عدد الابيات : 59

طباعة

آن التأهب للرحيل

فقفوا على الرسم المحيل

وأبكوا على العزم الصحيح

ينوء بالجسد العليل

روح تخف إلى الحمى

فتفوقها ثاء الثقيل

فكأنها الأثر الخف

ي يلوح في عافي الطلول

قطع الزمان رجاءها

باليأس من صلة الوصول

فتشبثت من زائري

تلك المعالك بالذيول

وغدت تناشد من رأت

فيه إمارات القبول

يا راكب الوجناء تج

ذب في البرى ذيل الذميل

تختال في حبر الشرو

ق ضحى وفي حلل الصيل

وتحوم من نهر المجر

ة كالنجوم على مسيل

ألف السرى حتى بدا

مثل الأهلة في النحول

يفري الغلاة وماله

غير التشوق من دليل

ويزيد ري جفونه

ما بالأضالع من محول

ونسيم برق الأبرقين

يلوح كالسيف الصقيل

فيبيت يحتسب الكرى

ويطيب نفساً عن قتيل

ويظل تطر به الحدا

ة بذكرة شامة أو طفيل

وإذا شكى حر الربا

وصفت له ظل النخيل

فتكاد من شوق تطير له

الركائب بالحمول

بالله ألا ما حملت

رسالتي نحو الرسول

وإذا وصلت إلى العقيق

وفزت فيه بكل سول

ورمقت أقمار الدجى

بسناه آمنة الأفول

ووقفت من باب السلا

م بذلك الظل الظليل

ونظرت ما بين الستو

ر إلى معارج جبرئيل

فالتم ثراه وحل عن

شوقي عرا العبئ الثقيل

واكتب رسالة لوعتي

في الترب بالدمع الهمول

فالدمع أفصح منطقاً

فيه من الفظ المقول

وقل السلام عليك يا

خير الورى من كل جيل

يا خير من نسري

إليه بكل صعب أو ذلول

يامن له الجاه العريض

يعد لليوم الطويل

يا صاحب الحوض الذي

يروي الظماء من الغليل

يا منقذ العاصي غدا

من ذلك الكرب المهول

يا نعمة الباري على

أبويه آدم والخليل

يا رحمة نشرت على ال

كوان من ملك جليل

أنمت المبوأ في المفا

خر ذروة الشرف الأصيل

فالجن مثل الأنس فيه

غدوا سواء في النكول

ودعوت بالشجار فاب

تدرت وعدن بلا ذيول

وأعدت عين قتادة

كأحذ ناظرة كحيل

وأعدت عود عكاشة

سيفاً تنزه عن بلول

وكذا حنين الجذع كالام

المرزأت النول

فارقته فاهتاج من

أسف وأعلن بالعويل

هي رتبة فاق الجما

د بها ذوي اللب الذهول

عجباً لتسبيح الجما

د وصمت ذي الراي الأصيل

والماء من يمناك فا

ض كسيل سارية هطول

والجيش حينئذ بلا

ماء يبل صدا الغليل

فروو به واستكملوا

غرر الوضوء إلى المحجول

وكذاك أشبعت المئين

يداك من شاة هزيل

يا خاتم الرسل الكرا

م ومبدأ الفضل الجزيل

ماذا به أثنى ولو

اضحى الحيا فيه رسلي

هل لي إلى ذاك الجنا

ب وساكنه من سبيل

لتسير بي نجب الغرا

م ويفتدى شوقي زميل

فلقد أطلت وما أفا

د تقاضي الزمن المطول

ضاع الزمان وضاق عن

إدراك مأمولي وسولي

هي سفرة العمر انتهت

ودنى إلى الأخرى فقولي

يا رب فاجعل حبه

زادي إلى دار الحلول

فلقد عقدت بجاهه ال

أهداب من ظني الجميلي

ورجوت منه شفاعة

إذ خانني عملي تفي لي

صلى عليه الله ما

نشت الفروع عن الأصول

وسري إليه الراكب يجتاب

الحزون مع السهول

ووشى بأسرار الريا

ض إلى الربا نفس القبول

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشهاب محمود بن سلمان

avatar

الشهاب محمود بن سلمان حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Shehab-Mahmoud-bin-Salman@

85

قصيدة

16

متابعين

محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين. أديب كبير. استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً. ولد بحلب، وولي الإنشاء ...

المزيد عن الشهاب محمود بن سلمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة