الديوان » العصر المملوكي » الستالي » هل أنجزت لك وعد الوصل أسمآء

عدد الابيات : 53

طباعة

هَلْ أنْجَزَتْ لكَ وَعْدَ الوَصْلِ أسمآءُ

أم شانَ مَوْعودَها مَطْلٌ وإِنسآءُ

أم هَل شَفا منكَ داءَ الحبِّ مُصْطبراً

أم اسْتمرَّ عَقاماً ذلك الدَّاءُ

صادتك أسماءُ لحظاً وهي آنسةٌ

بَيضاءُ ليِّنةُ الأطْرافِ حَسْنآءُ

تَعرَّضت لك في دَلٍّ وفي خَفَرٍ

تُخالُ وهي أناةُ الخَطْو غَيْدآءُ

وأبرزتْ لك عن خدٍّ وسالِفَة

كأنَّما التَفتتْ في السِّرب أدْمْاءُ

ووَسْوَسَ الحَلْيُ منها حينَ تلبَسهُ

جَيْدآءُ برَّاقةُ اللَّبَّاتِ مَلْسآءُ

وتَستَقِلُّ بأرْدافٍ تَنوءُ بها

في للشَيْ مُخْطَفُة الكَشْحَينِ هيفآءُ

وَرقْرَقَت لكَ عَيْنَيْ جُؤذَرٍ فَرِقٍ

كِلتاهُما في فُتورِ الطَّرفِ كَحْلآءُ

تفْتَرُّ على بارِقاتٍ من عَوارِضها

معسولةِ الظَّلم والتفليج لَمْياءُ

وأبدت القمرَ الوضَّاحَ طاف بهِ

ليلٌ مُعقرَبة الأصداغ فرعاءُ

لاحين ذكري وشوقي كلَّما هَتفت

رأدَ الضُّحى من حمامِ الأيْكِ وَرقاءُ

ما كانَ أحلى لُيَيْلاتٍ لنا سَلفتْ

وللزَّمان بنا حُسنٌ وَغَضْراءُ

ونحن في عُنفوان العيشِ يَجمعنا

تواصُلٌ وبِطالات واهواءُ

واصفياءٌ وروضات ودَسكرة

ومجلس ٌوأغاريدٌ وصهباءُ

عِشنا بذلك حيناً في رَفاهيةٍ

يَضمنُّا في الصِّبا لهْوٌ وسرّاءُ

أيَّامَ لي بَشَرات لونُها يَقَقٌ

ولمة في عيون البيض سوداءُ

حتى إذا ما بياضُ الشَّيبِ اشرقَ في

ليلِ الشَّبابِ تجلَّت منه ظلماءُ

وراجع الحلمُ حتىَّ في الهوى سَمُجَت

أشياءُ إذا حَسُنَت في الدّيِن اشياءُ

تباركَ اللهُ ما أحلىَ العفافَ إذا

ما صحَّ من صحَّة الإعلان إخفْاءُ

والحمدُ لله ما أبهاهُ من زمنٍ

أيَّامه ببني نبهانَ زهراءُ

آلِ العَتيك اليمانين الذينَ لهم

من سادةِ الأزْدِ أجدادُ وآباءُ

أقسمتُ ما عَمَرَ الدُّنيا بزينتِها

إلاّ الملوكَ اليمانون الأعِزَّاءُ

المدركونَ من الغايات ما طلبوا

والنَّازلونِ كراماً حيثُ ما شاؤا

والمؤمنونَ وأنصارُ الرسول هُمُ

إذْ قومُهُ أهل تكذيبٍ وأعداءُ

والمطعمونَ من الكُوم العَبيطَ إذا

هبَّتْ على الحيَّ بالصَّرداءِ نكْباءُ

ينَوبُ عن مَطرِ الوَسْمي جودُهُمُ

إنْ أقبلتْ سَنةْ بالمحل شَهباءُ

والراكبون العتاق الجُرْدَ عاديةَ

إذا غدت غارةُ بالَخْيل شَعْواءُ

مكارمٌ ومعالٍ قائمونَ بها

لهم بنو عمرَ الصيدُ الأجلاءُ

فليزدْدِ الأزدُ تمجيداً بسعيهم

فإنَّما سعيُهم مجدٌ وعلياءُ

جودٌ وبأس وأحلامٌ يمانَية

وفطنةٌ وعزيماتٌ وآراءُ

محَاسنٌ هي في عينِ المحبَّ لهمْ

كحلٌ وفي أعْينِ الُحسَّادِ أقْذاءُ

لآلِ نبَهانَ أبياتٌ يُلاذُ بها

فانَّها أجْبلٌ للعزِّ شمَّاء ُ

ويُستضَاءُ ويُستسقى بأوْجهُهمْ

أهلَّةً وَأكُفُّ القومِ أنواءُ

توَارثوا كَرَمَ الأخلاقِ واشتْبهتْ

في الفَضْلِ والَحُسنِ آباء وأبناءُ

وإِخوةُ وبنو عَمٍ وكلُّهُمُ

في حُبِ بَعضهمِ بَعضاً أخِلاَّءُ

ليس التقُّاطعُ بالموجود بينهمُ

ولا يُعارضهمْ ضغْنٌ وشَحْنُاء

ولا يَروْنَ رِضىً في الصهّرِ غَيرهُمُ

كذاكَ يَشَتَبِهُ الأهلُ الأوِدَّاءُ

ما أحْسنَ الصّهرَ بينَ الاقربينَ ومَا

أَدنْاهُ من نَسَبٍ والقومُ اكفْاءُ

ثمَّ اسْتقامَ لِنبهانٍ تأهُّلُهُ

وتلكَ منزلةٌ في الدَّهرِ عَلياءُ

بالطَّالِعِ السَّعد والفألِ الحميدِ جرى

لهُ منَ الله إتْمامٌ وإمْضاءُ

نعمَ الِهداء الَّذي نبهانُ خُصَّ بهِ

فإنَّما هوَ للْخَيرات إهْداءُ

كَرامةٍُ الدّينِ والدُّنيا وأُنسُهُما

عليهِ بينهما للهِ نَعمْاءُ

وهو الحقيقُ بما أعطاهُ خالقُه

ولا يحِقُّ لكلّ النَاسِ إِعْطاءُ

لقد سَمعتْ نحوَ غاياتِ العُلى بأبي

محمَّدٍ شيَمٌ كالدُّر غرَّاء ُ

مُهذَّبُ الفعلِ والأقوالِ معتمد

صُنْعَ الجميل وللمَذمومِ أبَّاءُ

ضاحي الأسِرَّةِ بِهُلولٌ يلوح على

جَبينهِ من فريد الجُود لألاءُ

في مَنْصبِ الأزْد من آل العتَيكِ له

سَوادُها ومن القلب السُّوَيْداءُ

وليس حَسنُ السَّجايا بالعجيب لمنْ

أبوهُ ذُهْلٌ فأنَّ النَّسْلَ قَفَّاءُ

قد جاءَ بالشْيَمِ الحُسنَى أبو حَسَن

ذهل كذاكَ بها أوْلادهُ جاؤوا

طال البقاءُ لذُهلٍ في بَنيهِ معاً

يَبقى لهمْ ولهُ عِزٌّ وإثراءُ

وعاشَ نبهانُ يصفو ذاتُ بينِهم

كما صَفا في المِزاج الخمرُ والماءُ

تَواصُلُ النّعَمِ الجَمَّاتِ عندَهُم

كما تَواصَل إصْباح وإمْساءُ

ولا يزالُ لهمْ بِرٌّ وَمَوْهِبّة

في كل يومٍ ولي مَدْح وإِنشاءُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة