الديوان » العراق » حيدر الحلي » أهاشم لا يوم لك ابيض أو ترى

عدد الابيات : 48

طباعة

أهاشمُ لا يوم لكِ ابيضَّ أو تُرى

جيادُك تُزجي عارضَ النقع أغبرا

طوالعُ في ليل القَتام تخالها

وقد سدَّت الأُفق السحاب المسخرا

بني الغالبيين الأُلى لستُ عالماً

أأسمحُ في طعن أكفّك أم قِرى

إلى الآن لم تجمع بكِ الخيلُ وثبةً

كأنَّكِ ما تدرين بالطفّ ما جرى

هلمّ بها شعث النواصي كأنَّها

ذيابُ غضاً يمرحنَ بالقاع ضُمَّرا

وإن سألتكِ الخيلُ أين مغارُها

فقُولي ارفعي كلَّ البسيطة عثيرا

فإنَّ دماكم طِحنَ في كلّ معشر

ولا ثارَ حتَّى ليس تبقين معشرا

ولا كدمٍ في كربلا طاحَ منكم

فَذاك لأجفان الحميَّة أسهرا

غداةَ أبو السجاد جاءَ يقودُها

أجادلَ للهيجاء يحمِلنَّ أنسرا

عَليها من الفتيان كلَّ ابنِ نثرةٍ

يَعُدّ قتير الدرع وشياً مُحبَّرا

أشمُّ إذا ما افتضَّ للحرب عُذره

تنشقُّ من أعطافها النقعَ عنبرا

من الطاعني صدر الكتيبة في الوغى

إذا الصفُّ منها من حديد توقّرا

هُم القوم إما أجروا الخيلَ لم تطأ

سنابكها إلاَّ دِلاصاً ومِغفرا

إذا ازدحموا حشداً على نَقع فَيلقٍ

رأيت على اللَّيل النهار تكوَّرا

كماةٌ تعدّ الحيَّ منها إذا انبرتْ

عن الطعنِ مَن كان الصريعَ المقطَّرا

ومن يَخترم حيثُ الرماح تظافرت

فذلك تدعوه الكريمَ المظفَّرا

فما عبروا إلاَّ على ظهرِ سابح

إلى الموت لمَّا ماجت البيضُ أبحرا

مضوا بالوجوه الزُّهر بيضاً كريمةً

عليها لِثامُ النقع لاثوه أكدرا

فقلْ لنزارٍ ما حنينُكِ نافعٌ

ولو مُتِّ وجداً بعدهم وتزفّرا

حرامٌ عليك الماء ما دام مورداً

لأبناء حربٍ أو ترى الموت مصدرا

وحجرٌ على أجفانِكِ النوم عن دمٍ

شبا السيف يأبى أن يُطلّ ويهدرا

أللهاشميّ الماءُ يَحلو ودونه

ثوت قومه حرّى القلوب على الثرى

وتهدأ عينُ الطالبيّ وحَولها

جفونُ بني مروانَ ريّا من الكرى

كأَنَّكِ يا أسياف غلمانِ هاشمٍ

نسيتِ غداةَ الطفّ ذاك المعفّرا

هَبي لبسوا في قتله العارَ أسوداً

أيشفي إذا لم يَلبسوا الموتَ أحمرا

ألا بَكّرَ الناعي ولكن بهاشم

جميعاً وكانت بالمنيَّة أجدرا

فما للمواضي طائلٌ في حَياتها

إذا باعُها عجزاً عن الضرب قَصرا

أللعيش تستبقي النفوس مُضامة

وما الموتُ إلاَّ أن تعيش فتقسرا

ثوى اليومَ أحماها عن الضيم جانباً

وأصدقُها عند الحفيظةِ مَخبرا

وأطعمُها للوحش من جُثثِ العدى

وأخضبُها للطير ظِفراً ومِنسرا

قضى بعد ما ردَّ السيوف على القنا

ومرهفهُ فيها وفي الموتِ أثَّرا

ومات كريمَ العهد عند شبا القنا

يُواريه منها ما عليه تكسَّرا

فإن يُمس مغبرَّ الجبين فطالما

ضُحى الحرب في وجه الكتيبة غبَّرا

وإن يقض ضمآناً تفطَّر قلبه

فقد راع قلبَ الموت حتَّى تفطَّرا

وألقحها شعواءَ تشقى بها العِدى

ولُود المنايا ترضعُ الحتفَ مُمقرا

فظاهر فيها بين دِرعين نَثرةٍ

وصبرٍ ودرعُ الصبر أقواهما عُرا

سطا وهو أحمى من يصونُ كريمة

وأشجعُ من يقتادُ للحرب عسكرا

فرافده في حومةِ الضربِ مرهفٌ

على قلَّة الأنصار فيه تكثَّرا

تعثَّر حتَّى مات في الهام حدُّهُ

وقائمهُ في كفِّه ما تعثَّرا

كأَنَّ أَخاه السيف أُعطي صبرَهُ

فلم يبرح الهيجاءَ حتَّى تكسَّرا

له الله مفطوراً من الصبر قلبهُ

ولو كان من صمّ الصفا لتفطَّرا

ومُنعطفٍ أهوى لتقبيلِ طفلهِ

فقبَّل منه قبله السهمُ منحرا

لقد وُلدا في ساعةٍ هو والردى

ومن قبلهِ في نحرهِ السهم كبّرا

وفي السبي ممَّا يصطفي الخدر نسوةٌ

يعزُّ على فتيانِها أن تُسيَّرا

حمت خدرَها يقضى وودَّت بنومها

تردَّ عليها جفنها لا على الكرى

مشى الدهرُ يوم الطفّ أعمى فلم يدع

عماداً لها إلاَّ وفيه تعثَّرا

وجشَّمها المسرى ببيداءَ قفرةٍ

ولم تدر قبلَ الطفّ ما البيدُ والسرى

ولم ترَ حتَّى عينُها ظلَّ شخصها

إلى أن بدت في الغاضريَّة خُسّرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

549

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة