الديوان » العصر المملوكي » الستالي » قصرن الخطا وهززن الغصونا

عدد الابيات : 39

طباعة

قَصَرْن الْخُطا وهززنَ الغُصُونا

ورقرقن تحت النّقاب العُيُونَا

وفلَّجن كالأُقحوانِ الثَّنايَا

وكحَّلن بالسِّحر منها الجُفونا

ووشَّين بالتّبر بيضَ التَّراقي

وغشَّين سود الفروع المُتونا

وضمَّن أردانهنّ الدّمالي

ج حَلياً واذيالهنَّ البُرينا

واقبلن يخطرن مشي الهوينا

ويبدين من كل حسنٍ فنونا

فلمَّا عرضن لنا سافراتٍ

اعدنَ الهَوى وبَعَثْنَ الشجونا

وذكَّرننا عهدنا بالمغاني

اذ الحيّ للرّبع كانوا قَطينَا

ومرعى الصّبا ومحلَّ الغواني

وكنَّا بهن زمانا غّنينا

وطوع الهَوى وانباع الملاهِي

وما كان ذلك إلاَّ جنونا

نعمنا بتلك الملاهي زماناً

وعشنا بتلك البطالات حينا

فلمَّا تغشَّى البياضُ الرؤوس

جَفَوْنا الصّبا وقطعنا القرينا

رأينا وقاراً من الشيب القَى

على حركات الشباب السُّكونا

على أَنَّني عند ذكرى حبيب

وعرفانِ داري أطيل الحنينا

نزوعاً إلى أهل تلك المغاني

وشوقاً إلى الجيرة الظاعنينا

وما أنسَ لا انسَ يومَ التنائي

وقد ازمَع الحيُّ بَيناً مُبينا

غداة رأينا الركائب زُمَّت

ظَننَّا الأسى وأسأنا الظنونا

بعينكَ في الآل تلك المطايَا

كموج الفُرات يُقِلّ السَّفينا

اقمت بجسم يذوب ويضنى

وودعت في الظعن قلبي رهينا

متى يتلاقى فريقاً ودادٍ

فيقضي الغريمُ الغريمَ الدُّيونا

بَرغمي بَعُدتُ عن الأصفياءِ

وقد كنت بالأصفياء الضنينا

واصبحتُ امَّا لزمتُ انفراداً

وإلا صحبتُ الحسُود الخَؤونا

عدمنا الأمانات والنُّصح فينا

وابغي لنفسي نَصوحاً أمينا

ألا ربّ مَبدٍ اليك ابتساماً

ويُضمر في القلب داءً دفينا

اذا نحن من حادثاتٍ الليَّالي

وَجدنا أذّى وشكونا السّنِينا

رحلنا الركائب من ذات جوسٍ

تجوبُ الفلاةَ وتَطوي الحزُونا

إلى سيِّد من ملوك العتيك

يفيد الألوف ويعطي المئينَا

أرحنا مَطيّاً وزُرنا عَليّاً

أبا القاسم المكرمَ الزائرينا

أبا القاسِم المالِ سراً وجهراً

غدوّاً عشيّاً على المعتفينا

كريم السَّجايا جزيلَ العطايا

يرى الجُود والحلم والعزم دينا

بفعل الجميل وبذل الأيادي

أتته المعالي بكوراً وعونا

اسرَّ لكسب المعالي حَمداً

فصار لكل جميل ضمينا

لمحمّد بن أبي المعمّر شيمة

مطبوعةٌ من جوهر الإِحسان

انظر إليه ترى السَّماحة والنُّهى

والحلم والإقدام في انسان

شهدت خلائِق في الأجلّ محمَّدٍ

أنَّ العلى ارث لكل يماني

وحَوى أبو عبد الإله فضيلتيْ

احسان مختبرٍ وحسنِ عيانِ

الوارث الشَّرف القديم سَما به

مجدُ العتيك إلى ذرى قحطانِ

فإذا تعذّر مطلب حاولته

من ربعه بندى اغرّ هجانِ

فشفى صَدى أملي وأنجح مطلبي

منه باندى راحة وبَنانِ

جمع الإلهُ له الأمانيَّ التي

يحظَى بها في عزَّة وأمانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة