الديوان » العصر المملوكي » المهذب بن الزبير » يا ربع أين ترى الأحبة يمموا

عدد الابيات : 39

طباعة

يا رَبعُ أين تَرى الأحبَّةَ يمَّمُوا

هل أنجدوا من بعدنا أم أَتهمُوا

نزلوا من العَين السَّوادَ وإن نَأوا

ومن الفؤاد مكانَ ما انا أكتُمُ

رحَلُوا وفى القلبِ المُعَنَّى بعدهم

وَجدٌ على مرِّ الزَّمانِ مُخَيَّمُ

وسَرَوا وقد كتمُوا المسيرَ وإنَّما

تَسرِى إذا جَنَّ الظَّلامُ الأنجُمُ

وتَعوَّضَت بالأُنس رُوحي وحشَةً

لا أوحَشَ الله المنازلَ مِنهُمُ

لولاهُمُ ما قُمتُ بين ديارهم

حيرانَ أستَافُ الدِّيارَ وألثِمُ

أمنازلَ الأحبابِ أين هُمُ وأي

نَ الصَّبرُ من بعد التَّفَرُّقِ عنهُمُ

يا ساكني البلدِ الحرامِ وإنَّما

في الصدرِ مَع شحطِ المزارِ سكنتُمُ

يا ليتني في النَّازلين عَشِيَّةً

بِمِنىً وقد جمع الرِّفاقَ الموسِمُ

فأفوزَ إن غَفَلَ الرَّقيبُ بنَظرَةٍ

منكم إذا لبَّى الحجيجُ وأحرمُوا

إنّي لأذكركم إذا ما اشرقَت

شمسُ الضّحى من نحوكم فأسلِّمُ

لا تبعثُوا لي في النّسيم تحيّةً

إنِّي أغارُ من النّسيم عليكمُ

إنّي امرؤٌ قد بِعتُ حظِّ راضِياً

من هذه الدنيا بحظِّى منكمُ

فسلَوتُ إلا عنكمُ وقنعتُ

إِلاّ منكمُ وزهدتُ إِلاَّ فيكمُ

ورأيتُ كلَّ العالمين بمُقلَةٍ

لو ينظُرُ الحسادُ ما نَظَرَت عَمُوا

ما كان بعد أخي الذي فَارقتُهُ

ليبوحَ إلا بالشكايةِ لي فمُ

هو ذاك لم يَملك عُلاهُ مالِكٌ

كلاَّ ولا وجدي عليه مُتَيَّمُ

أقوَت مغانِيه وعُطِّل رَبعُهُ

ولرُبَّما هجرَ العرينَ الضَّيغَمُ

ورَمَت به الأهوالَ هِمَّةُ ماجدٍ

كالسيفِ يُمضي عزمَهُ ويُصَمِّمُ

يا راحِلاً بالمجد عنَّا والعُلاَ

أتُرى يكونُ لكم إلينا مَقدَمُ

يَفديكَ قومٌ كُنتض واسِطَ عِقدِهم

ما إن لهم مُذ غِبتَ شَملٌ يُنظَمُ

لك في رِقابِهِمُ وإن هم أنكروا

مِنَنٌ كأطواق الحَمامِ وأنعُمُ

جهلوا فظنُّوا أنّ بُعدَك مَغنَمٌ

لمّا رحلتَ وإنّما هو مَغرَمُ

فلَقد أقرَّ العينَ أنّ عِداك قد

هلكوا ببغِيهِمُ وأنت مُسَلَّمُ

لم يعصمِ اللهُ ابنَ معصومٍ من ال

آفاتش واختُرِمَ اللعينُ الأخرَمُ

واعتَضتَ بعدهمُ بأكرمِ معشرٍ

بدءوا لك الفِعلَ الجميلَ وتَمَّمُوا

فلَعَمرُ مَجدِكَ إن كرُمتَ عليهمُ

إن الكريمَ على الكِرام مُكرَّمُ

أقيالُ بأسٍ خَيرُ مَن حَملُوا القنا

ومُلوكُ قحطانَ الذين هُمُ هُمُ

متواضعون ولو ترى ناديهمُ

ما اسطَعتَ من إجلالهم تتكلَّمُ

وكفاهُمُ شَرفاً ومجداً أنّهم

قد أصبح الدَّاعِي المُتَوَّجُ منهمُ

هو بدرُتِمٍّ في سماء عُلاهمُ

وبنو أبيه بنو زُرَيعٍ أنجُمُ

ملكٌ حِماهُ جنَّةٌ لعُفاتِهِ

لكنّه للحاسدين جَهَنّمُ

أثنى عليك بما مَننتَ وأنت مِن

أوصافِ مجدِك يا مليكاً أعظمُ

فاغفر لىَ التقصيرَ وعُدَّهُ

مَعَ ما تجودُ به علىَّ وتُنعِمُ

مَعَ أنّنى سيَّرتُ فيك شوارداً

كالدُّرِّ بل أبهى لَدَى مَن يَفهَمُ

تغدو وهُوجُ الذَّارياتِ رواكِدٌ

وتبيتُ تسرى والكواكبُ نُوَّمُ

وإذا المآثِرُ عُدِّدَت في مشهدٍ

فبِذِكرها يبدا المقالُ ويُختَمُ

وإذا تلا الرَّاوون محكمَ آيها

صَلَّى عليك السَّامعون وسلَّموا

وكفى برأيِ إمامِ عَصرِك ناقضاً

ما أحكمَ الأعداءُ فيك وأبرمُوا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المهذب بن الزبير

avatar

المهذب بن الزبير حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Muhadhab-bin-Zubair@

65

قصيدة

33

متابعين

الحسن بن عليّ بن إبراهيم ابن الزبير الغساني الأسواني، أبو محمد، الملقب بالمهذَّب. شاعر من أهل أسوان (بصعيد مصر) وفاته بالقاهرة. وهوأخوالرشيد الغساني (أحمد بن عليّ) قال العماد الأصبهاني: لم ...

المزيد عن المهذب بن الزبير

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة