وذى نغم يشدو بألحان معبَد
دعا لهف أشواقي وكان بمرصد
فلبّاه لما أن شدا شدو مكمد
نعمنا بفخر الهاشمي محمد
وطبنا به عيشا لدى شدو منشد
لأمداح خير الخلق أصبح ناشدا
فحرك مشتاقا وهيج واجدا
وذكر من عهد العقيق معاهدا
فقام رجالٌ للسماع تواجدا
وشقوا جيوب الصبر شوقاً لأحمد
لقد شرّفَ الرحمن منهم عصابةٌ
إذا صاح حادي الشوق لبوا إجابة
وقطعت الأكباد منهم كآبةٌ
حقيق عليهم أن يذوبوا صبابةٌ
إذا سمعوا فخر النبي محمد
تخذت بأمداحي لأحمد مذهبا
فيا ما ألذ المدح فيه وأعذبا
به كل جدب للمآثر أخصبا
نبي كريم للرسالة يجتبى
رسول رحيم صادق كل موعد
على الشرك بالإيمان قد سل مرهفا
فأحيا به رسما من الدين قد عفا
وكرّمَ من بالوعد للَه قد وفى
تخيّره الرحمن خلا ومصطفى
وخص بتكريم وعز مخلّدِ
بتعظيمه أي المنزل أعلَنت
وألسنة البرهان عن ذاك أفصحت
سقى دوحة الإيمان ريا فأورقت
هدينا به بعد الضلال فأشرقت
شموسُ هدايات إلى كل مهتدى
مددت إله الخلق كفى طماعة
وأعلنت بالشكوى إليك ضراعةً
وثبرتُ حبى للنبي بضاعة
به يرتجى العاصون مثلى شفاعةً
فحقق إله العرش سؤلى ومقصديى
بمدح النبي الهاشمي وحبّه
تلذّذتُ دهرى واغتذيت بعذبه
وفي زورة تدنى على نيل قربه
توسلت بالمختار ربى وصحبه
عتيق وفاروق توسل مقتدى
واصحاب خير الخلق لم أنس ودّهُم
فإنى لم أنقض مدى الدهر عندهم
ضجيعا رسول اللَه أملت قصدهم
وعثمان يتلوه على وبعدهم
جماعة أصحاب النبي المؤيد
متى لهم أحدو القطار بنية
برقة ألحان إليهم شجية
لدى أنفس في المعلوات زكية
عليهم من المشتاق أزكى تحية
على قدر حبى فيهم وتوددى
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ...