الديوان » العراق » حيدر الحلي » ماذا تريدين بالدنيا يد القدرِ

عدد الابيات : 38

طباعة

ماذا تريدين بالدنيا يدَ القدرِ

لقد ذهبت بسمع الدهر والبصرِ

سوَّدتِ مشرقها القاصي ومغربها

بكاسف الأبيضين الشمس والقمرِ

وغودر الأُفقُ معتلاً وأنجمه

من غائرٍ ضوؤه منها ومنكدرِ

وأصبح النجف الأعلى يغصُّ شجًى

لله ما صنعتْ فيه يدُ الغيَرِ

طويتِ خيرَ معدٍّ كلّها نسباً

وأكرمَ الناس من بادٍ ومحتضرِ

طأطأتِ من هاشمٍ للأرض هام علًى

ما طأطأتها ظبا الهنديَّة البترِ

أرغمتِ منها أنوفاً كلُّها شممٌ

ما أرغمت بين أطراف القنا السمرِ

أريتها يومَها من قبلُ حين سرت

بمشبع الطير في أعوامها الغبرِ

فاسأل بها اليوم هل وارت محمدَها

أم شيبة الحمد في ذاك الثرى العطرِ

خطبٌ لوت عنقَ الإِسلام منه يدٌ

يا شلَّها اللهُ قد ألوت على مضرِ

مضى بأجمعها قلباً وأقطعها

غرباً وأمنعها للخائف الحذرِ

فالآن لم يبقَ كهفٌ للمروع ولا

مأوًى يحطُّ إليه راكبُ الخطرِ

قد طوّحت جبلَ المجدِ المنيف عُلًى

على الورى نكباتُ الحادث النكرِ

يا من عن المجدِ أضحى مزمعاً سفراً

ما كانَ أبرحه للمجدِ من سفرِ

أمهل فواقاً فزوِّد أنفساً بقيت

موقوفةً فيك بين البثِّ والفكرِ

قل للنوائبِ ما من غايةٍ بقيت

وراءَ هذا فأنَّى شئتِ فابتدري

تالله زلزلت الدنيا بقارعةٍ

من القيامةِ نادت بالسما انفطري

هوِّن عليك وإنْ داعي المنون دعا

يا أنجمَ الفضل من آفاقك انتثري

لا تحسب الملَّة الغرَّاء قد بقيت

بعد الذين مضوا عنها بلا وزرِ

هيهات قد حفظ الباري محجَّتها

البيضاءَ بالخلف المهديّ من مضرِ

بقائمٍ بهدانا غير منتظرٍ

ينوب عن قائم بالأمر منتظرِ

له نفائسُ علمٍ كلُّها دررٌ

والبحرُ يبرز منه أنفس الدررِ

لو أصبحت علماءُ الأرض واردةً

منه لما رغبت منه إلى الصدرِ

مقدَّمٌ بين أهل الفضل قد عُرفتْ

له الرياسةُ في الماضي من العصر

يفوق في المدح عينَ القوم إثرهم

ومدحه شرعٌ في العين والأثر

أغرُّ يبسط كفًّا لا تقوم لها

بشكر ما صنعته ألسنُ البشر

هذي سما الدين فانظر كيف زينتُها

بأنجم العلم من أبنائها الزهرِ

فروعُ دوحة مجدٍ أثمرت كرماً

للمعتفين وكم فرع بلا ثمرِ

أبناؤهم زهرٌ آثارهم زبرٌ

آلاؤهم مطرٌ يغني عن المطرِ

كأنَّما خلقَ اللهُ الورى صوراً

جميعَها وهم الأرواحُ للصورِ

يا من غفرنا ذنوبَ الحادثات به

وكلها ليس لولاه بمغتفرِ

بك الهُدى قد تعزَّى في رزيَّته

عن ذاهبٍ لم يدع صبراً لمصطبرِ

فاسلم وحسبُك عنه سلوةً بعل

يِّ القدر سيِّد أهل العلم والخطرِ

وبالحسين أخي العلياء تلوهما

في الفضل واحد أهل الرأي والنظر

وبالنقيِّ عليٍّ فرع دوحته

وكلُّهم طاب منه معقدُ الأزرِ

قومٌ إذا ذكروا بحرَ العلوم سموا

إلى العُلى حيث لا مرقى لمفتخرِ

ولا تزال غوادي السحب واكفةً

تعتاده بين منهلٍّ ومنهمرِ

حتَّى يعودَ ثراه روضةً أنقاً

تستوقف الطرفَ في وشيٍ من الزهرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

549

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة