الديوان » العصر المملوكي » الستالي » ما بال أسد الشرى تصيدها

عدد الابيات : 51

طباعة

ما بالُ أُسد الشَّرى تَصيَّدُها

بين ظباء الأنيس نُهَّدُهَا

كم حكَم الهوى على مُهجٍ

عاصية فيه مَن يُفّندُهَا

رُبَّ حليم إِذا أطبّاهُ هوىً

من حبِّ حَسْناءً ظلَّ يعبُدهَا

مُقلتُهُ للهموم جالَبةٌ

عن نَظرات له يُرَدِّدُهَا

ونَفسُهُ بالحسانِ مغرمَةٌ

طال بها في الَهوى تبلُّدُها

يَعتادُهُ من حبيبه عِدَةٌ

بزَورةٍ لا يصحّ مَوعِدُها

سَقياً ورَعياً لُمخَدَر بكرتْ

وراحت اليعملاتُ تُبعِدُهَا

يالكَ من مًوقفِ لمفْتَرقٍ

يومَ غدَت بالُحمول خُرَّدُهَا

صادتكُ أدماُء غيرَ عاطلةٍ

منها الّتراقي ولا مُقَّلدُهَا

ولا لأمِّ الغزال مبسمِها

ولا شوَاها ولا مورَّدُهَا

بين الّلواتي على معاطِفها

بَرقُ مَواشيهُّا ومُجْسَدُهَا

يا خُلَّةً باللَّقاء عايَدةً

لغُلةٍ في الفؤاد يُبْرِدُهَا

طالَ بها عَهدنا فما معنا

إلا سرى طيفها ومَعْهَدُهَا

وعبرة لا تَزالَ تسفحها

نار جُوىً في الحشا يُوقِّدُهَا

وإنّما يَسْتطيلُ ليلتَهُ

حليفُ في الحَشا مُسَهِّدُهَا

يا عجبا للقُلوب حاجتهُا

إلى الغواني والحبُّ مِقْوَدُهَا

وليلَةٍ بتهَّا كأنيّ من

طول سُهاد الجفون أرمَدُهَا

يَستقصر الليلةَ الطَّويلَةَ منْ

باتَ قليلَ الهمُوم يَرقُدُهَا

والنفَّسُ بالسوءِ جدُّ آمرةٍ

إن لم يكن زاجرٌ فيَرْشدها

والمُلهياتُ الطيّابُ تَبْعَثها

على الهوىوالشبابُ يسعدُهَا

والموْعظات الحسانُ تُصلحها

والشَّهوات اللّطافُ تُفسدُهَا

وفي الهوى كلُّ فتنةٍ بليتْ

عادتْ لها صبوةٌ تُجَدِّدُهَا

عنديَ في كل لذةٍ كدَرٌ

من أجل علمي أن سوفَ أفقدُها

أقسمت بالبلدة الحّرام وما

يجمعَه بيتها ومَسجدُهَا

أنَّ جميع اللمُوك من يمنٍ

ومن مَغَدٍّ إذا يُعَدِّدُهَا

فإن كَهلان من بني عمرٍ

رئيسُها كلّها وسيّدُهَا

أَبو المعالي أَعزُّها شرفاً

أَكرمُها مَنصباً واجودُهَا

أَدَّت إليه الملُوك طاعَتها

أَشيبها كلِّها وأَمردُها

وارثُ مجد الكرام عامِره

لهُ طريفُ العُلى ومُتلَدُهَا

عزَّتْ به عُصبةٌ يمانيةٌ

في عيص بيت المُلوك محتدُهَا

من آل نبهان فهو ناصرُها

زعيمها في الأمورَ يَعضدُهَا

سِنانُها سَيفُها وجُنّتُها

لسانها العَضْبُ قلبُها يدُهَا

فارسُها الطّعّان مُقْدمها

إذا انثنى في الوغى معردُهَا

طالت إلى حَوز كلَّ مكومةٍ

منه يدٌ جودُها يؤيدُها

وقدَّمته إلى العلى قَدَمٌ

على بُروج النجوم مَصْعدُهَا

ذو همَّة شمهةٍ يصول بها

وعزمةٍ صدقةٍ يُجَرِّدُها

يَسعى إلى أَنعمٍ يُسَنِّدها

أَو لبيوتٍ له يُشيّدُهَا

لا يُتّبع المَنَّ منه موهبةً

يَبدؤها قبلُ أَو يُعيّدُهَا

تَرى عُفاة الغنى إِذا رحَلت

إلى ذراهُ الرَّحيب مَقصِدُهَا

يا آل نبهان يا بني عُمرٍ

لكم سُواد الدُّنيا وسُؤْدَدُها

أنعمكمْ للأنام شاملَةٌ

لا يستطيع الكَفور يجحَدُهَا

أَبا المعالي بقَيت في رتَبٍ

على مهادِ العُلى تُمهِّدُهَا

خافقةً لسعود أَلويةٌ

عليك ربّ السّماءِ يعقدُها

مدى سِنّي الزّمان تَبْلغها

ما بين أَعيادها تُعَيدُهَا

وترتضي في ابنك السعيد أَبي

عبد الإله المُنى وتحْمَدُهَا

في سادة من ذُرى بني عمرٍ

أَشبه كهلانَها محّمدُهَا

حتى تكونا معاً كأّنكُما

بدرا سماء العلى وفرقَدُهَا

ترنو اليك الملُوك حاسدَةً

أَبا المعالي فداك حُسَّدُهَا

في الملك والعزّ كل سابحة

أفضل من يومها لكم غَدُها

بين البوادي ونحن نحضُرها

بمحكماتِ القريضِ ننْشِدُها

بديعةً من عَويص شاعرها

سائرةً في البلاد سرمدُها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة