مضى جلّ عمرى في التباعد والصد
ندمت وهل تغنى الندامة أو تجدى
أيا مرشدى وقف عليك غدا رشدى
إليك مددت الكف يا منتهى قصدي
ومنك رجوت العطف بالمن والرفد
بحبلك يا معنى وجودى تعلقى
فهب لي يا مولاي عطفة مشفق
أقول وقول الحق أنطق منطق
إذا نظرت نفسي بعين محقق
علمت بأن الذنب أوجب لي طردى
تحيرت الألباب والأمر ظاهر
وما للورى من قهر أمرك ناصر
وفي حكم ما تبدى تحار الخواطر
وما هي إلا قسمة ومقادر
ونقض وإبرام وحكم بلا رد
عسى عطفة تدنى لقلبك نظرة
وتمنحُ من برق التواصل خطرة
أأفصى وغيرى فيك يزداد اثرةً
على مثل هذا تدمع العين حسرة
وأرجع للتفويض للملك الفرد
على التوب والإخلاص يا نفس فاحرصي
وجودى بسح الدمع ويحك تخلصى
عسى اللَه أن يقضى بحسن تخلصى
فأسأله عفوا وتوبة مخلص
تقرب من وصل وتبعد من بعد
أضاءت بحبى للنبي مطالعي
فلا أحد مما أحاذر قاطعي
سينجح لي سعيى به ومطامعي
ويشفع لي في مطلبى خير شافع
محمد المبعوث للحر والعبد
بيثرب روض للمكارم رائقُ
وفرع لتتميم المحامد باسقُ
أقول وقد لاحت لقلبي بوارق
عليك سلام اللَه ماذر شارِقٌ
وما غرّدت ورق على القضب الملدِ
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ...