الديوان » العصر المملوكي » الستالي » آب الظلام بأذكار وتشويق

عدد الابيات : 50

طباعة

آبَ الظّلامُ بأذكارٍ وتشويقِ

لمُسْتَهامٍ بطيفِ الشّوق مَطْروقِ

وطالَ ليلُ المعنّى حين خامَرَهُ

ساري الهمُوم بتعذيبٍ وتأريقِ

ليل أَقام على ذي صَبوة كلفٍ

ومعلق للهوى بالبين معلوقِ

كفى جوىً وأسىً أَنّا أَقام لنا

عشق الهوى ففشا في كل معشوقِ

وعيَّث الدّهرفي تفريق ألفتنا

والدّهر صاحب تأليف وتفريقِ

وخان كلُّ صفيٍ من أحبّتنا

ومن يدوم لعهدٍ أَو مواثيقِ

قلَّ الوفاءُ وقد أَصبحتُ معشقاً

منالودادبمصنوع ومَمْذوقِ

وكيف ينساغُ في عيشِ الزّمان بمن

يكادُ يشْرَقُ حلقي منه بالرّيقِ

لا غير ما الله قاضٍ من رفاهية

أو شدة فاقنعي يانفسُ أَو توقي

أَو اذكري عهدَنا والشمل ملتئِمُ

والعيشُ صافٍ ولم يُمزج بتَرْنيقِ

ياربّ دَسكرة وافيتها سحراً

بكوكب أَهتديها أَو بعَيّوقِ

لما غدا الدّيكُ في علياء مشرفةٍ

يحثُّنا يزميرٍ بعدَ تصفيقِ

نبّهت كل ظريف طيّب غزلٍ

بالّلهو والخمر مصبوح ومغبوقِ

وقلت يا صاحبَ الحانوتِ كيف لنا

بعانسٍ بليتْ من طول تعتيقِ

إن عزّت الخمر منهيتٍ فهات لنا

ما استُلَّ من مستلْ أو سيقَ من سيقِ

وأحْينا بسلاف السّالفين بدَت

صفراء ذاتَ بريق في الأباريقِ

فجاءيسعى بها تحت الرّواق لَها

ضوءٌ يَروق الحميّا وسط راووقِ

عرفت ذلك بالريعان مغتذياً

بدرِّ ثدي صِباً بالّلهو مملُوقِ

ثم اعترضت لها باللّهو عند هوىً

مني فقلت لها بيني بتطليقِ

وقد أقول إِذا هبّت يمانيةٌ

بصادق الوَدْق وكّافِ الأفاريقِ

ياغيثُ فاسكب حَياء في منازلنا

من ذات جَوسٍ إلى ذاتِ الأباريقِ

فلن تُضاهي علياً في السّماح ولو

أقمت فيها بالحاح وتطبيقِ

جدوى عليّ غوادٍ أو روائحُ في

برّ وبحر وتغريبٍ وتشريقِ

وخضرم تردُ الآمالُ ساحلَه

لو رامت اللجَّ أدناها لتغريقِ

عاش الأنام بجدواه وعَمّهمُ

من الأيادي بتقليدٍ وتطويقِ

أنظرْ إلى كل ذي نفسٍفلست تَرى

غير امرئٍ من ندى كفيه مرزوقِ

لم يخصص الناس من بدوٍ ومن حضرٍ

بل عمَّ من حيوان كل مخلوقِ

أولى بَبو القاسم النُّعمى وقَسّمَهَا

في النّاس ما بين مَقليٍّ ومومَوقِ

يرعَون من كلاءٍ في عز ملتجاٍ

كأنَّه روضة نيطت إلى نيقِ

لدى جناب الجَواد المستجار به

معطى المياسير فتّاحِ المغاليقِ

ابقى على عرضه صوناً وتوقيةً

ما عارَض المال من بذّل وتمزيقِ

موفقلجميعالخير يفعله

لم يُثنَ عن فعل معروف بتعويقِ

مقدّم بقديم المجد في كرمٍ

إلى بلوغ المعالي غير مسبوقِ

زاكي الأروم كريم الفرع من يمنٍ

ومن بني عمرَ الصّيدِ الغرانيقِ

من آل نبهان سادات العتيك لهم

أرث الملوك من الأزد البَطَاريقِ

هم الأعزة يرجون الحمى أُنُفا

ويشربون بصاف غير مطروقِ

وينهدون جميعاً واثبين على

خيل قنابلَ جُرَداً أو برازيقِ

قبٌّ سلاهب تعدو بالليوث على

مثل الصُّقُور إذا انقضَّت من الضيقِ

قتل الكماة وعَقر الكوم قد جَعلا

سيوفهم علفاً للهام والسُّوقِ

ويا أبا القاسم النّدبِ المهذّبِ يا

مَن هو فيكل فضل غير مَلحوقِ

ومَن إذا طالتِ الأقوال كان لهُ

فصلُ الخطاب وأعيا كلّ منطقِ

ومَن إذا اشتدت البلوى تقول لهُ

يا فارجَ الكرب بل ياموسع الضيقِ

ومَن إذا عزَّ مطلوبٌ وكان لهُ

وجه لديه رجوناه بتحقيقِ

أُثني عليك بمهما شئتَ من حسن

فإن عند جميع النّاس تصديقي

ومن صفاتك نطري كلَّ ممتدحٍ

بمستعار ومن حسناك مسروقِ

وأنت يامنله فرع تمكن في

بحبوحة الحسب الزّاكي بتعريقِ

حللت بين ملوك الأرض موضعَ ما

تحلَّ بين لحاظ العين والموقِ

فزادك الله فيهم يا عليُّ عُلىً

يوفي على الشرف العالي بتحقيقِ

واعتادك العيد بالعيش الّرغيد على

سعد وامنٍ واقبال وتوفيقِ

وهاكها من ذكي الفهم أحكمها

من البديع بإعرابٍ وتدقيقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة