الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » أبا حسن دعاء أو خنينا

عدد الابيات : 44

طباعة

أبا حَسن دُعاءً أو خنيناً

ولا آلوكَ إنْ كانَتْ خَبالا

أُنادي في التَّظلُّمِ منْ زَمَانٍ

عدا تلك الزِّيارَةَ والوِصالا

ولوْ أنَّ الخيالَ ينوبُ عني

لأبلغكَ الكَرَى قِصَصاً طوالا

ولولا أنْ أُدلّسَ في التلاقي

لَزُرْتُكَ حيثُ تَعْتَرِفُ الخيالا

فلم تَرَ بيننا وأبيكَ فَرْقاً

سوى أني أَحُقُّ إذا أحَالا

ذكرتُكَ ذكرةً جَذَبَتْكَ نحوي

فهل أحْسَنْتُ نَقْلاً أو نِقَالا

وأعلمُ أَنَّها كهواكِ سِحْراً

ولكن كيفَ تَسْتهْوِي الجبالا

بلى إنْ يدنُ طَيْفُكَ منْ وِسادي

فقد سَمَّيْتُها السّحَرَ الحلالا

وكيفَ يُحِسُّ طيفَكَ أو يراه

ولو نَصبَ الحبائلَ والحبالا

مُعَنّىً لا يزالُ سميرَ شوقٍ

عَهِدْتَ لِبَرْحِهِ ألا يَزَالا

يؤرِّقُهُ بعادُكَ كلَّ ليلٍ

تَوَهَّمَ طُوْلَ زَفْرَتِهِ فَطَالا

كأنَّ نجومَهُ أقداحُ شَرْبٍ

إذا زِيدتْ هُدىً زادتْ ضلالا

أبا حسنٍ وإن الحسنَ ممَّا

تشيرُ به مَقَالاً أو فَعَالا

لك الفضلُ الذي هُوَ فيكَ طَبْعٌ

إذا احتقبوهُ غَصباً وانتحالا

فنلتَ حقائقَ الأشياء علماً

كفاكَ البحثَ عنها والسؤالا

نَمَتْكَ إلى المكارمِ والمعالي

إذا نَجمٌ تَكَارم أو تعالى

صُقورٌ أو بدورٌ أو بحورٌ

وإنْ لم تلقَ مثلَهُمُ رجالا

إذا شَهِدُوا القتالَ فسوف تدري

لأَيَّةِ علةٍ شهدوا القتالا

بنو الهيجاء طاروا في وَغضاها

وإنْ كانتْ حُلثوْمُهُمُ ثِقَالا

إذا رتَّبْتَهُمْ شَنُّوا عليها

جِياداً ضُمَّراً وَقَنَاً طِوَالا

ونعم النازلونَ على الرَّوابي

إذا ما الشَّمْسُ أحْرَقَتِ الظّلالا

إذا التقتِ الرِّياحُ بحيثُ تدعو

بِصَوْبِ المُزْنِ حَالَفَها ابْتهِالا

ولو أني أشاءُ لأبْلَغَتْني

ذُرَاكَ وإن أساءَ بها فعالا

قلائصُ ما رَحَلْنَاهُنَّ إلا

رأيتَ بهنَّ عُصْماً أو رِئالا

كأنصافِ البُرَى وَتدِقُّ عنها

شَواها دِقَّةً تَسَعُ الخلالا

إذا انبَعَثتْ رأيتَ قِسِيَّ نَبْعٍ

وَتحْسَبُها إذا بَلَغَتْ مُحَالا

تُناسبُ شَدْقماً أو أنْكَرتْهُ

وصارَ لها السّرى عمّاً وخالا

تُراعُ من السّقابِ إذا رأتها

وتشتاقُ الأزمةَ والرِّحالا

وقد ألِفَتْ بناتِ القَفْرِ حتّى

حسبتَ الغولَ يُحْذيها النّعالا

إذا لَمَع السَّرَابُ تَبَادرتْهُ

فأحْسَبُهَا تريدُ به اشْتِمَالا

وبينَ جُفُونِها مِنْها نِطافٌ

إذا سَمِعَ الغليلُ بهنَّ حالا

لعلَّكَ يا عليُّ لها مَعَادٌ

فَيَسْقيها غِمارَاً أو سِجَالا

وتبسطَ أو تمدَّ لها يميناً

غدا نوءُ السّماك لها شِمالا

عَدَاني أنْ أزورَكَ صَرْفُ دَهْرٍ

ألحَّ فما أطيقُ له احْتِيالاَ

وَهَمٌّ من همومٍ لو تَوَخَّى

طريقَ الرِّيح كان لها عِقَالا

أبيعُكَ يا ابن بَيَّاعٍ فُؤَادي

وَغَيْرِي مَنْ إذا نَدِمَ اسْتَقَالا

وَأصْفِيكَ الودادَ وَغيْرُ وُدِّي

إذا حالتْ صروفُ الدَّهرِ حالا

إليك هوايَ تكرمةً وَبِرّاً

إذا كانَ الهوَى قِيْلاً وَقَالا

ومعذرةً بسيرِ بناتِ صَدْري

إليكَ بها اخْتِصَاراً واحتفالا

ودونكها وأنت أجلُّ قَدْراً

ولكنْ عادةٌ حُذِيتْ مِثَالا

فإنْ حَظِيتْ وأرُجو أنْ سَتحظى

فإنَّ الشمسَ نَوَّرتِ الهلالا

وإن ضاعتْ لديك فأنتَ شمسٌ

يشبُّ تَعَسُّفي فيها الذُّيالا

على خَطرٍ لو أنّ الليل مِنْهُ

لعادَ شبابُ راكبه اكتهالا

وغبّ تَعَقبٍ لو كان منه

فِرِنْدُ السيْفِ ما قَبِلَ الصّقالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

117

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة