إذا كتبتُ فخطِّي زهرُ آكامِ
ولؤلؤٌ زنتُ فيه جيدَ أيامي
كأَنَّ في كفِّي البيضا بإنعام
بين الأناملِ فوقَ الطرسِ أقلامي
غيدٌ بحزوى تهادى بين آرام
وفي البياضِ مِدادي لا يُقاسُ به
سوى احورار العذارى في تناسُبه
وخالُها حُسنُ نَقطي في ضرائبه
والسطرُ في كلمي في رِقِّ كاتبِه
سلكٌ بدا درُّهُ في كفِّ نظَّام
ربُّ الفصاحةِ والأقلامِ من رُسُلي
وصحفها غرُّ آيِ الشعرِ من قِبَلي
وما تنزَّهتُ عن قولي ولم أقلِ
أنا كليمُ المعاني واليراعةُ لي
هي العصا والمعاني الغرُّ أغنامي
إنِّي عن الروحِ أعلا الخلقِ مَنزِلةً
عن كلِّ آيٍ أتت في الذكرِ مُنزَلَةً
عن الإِلهِ الذي عمَّ الورى صِلةً
أروي أحاديثَ آبائي مُسلسَلةً
كما روت نَشَواتي بنتُ بسطام
أنا الذي زَلزَلَ الدنيا وأهلَها
ولفَّ في آخرِ الغبراءِ أوَّلها
والبيضُ تشهدُ لو جرَّدتُ أنصلها
في الكرِّ والفرِّ هاماتُ الكماةِ ها
وقعُ الدخيلِ على أقدامِ أقدامي
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...