منذ أن صارَ الريفُ زراعاتٍ وأودية. أصبحَ الصبرُ قفطان الوقت. منذ أنْ ذَهَبَ الغريبُ إلى المنفى. صارَ النهارُ قميصَ العمل. تشرَّدَ حاسراً في الكون. فأرختِ الشمسُ سلالمها لتنقذَ الغريبَ في المنفى. كأنَّ الغربة أكثرَ حناناً وأقلَّ وطأة على الوحيد. بعيداً عن أحفاده. وصار للشمس صوتٌ بارد يسمعه الغريبُ. وتصغي إليه المخلوقات في الريف والقرى.
لمستُ كتفه أسأله عن الوقت. بلا قفطان ولا قميص. فالتفتَ يحدثني عن شمس ترخي سلالمها عبر الغيوم والمطر. في العري ذاته. في الليل ذاته. أمسك الغريبُ بيدي فيما يكاد أن يذهب.
قال لي: تعال. لن ينتبه لوحشتك أحد هنا.
وفاتني أخبره أنني لم أعد في مكان.
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...