عدد الابيات : 53

طباعة

اِذهَب لَكَ اللَهُ جارُ

وَجَنَّةُ الخُلدِ دارُ

اِذهَب بِحُسنِ عَزائي

فَلَيسَ عَنكَ اِصطِبارُ

حَلالُ صَبري حَرامٌ

وَسِرُّ ثَكلي جهارُ

هَيهاتَ كَيفَ أواري

ما البَردُ مِنهُ أوارُ

يا قُرَّةَ العَينِ ما لي

حَتّى أَراكَ قَرارُ

ذا الأُنسُ بَعدَكَ وَحشٌ

وَذي المَغاني قِفارُ

نَهارُ ثُكلِكَ لَيلٌ

لا كانَ ذاكَ النَهارُ

وَكَيفَ مُتَّ وَلَم يَش

مَلِ النُجومَ اِنكِدارُ

وَلَم تُسَيَّر جِبالٌ

وَلَم تُعَطَّل عِشارُ

وَهيَ القِيامَةُ قامَت

فَعِبرَةٌ وَاِعتِبارُ

أَنا الحُسامُ المُحَلّى

وَأَنتَ مِنّي الغِرارُ

وَأَنتَ قُطبُ المَعالي

عَلَيكَ كانَ المَدارُ

أَمسَت عَلَيكَ قُلوبُ ال

أَحرارِ وَهيَ حِرارُ

لَو كُنتَ تُفدى لَكانَت

لَكَ الفِداءَ نِزارُ

وَدارَأَت عَنكَ أسدٌ

أَنيابُهُنَّ الشِفارُ

لكِن مَقاديرُ رَبّي

ما لي عَلَيها اِقتِدارُ

الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً

ما في القَضاءِ اِختِيارُ

وَنَحنُ قَتلى المَنايا

فَكَيفَ يُدرَكُ ثارُ

وَما عَلى الدَهرِ ذَنبٌ

فَيُلزَمُ الإِعتِذارُ

اِنظُر إِذا المَوتُ أَوفى

هَل لِلهمامِ اِنتِصارُ

لا يَشمَتَنَّ الأعادي

فَلَيسَ بِالمَوتِ عارُ

لِكُلِّ حَيٍّ مَماتٌ

وَكُلِّ عُمرٍ مُعارُ

أَعمالُ شيبٍ وَطِفلٍ

كَأَنَّهُنَّ اِختِصارُ

قَدِ اِستَوَت في التَناهي

طوالُها وَالقِصارُ

لا يفتننَّ بَياضُ ال

خُدودِ وَالإِحمِرارُ

لا الياسَمينُ المُندّى

يَبقى وَلا الجلَّنارُ

وَالآسُ إِن كُلُّ نَورٍ

ذَوى وَفيهِ اِخضِرارُ

فَإِنَّهُ سَوفَ يَذوي

وَيَعتَريهِ اِصفِرارُ

يا بَدرُ كُنتَ مُنيراً

حَتّى مَحاكَ السّرارُ

يا غُصنُ أَصبَحتَ يَبسا

فَأَينَ تِلكَ الثِمارُ

أَينَ الذَكاءُ الَّذي كُن

تَ جَنَّةً وَهوَ نارُ

أَينَ الحَياءُ وَأَينَ ال

حَيا وَأَينَ الوقارُ

شُقتَ اللداتِ فَلَولا

تَزورُهُم أَو تُزارُ

فَوَعدكَ اِستَنجَزوهُ

هَل عَودَةٌ فَاِنتِظارُ

ما زالَ مِنكَ رَواحٌ

إِلى العُلا وَاِبتِكارُ

حَتّى وَعَيتَ صَغيراً

ما لا تَعيهِ الكِبارُ

فَضيلَةٌ كَلَّفَتهُم

أَن يَحسِدوا أَو يَغاروا

وَكُنتَ في الرَأيِ أَهدى

مِن كُلِّ مَن يُستَشارُ

يَجلو سَناكَ الدَياجي

فَيَهتَدي مَن يَحارُ

لِم لا وَأَنتَ اِبنُ بَحرٍ

تَمتارُ مِنهُ البِحارُ

يُهدي إِلى السَمعِ دُرّاً

يَهونُ فيهِ النُضارُ

يا مَن إِلَيهِ اِرتِياحي

وَمَن عَلَيهِ الحذارُ

لَو عِشتَ قامَ لِمَجدي

في كُلِّ أُفقٍ مَنارُ

وَكانَ لي وَلِفِهر

بِمُنتَماك اِفتِخارُ

عَبد الغنيّ تَأَوَّب

حَتّى مَتى ذا السِفارُ

فَقَدتُ مِنكَ يَميني

هَلّا فَدَتها اليَسارُ

فَبِتُّ قَد بُتَّ مِنّي

حَبلُ الرَجاءِ المُعارُ

وَعادِياتُ اللَيالي

لَها عَلَيَّ مغارُ

لا مَرحَباً بِحياتي

ماتَ الكِرامُ الخيارُ

وَلا سَقَتني الغَوادي

حَسبي الدُموعُ الغِزارُ

سَبَقتني وَعَداني

عَنِ اللِحاقِ العِثارُ

كَبَّت أَباكَ الخَطايا

وَلِلكَريمِ اِغتِفارُ

فَاِشفَع لَهُ عِندَ رَبٍّ

إِلَيهِ مِنهُ الفِرارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الحصري القيرواني

avatar

علي الحصري القيرواني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Abou-al-Hassan-al-Housri@

290

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

علي بن عبد الغني الفهري الحصري، أبو الحسن. شاعر مشهور، له القصيدة التي مطلعها:|#يا ليل الصب متى غده|كان ضريراً، من أهل القيروان، انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة. اتصل ببعض الملوك ...

المزيد عن علي الحصري القيرواني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة