الديوان » العصر المملوكي » الستالي » هات أسقني الراح في راووقها عللا

عدد الابيات : 19

طباعة

هَات أسقني الّراحَ في راووقِها عَلَلا

وَعَاطِني في الحَديثِ الّلهو والغزلا

أَرى الشَّحيحَ من الْحِرْمان في شُغُل

فاجْعَل لنَفسِكَ في لذَّاتها شُغُلا

فَالعَيشُ ما عُشْتَ أنْ تْمسي وتُصْبحِ من

سُكْرِ المَدامةِ في سُكْرِ الْهَوَى ثَمِلا

قِفْ بالْدّساكِرِ وارْبَعْ في الريّاض وَطِبْ

عَيْشاً وَخلِّ شَقِيّاً يَنْدُبُ الطّلَلا

أَمَا تَرَى نَفَحاتِ الصّيْفِ قَدْ نَشَرَتْ

مِنَ النّبات عَلى وجَهِ الثَّرى حُلَلا

وَاسْتَضْحَكَ الْزَّهرُ والنُّوارُ مُبْتسماً

قَدْ غَادَرَتْ فيهِ أَنْفاسُ الصِّبا بَلَلا

حَلَّتْ عَلَيْهِ سِجالاً كلُّ غَادِيَةٍ

وطَفاءُ تَسْفَحُ فيهِ وابلا هَطَلا

حَتّى إذا ما الرُّبى اعتَمّت بِخُضْرِتها

وتَمَّ فيها نباتُ الرَّوْضِ وَاكتهَلا

وفَتّقتْ سَحَراً عنْهُ كَمائمهُ

ريحُ الصَّبا وجرَى فيه النَّدى خَضِلا

والرّوضُ يخْتالُ في رَوْضِ البَهاء وقَدْ

غَدا الثَّرَى بِفُنُون الْوَشْي مُشْتَمِلا

فَيَصْبِحُ الرَّاحُ فيها بالصَّبُوحِ عَلىَ

حُسنِ السّماع وصِلْ بالَكرَة الأُصلا

طَوْعَ البّطالَةِ وَاعْص الّلوْمَ والعَذلاَ

وَعاقِرِ اللَّهْو فيها بالعُقارِ عَلا

وشادِنِ يتَهَادَى في الصّبا غَيَداً

مَيسَ القضيب تَثَنَّى ثمَّتَّ اعْتِدَلا

رَخصُ البَنَانِ مَليحُ المُقْلَتين تَرَى

في ناظريْهِ فُتورَ الطَّرْف والكَحْلا

يَسْعى علينا بنور في زجاجَتهِ

لَوْلاَ وقوعُ مزاجِ الماءِ لاشتَعَلا

من قهوة كَنسيم المسك تَحْسِبُها

دَماجَرَت في فم الإبريقِ مُتَّصلا

كأن رَيْقَتَها مِمَّا تَرَقرَقَ في

صَفو الزّجاج دُموعٌ غُشِّيتْ مَقلا

وقينةٍ انطقت صوتَ الكِران وقد

غنَّت بَسيطاً عَلى الأوتار أَو رَمَلا

وَالشَّرْبُ قد مَزَجوا صَفْواً خَلائقهم

كما مَزَجت بماءِ المُزنة العَسَلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة