الديوان » العراق » حيدر الحلي » لقد رحلت عن ودنا فيه جفوة

عدد الابيات : 24

طباعة

لقد رحلتْ عن ودِّنا فيه جفوةٌ

وبعد الجفا فيه يُراجعُ بالودِ

فنحن على ما كانَ من عهد حبِّه

أقمنا ولم نعزمْ رحيلاً عن العهد

وكم ليلةٍ ليلاء فيه سهرتها

وقد ملَّ طرف النجم فيها من السهد

يبيت خلياً قلبهُ من صبابةٍ

ولم يدرِ من برح الصبابة ما عندي

وكنَّا إذا شطَّتْ بنا الدار أو دنتْ

صفيين لم نكدرْ على القرب والبعد

وإني لتصبيني على النأي والجفا

إليه سجايا منه أحلى من الشهد

خليليَّ عندي اليوم لو تعلمانه

عجيبٌ غرامٍ فاسمعا منه ما أبدي

ألم يزعموا أن القلوب لأهلها

شواهدُ منهم بالقطيعة والودِّ

فما بالُ قلبي محكماً عقدة الهوى

لمن حلَّ من حبل الهوى محكم العقد

وهل أنا وحدي يا خليليَّ هكذا

وجدت به أم هكذا كل ذي وجد

وبالفرد من أعلام نجدٍ سقى الحيا

عهودَ حمى ذيالك العلم الفرد

منازل يستوقفن كلَّ أخي هوىً

ويحبسن أيدي الواخدات عن الوخد

لنا طلعتْ في غربها الشمس آية

فقلتَ لنا البشرى بها ظهر المهدي

أتى الخلفُ ابن المجتبى الحسن الذي

غدا قائماً بالحق يهدي إلى الرشد

إمامُ هدىً نور النبوة زاهرٌ

بطلعة بدرٍ وهي كاملة السعد

ومن عطفه نشرُ الإمامة فاتحٌ

له أرجٌ يغنيك عن أرج الندِّ

به حفظ الباري شريعة جدِّه

وشيَّد من أركانها كلَ منهَّد

فقام بمبيَّضٍ من الرشد هادياً

إلى الحق في داجٍ من الغيِّ مسود

بقيةُ أهل العلم والحلم والحجى

وأهل التقى والبرِّ والنسك والزهد

ولولا احترامي باقر العلم قلتُ ما

له من ذوي العلم الأفاضل من ندّ

فتىً حببتْه في النفوس شمائلٌ

شذاهنَّ أذكى من شذا الشيح والرند

وطبعٌ كطبع الروض رقَّ هواؤه

بأسرار ريَّاه تذيع صَبا نجد

وخلقٌ به لو يمزج الماءَ شاربٌ

لما شكَ فيه أنه الكوثر الخلدي

معيدٌ لما أبداه في الجود لا كمن

إذا جاء لا يغدو معيداً لما يبدي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

549

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة