عدد الابيات : 49

طباعة

مُقِرُّ العَينِ أَسخَنَها

وَمُسلى النَفسِ أَحزَنَها

بِنَفسي رَوضَةٌ أنفٌ

ذَوَت ما كانَ أَحسَنَها

مَحاها اللَهُ إِذ جَلّى

بِها الدُنيا فَزَيَّنَها

كَأَنّي قَطُّ لَم أَلثم

شَقائِقَها وَسَوسَنَها

لَقَد سَلَبَ الزَمانُ يَدي

مِنَ الأَعلاقِ أَثمَنَها

أَغَرّ لَو اِنتَهى أَمَدي

دَعَتهُ العربُ أَلسَنَها

وَأَشعَرَها وَأَخطَبَها

وَأَضرَبَها وَأَطعَنَها

يُنَبِّهُني إِذا فِكَري

أَنامُ الهَمُّ أَعيُنَها

وَمَهما كُنتُ في شَكٍّ

مِنَ الأَشياءِ أَيقَنَها

وَكَم مِن آيَةٍ خَفِيَت

مَعانيها فَبَيَّنَها

وَأُخرى قَبل أَن تُملى

فَيَكتُبَها تَلَقَّنَها

وَلَو لَقَّنتَهُ مائَةً

مِنَ الآياتِ أَتقَنَها

وَغابَ عَلى مُؤَدِّبِهِ

قِراءتهُ وَلَحَّنَها

وَلا عَجَبٌ لِجَوهَرَتي

أَلَيسَ البَحرُ مَعدَنَها

أَلَستُ أَباهُ وَهوَ اِبني

وَأَنَّهُ ذاكَ بَرهَنَها

حَبيبُ النَفسِ إِذ أَقوت

بِهِ أَودى فَأَوهَنَها

فَإِن رزقت شَفاعَتَهُ

غَداةَ الخَوفِ أَمَّنَها

عَسى شَفَتي تَقي جَسَدي

أَشَدَّ لَظىً وَأَهوَنَها

بِرَحمَةٍ مَن تَقَبَّلَها

فَأسكنُ حَيثُ أَسكَنَها

دَفَنتُ اِبني فَقالَ النا

سُ ربّ الشَمسَ أَدفَنَها

وَغَسَّلَها بِكَوثَرِهِ

فَقَدَّسَها وَصَوَّنَها

وَبِالصَلَواتِ حَنَّطَها

وَفي الأَنوارِ كَفَّنَها

وَأَوطَنَها الثَرى لا بَل

رِياضُ الخُلدِ أَوطَنَها

أَطعتُ الصَبرَ في نوبٍ

عَلَيَّ الدَهرُ لَوَّنَها

وَفي عَبدِ الغَنيِّ اِبني

عَصيتُ الصَبرَ حينَ نَهى

وَكَيفَ أكنُّ حَسرَتَهُ

وَهذا الدَمعُ أَعلَنَها

إِذا وَشَتِ المَدامِعُ لَم

يَكُفَّ الحِلمُ أَلسُنها

حَبَبتُ مِن اِجلِهِ الدُنيا

فَفارَقَني لِأَضغَنَها

شَوادِنُ مكنسي بَعُدَت

فَلَستُ أُحِبُّ مُشدنها

كَرِهتُ النَسلَ لا رقت

مخدّرَة لِأَحصنها

نَعَت نَفسي أَحبَّتها

أَهِلَّتَها وَأغصُنها

وَهذا كانَ أَكبَرها

وَأَسعَدها وَأَيمَنها

رَجَوتُ بِمَوتِ أَربَعَةٍ

مُنى نَفسي وَمَأمَنها

رَسولُ اللَهِ سَوفَ يَفي

بِمَوعِدَة تَضَمَّنَها

عَهِدتُ مَشارِبي صِرفاً

فَما لِلدَهرِ أَجَّنَها

لَحا اللَهُ الزَمانَ أَباً

أسودُ بَنيهِ أَثخَنَها

كَأَنَّهُمُ عداهُ فَكَم

أَثارَ وَغىً وَأَكمَنَها

أَغَثُّ بَنيهِ يَأكُلُهُ

فَكَيفَ يَعافُ أسمَنَها

وَأَيُّ أَبٍ يُديرُ عَلى

بَنيهِ رَحىً ليَطحَنَها

رَأَينا أَشجَعَ الفُرسا

نِ عِندَ المَوتِ أَجبَنَها

فَيا ما أَخدَعَ الدُنيا

وَأَخبَثَها وَأَفتَنَها

وَأَقطَعَها إِذا وصلَت

مُحِبّيها وَأَخوَنَها

وَأَوأَدَها لِمَولودٍ

تَنشب فيهِ برثنها

أَرى شَرِسَ الحَياةِ غَداً

يُفارِقُها وَليّنَها

فَما لي وَالغرورُ بِها

أَلَستُ أَرى تَخَوُّنها

حَبيب القَلبِ صل شَفَتي

بِلَثمِكَ حَيثُ أَمكَنَها

بمَسكَنَةٍ سَأَلتُ فَقُل

لِمُشتاقٍ تَمَسكَنَ ها

مَدَدتُ إِلى السَماءِ يَدي

لِتَرحَمَ يا مُهَيمِنَها

أَسَأتُ جَميعَ أَعمالي

فَوَفّقني لِأُحسِنها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الحصري القيرواني

avatar

علي الحصري القيرواني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Abou-al-Hassan-al-Housri@

290

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

علي بن عبد الغني الفهري الحصري، أبو الحسن. شاعر مشهور، له القصيدة التي مطلعها:|#يا ليل الصب متى غده|كان ضريراً، من أهل القيروان، انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة. اتصل ببعض الملوك ...

المزيد عن علي الحصري القيرواني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة