الديوان » العصر المملوكي » الستالي » بانت سعاد وغنى ركبها الحادي

عدد الابيات : 50

طباعة

بانت سعادُ وغَنّى رَكْبَها الحادي

وما وفَتْ لك في وصلٍ بميعادِ

صدّت وقد حازها عنك الرحيلُ غدا

وما تَزوّدتَ قبل البين من زادِ

ولم تَزل بعد بانتْ أَخا حزنٍ

تحيى البهم بوكّافٍ وتَسْهادِ

وقد تميل إذا ما غرّدت وشدَت

في ظلها والأشا قُمريةُ الوادي

ولا تزال إذا ما قلْت روَّعهُ

صوتُ الغراب شجته نغمةُ الحَادي

حتى غدَتْ نفسُه للهمّ آلفةً

واعْتادَ ما كان منه غيرَ مُعتادِ

لا كالذي عَهدت منه الأوانسُ من

شرخٍ أَتى وعلى الأبدالِ صدّادِ

إذ كنتُ أَسحبُ في مَرعى رفاهيةٍ

ذَيلي ومن ورق الريعان أبرادي

وإذا أُقاربُ علاّت الصِّبا بهوى

على النُّهاة شموسٌ غير مُنقادِ

أَلهو بكلِّ غزالٍ وجه قمرٌ

على قوام كعود البان مَيّادِ

يفتّر عن ذي غُروب في مُجاجته

بُرءُ السّقيم ويَشفى غُلَّةَ الصّادِي

يحْيى الضجيعَ بأعطافٍ منعّمةٍ

معلولة بذكّى المسك والجادي

نارعتهنّ كؤوسَ اللّهو آونةً

لدى ندَامى طوالِ الغَيّ مُرَّادِ

ثم ارْعَويتُ وكَفَّ الشّيب من اسري

وازمع الحلُم تسويدي وإرشادي

وقد أقول إِذا ريحُ الجنوب جرت

برائح من سجال الغيث أَو غادي

ياغيثُ أَمسِ واصبحْ في منازلنا

من ذات جوسٍ فوسط الحيِّ فالوادي

مغنى الغنى في ذَرى شُمّ عطارفةٍ

أَعزّةٍ من بني نبهانَ امجادِ

اكارمٍ كلّ يومٍ يسمحون لنا

من برّهم بزيادات وامْداد

سادوا ولا سيما ذهلٌ ويعرب في

مواقف الرّوع أَو في مشهد النّادي

مجدُ الهُمامين ازديّ وفخرُهما

من العتيك بآباءِ وأجدادِ

بنى اليمانون يف فرع العلى لهمُ

بيتاً بلا شدّ أطناب وأوتادِ

أهل العلى وملوكُ الناس قرطبةً

في الأرض ما بين اسهال وانجاد

المطمونَ عَبيطَ اليعمَلاتِ إذا

تهبُّ نكباءُ صرٍ ذات أَصرادِ

والحافظون ذمامَ المستجير بهم

والدّافعون عُرام المأزق العادي

والرَّاكبون المذاكي كلَّ سلهبة

وكل أجردَ ورْدُ مشرف الهادي

والخائضون غمارَ الحرب تنقلهم

مثل الأجادلِ تهوي تحت آسادِ

واللاّبسونَ دِلاصاً كلَّ سابغةٍ

ماذيةٍ احكمتها كفُّ داوُدِ

والحاملون رماحَ الخطّ مسْرعة

للطعن ما بين لبّات واكبادِ

والمصلتون صقيلاتٍ يمانيةً

يغمدن ما بين هاماتٍ واجيادِ

والمستجيبون في العَزاءِ داعيهم

والذّائدون وكانوا خير ذُوّادِ

واللاّزمون الاسارى في بيوتهم

من المُلوك باغلال واصفادِ

والقاهرون ملوك الأرض كلّهم

بالبأس من حاضر في الناس أَو بادي

والواردون لصفو الماءِ عن غلبٍ

ليسوا على كدرٍ يوماً بوُرّادِ

والمَدركون من الباغين ثأرَهم

لا يهجعون على وتر وأَحقادِ

همُ ولاةُ العلى والملك في يمنٍ

وهم حُماة بنيِّ الأمّة الهادي

حموا وآوَوا رسول الله إِذ عهدت

لهم قريش بخذلان وإِبعادِ

وقوّموا ملّةً جاءَ الرّسولُ بها

حتى استوت بقوام غير ميّادِ

فليفخروا وليعزّوا النّاس غيرَهُمُ

بأنهم لَهُمُ ليسو بأندادِ

وليفخرنَّ بهم ذهلُ ويعربُ هل

ترى مزيداً على هذا لِمُزْدادِ

إلاَّ بما زادَ من حُسني جمالها

وفضل فعليهما المكنون والبادي

وبذلِ مالٍ وانعام تفيض على

مُجاورين واكرام وفسادِ

ترى وفود الغنى والعزّ عندهما

يرعون وسط رياضٍ بين أطوادِ

يا سيّديْ آل قحطانَ الأكابر يا

ذهلٌ ويعربُ غيثيْ مرتادِ

هذا الثناءُ الَّذي أحصى وكمْ لكمْ

من أَنعم لستُ أحصيها بتَعدادِ

لأنتُما العاليانِ الباقيان على

عزٍّ وقوةِ أَسباب وأَعْضادِ

وللْحَسُود المناوي يا أبا حَسَن

ويا أبا العرب الواقيكما العادي

بقيتما وأَطال الله عزّكما

ممتّعين بأموالٍ وأَولادِ

حتى تباهُو جميعاً في مجالسكم

يزيدكم بهجةً مَدحي وإلشادي

ودام لي ولكم شكري وبرُّكُم

وبات حاسدكم غيظاً وحسّادي

وابقوا لصومٍ وفطرٍ يُسعدانكمُ

باليمن في رمضاناتٍ وأعيادِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة