القروياتُ تراكضنَ هروباً من خيول الليل
كانَ الغيمُ يهبطُ عند تاج الزَرع
جيشٌ أبيضُ الرايات
في هيئةِ عطرٍ رائقٍ يخترقُ الأكباد
فزَّت نسوةُ الريف من النوم
كأنَّ الموتَ يسري في الهواء
كيف،
من أينَ أتى هذا الرثاء
قروياتٌ بكتْ أحلامُهَنَّ
الدربَ نحو الحقل
هذا الليلُ أقسى من جيوش الثلج
هذي الريحُ تسري في جرادٍ
نحو حقل القمح
مَنْ يحمي فرارَ القروياتِ مِنَ الغيم
ويستدرك أطفالاً من التَرك
نساءٌ مستحماتٍ بماء الفقد
أخطأنَ الطريق
نحو بيتِ العُرس
زهراتٍ وحيداتٍ
يطاردهنَّ غيمٌ أبيضٌ
يتفارَرْنَ جنوناً في ظلام الغاب
من أينَ أتى هذا الضباب
قروياتٍ تسرولنَ بخيطِ الزعفران
وعَقَدْنَ النَذرَ
يَقْصدنَ مكاناً آمناً للحب
يَخلقنَ الطريق
ويوآخينَ الطريق
ويغيّرنَ الطريق
ويقاومنَ الطريق
قلنَ .. من يحمي نساءً
سوف يثكلن من الأطفال ما يكفي لجيش الشمس
ويفقدن الطريق
قروياتٌ
تَوارَينَ وراء الموت كي تأتي
نهاياتُ الطريق.
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...