الديوان » العصر المملوكي » الستالي » هو الصب يبكي والمتيم يأرق

عدد الابيات : 66

طباعة

هو الصّبّ يبكي والمتيّم يأُرَقُ

وإن لم يُهيّجه الحمامُ المُطَوَّقُ

بكائي وتَساهدي وما قلت شاقي

نسيمُ الصَّبا والبارقُ المتألقُ

فتقذي لها العينان حتّى كراهما

يجانب أَو دمُ الأَسى يَتَرقْرَقُ

ولا غيرُ ذكري من أُميمة يَعتري

وطيفُ خيال من أُميمة يَطْرقُ

ولولا تِعلاّت الأَماني وربما

تعلَّلت منها كادتِ النّفسَ تزْهَقُ

ولله صبري أَيْ وجدٍ أكنّهُ

وشوقٍ عليه باطنُ القلب مطبقُ

وزدْتُ على أَهل الهوى بغرائبٍ

لقيت بها في الحب فوقَ الّذي لَقوا

فلو أَن في عصري جميل معمَّر

تَشكَّى الهوى علّمتُه كيف يعشقُ

وما زلت أَشكو الهجر حتى سطت بنا

يدُ البين إنّ البينَ أَدهى وأَغلقُ

أَلا فُقِئَتْ عينُ الرّقيب موَكلاً

علينا وللواشي بنا فُضَّ منطِقُ

لقد قلت قبل البين والشمل جامع

وإنيَ ممّا يصنع البين مشفقُ

أَجيرَتنا ما أَحسنَ الوصلَ بينَنا

وأَحلاهُ لولا أننا لا نفرقُ

نُسرّ بأَيام الوصال وربّما

يمرّ بنا ذكر الفارق فنَفرَقُ

ولم أَنسَ يوم البين إذ نحن غدوة

بشكوى الهوى نشجى وبالدّمع نَشرَقُ

وحال رحيل من أميمة قاطع

ولي بصرٌ في موقف البينيبرقُ

وقد روّع التوديعُ بيني وبينها

صريعيْ هويّ منّا رهينٌ ومُطلِقُ

تلوذ بأعطافي وترشفُ عَبرتي

حذار النّوى والخدّ بالخدّ مُلصَقُ

ألا ياغرابَ البين لو كنتَ غُدوةً

تفارق مَن تهواه لمتبقَ تنعقُ

ويا عيسُ لو حملتِ بعضَ صبابتي

غداة النّوى ظلَّت بك الأَرض تزْلقُ

وياأَيها الواشي بنا لو لقيتَ ما

نُلاقيه أعياكَ الحديثُ الملفَّقُ

تَصرّم أَسبابُ النّوى وتنازحت

بنا الدّار إلاّ أننا نتَشوّقُ

أحِنُّ إلى ذات الوشاح ودونها

وشاةٌ واحراسٌ وبيداءُ سَمَلَقُ

أقول لها والهول بيني وبينا

ومن دونها دربٌ وسورٌ وخندقُ

أيا ظبيةً في بطن وعساءَ نَصّبت

لنا جيدّها مذعورةً وهي ترمقُ

ويا بدرَ تِمٍّ في ذرى غصن بانةٍ

تثنّى على دعص النّقا وهو مورقُ

ويا حاجةَ القلب الَّذي ما ورآءَها

له في علاقات الهوى متعلَّقُ

ثقي بالمعنَّى أنَّ غير ناكثٍ

عليكَ وفي أسرالهوى فهو موثَقُ

وماضاع مااستودعتنيه وإِنّه

وثائق تَنمي في جوانح تقلقُ

وعندي حبال الودّ تزداد جِدَّةً

على البعد إذ بعض الحبائل تخلقُ

وإني لموجود على ماعهدتني

فلا سرّنا يبدو ولا الحبّ يُمذقُ

وإني لتعروني لذكراك فترةٌ

عن القول بين الحاضرين فأطرقُ

وعندي همومٌ لا يكاد يُزيلُها

حديث النّدامى والسّلافُ المعتَّقُ

وقد كنت فيما فاتَ من زمنالصِّبا

وللشيب ريعانٌ وللشَّرخ شَيّقُ

أُعلِّل نفسي عند كل مُهمّةٍ

ببعض الملاهي والصّبابة تُرْهقُ

إذا انتشرتْ ريحُ الخزامى وأَصبحت

كِمامُ الرّبَى عن زهرها تَتفَتَّقُ

غدوتُ مع الفتيان أَو رحتُ فيهم

فنُصبَحُ من صافي الرّحيق ونُغبْقُ

وطافت علينا قَرْقَفٌ بابليّة

تَشعشع في رَواوقها وتُصَفَّقُ

وغَنَّت لنا بيضُ القيان ورجَّعت

مزاهِرُ تزْهو أَو مزامِر تَخفُقُ

فذلك أَو نصُ القلائص في الفلا

تشاءَم طَوراً في البلاد وتُعْرِقُ

إلى أَن غنينا في جوار محمّدٍ

فلا النَّفعُ ممْنوعُ ولا الرَّبع ضَيّقُ

كفانا أَبوعبد الإله اضطرابَنا

نغرِّبُ في كسب الغنى ونشرِّقُ

فإنْ نَزَل الجَدْبُ انْتجعنا لِرَبعه

سمَاءَ سماحٍ صَوْبُها يَتدفّقُ

وَجدتُ مليكاً في الكَرامة بارعاً

لأنّي بالتّبجيل منه مُنَطَّقُ

وصادفتُ رزقَ الله عندي واسعاً

كذلك إنّي من أَياديهِ أُرْزَقُ

هو السّيدُ المُبقي أَبو عمَر لَهُ

تراثَ سجايا فضلُها يَتحقّقُ

بِسُؤدَدِه الميمونِ يُصلحُ فاسداًد

ويَمنحُ محروماً ويُفتحُ مُغلَقُ

غَدا المجلسُ المُعمورُ يا ابن مُعمَّرٍ

لهُ بهجةٌ تختال والدَّستُ مُشرقُ

أَسيل المحيا للحَياءِ بوجهه

بهاء ومن ماءِ البشاشةِ رَوْنقُ

لهُ الخلقُ الباقي على كل حالةٍ

إِذا زال عن بعض الرجَال التّخلّق

وما نقم الحسادُ منه خليقةً

سِوى أَنه للمال في الجود منفقُ

هم عجزوا في الجود عن مثل بذله

فلاموه في الفعل الذي هو ألِقُ

وماسرفٌ انفاقنا ما به العلى

تُنال وغايات المكارم تُلحقُ

محلك من بيت اليمانين صدرهُ

وغصنك في عيص العتيك مُعرِّقُ

ضياء السجايا من جبينك لائحٌ

وماء العطايا من يمينك مُغْدقُ

إذا كنتَ فعالاً لكلّ فضيلة

فأنت إلى شأو العلى ليس تُسبَقُ

وأَنت أَبا عبد الإله محمّدٌ

أعزَّ مكاناً في المعالي وأسبقُ

فَعِشْ في محلٍّ صاعدِ لا يُرى له

مُسامٍ وعيشٍ راغدٍ ليس يُزهقُ

وعادت لكَ الأعيادُ بالأمن والمنى

وأنت الموفَّى والمعانُ الموفَّقُ

ومحكمةٍ راح السّتاليٌ واغتدى

بمدحك في أَبياتها يتفوّقُ

فهذَّبها لفظاً ومعنىً وصيغةً

وأحكمها فيه البديعُ المنمَّقُ

فجأت تسرَّ السّامعين بمثل ما

شَداه جريرٌ أو شداهُ الفرَزْدَقُ

فعطّرْ بها إلباس عرضك إنها

لطيمة حمدٍ نشرها بك يعبقُ

وحَلَّ بها أَجيادَ عُلياك أنّها

قلادة مجد نظمها بك موثقُ

وباهِ بها عند الملوك فإنّني

أُباهي بمدحي فيك إِذ أناأصدُقُ

وحامِ على شعري وحافظْ فإِنه

يُغار عليه يُسْتعارُ ويُسرقُ

وقد يطلبُ التّشبيه بي متكلّفٌ

ويسبحُ في تيار شعري ويَغرقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة