرف

ن لنوحها العبرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان البستاني

avatar

سليمان البستاني حساب موثق

لبنان

poet-Suleyman-al-Boustani@

139

قصيدة

86

متابعين

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب وزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت. وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى ...

المزيد عن سليمان البستاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة