الديوان » العصر المملوكي » الستالي » ألا كل من عز بالظلم ذلا

عدد الابيات : 49

طباعة

ألا كلُّ من عَزّ بالظّلم ذَلاً

ومَن لا يوافقْ هدى الحق ضَلاّ

ومتّبع الحقَّ منّا قليل

ولن يُرشدَ الله إلاّ الأقلاّ

ومن ركب الأمر بالجهل عَسْفاً

بغير بيان من العقل زَلاّ

ومن جعل البحث والفحص يوماً

دليليه عند الشكوك استدلاّ

عسىالله يسعدنا إن حُرمنا

حَراماً وحلّى لنا ما أحلاّه

وكلُّ رَهينٌ بما قد جناهُ

وكل امرئٍ ضامنٌ ماتولّى

ولا خيرَ للحرّ في ظل عيشٍ

إذا كان فيه على النّاس كَلاَ

ولا تعجباً من ترقرق دمعٍ

جرى من نواحي عِذارى فَبَلاَّ

فهذا زمانٌ تصادق فيه

صديقك غُولاً وجارك غُلاّ

فأجملْ وأَجْملْ وأَغضِ واغمض

إذا أَنت حاولت جاراً وخِلاّ

فإن أَنت لم تَرض إلاّ لبيباً

نصيحاً ودوداً تجَنّبتَ كلاّ

أَأَدهى وأَكيس ممَّن يساوي

على الوجه بشراً وفي الصّدر غِلاّ

ومن لم تجد في رضاه احتيالاً

فدعهُ وولِّ إذا الأمر ولّى

فكم من حبيبٍ إليناعزيزٍ

رأَيناه قد بان عنّا وملا

فما برح القلب يرتدُّ عنه

قليلاً قليلا إلى أَن تسْلى

وكم من عسير علينا شديدٍ

اقمنا له الصّير حتّى اضمَحَلاّ

وصاحبُ داء من الحب لاقى

دواءً من النّاس حتّى أَبلاّ

وكم في سبيل الهوى والتّصّابي

دماً سفَكتهُ الغواني فَطلاّ

فدع في التّصابي ضلالاً وغيّاً

ودع لغواني دلالاً ودَلاّ

خذ العزم والحزم والصّبر وارفض

بليت وسوفَ وجانب لعَلاّ

وللحرّ جِدٌ ورأيٌ وجَدّ

إِذا الخطبُ يوماً عليه تدلّى

ونحن إذا حاجة النّفس عزّت

رَحلنا لها الأعوجيَّ الشَّمِلاّ

فسرنا وزرنا فتى الأزد ذُهلاً

أَبا الحسن الأريحيَّ الأجلا

فتيً إن سألناه مافي يديه

منن المال أعطى خياراً وَجلا

وليس يقول لمستَرفديهِ

على العسر ماذا ولولا وهلاَّ

فما روّضةٌ للربيع اسبكرَّت

ورقرقَ فيها نسيماً وطَلا

غذاها الهواء نهاراً وليلاً

بدَرّ الغمائم عَلاَّ ونهلا

وصاغلها الصبح زهراً ونَوراً

وألبسها الغيمُ برداً وظلاّ

بأحسنَ من ربع ذهلٍ وأندى

إذا عزِّج الرِّكب فيه فحَلاّ

أشمُّ رحيبُ الذراعين صَلتٌ

أغرُّ كصدر اليماني المجلاّ

جميل المحيا كأن سناهُ

ضياءُ الصّباح إذا ماتجلَّى

جزيل العطايا كأنّ نداهُ

سجال الغمام إِذا مااستهلاّ

حليم رزين ولكن إذا ما

دُعي للمُلّم المهمّ اشمعلاّ

بتقليد نعمى وتأثير حسنى

وتفريج غمّى وتنفيس جُلّى

فلا هو إن سار في الخير أَعيا

ولا هو إن كابد الخطب كلاّ

يروح ويغدو ولا همَّ إلا

عمارُ العُلى ولزوم المصلّى

يُوَفي الرّعيةَ ما أمَّلوه

وَيكفي العشيرة ماقد أظلاّ

مليٌّ وفيَّ وما حمَّلوه

من العبء قام به واستقلاّ

بعزم امرئٍ عزمه ليس ينبو

ورأي امرئٍ حدُّه لن يُفلاّ

ألا إن ذهلاً له الفضل حَقاً

فإن قيل هلْ مثله قلت كلاّ

أبا حسن أَنت ياذُهل أضحىَ

طريقُ العُلى لك طَلقا مُخلّى

فتسعى وتبطش في مكرماتٍ

ترى الكلّ أعرج فيها أشلاّ

وقَسمك في الصّالحات الموفّى

وسهمك عند الفخار المُعلّى

وما زلتَ في النّاس أَزكى صنيعاً

وأرفع شأناً وأعلا محلاّ

فلا زال ربعك للرّكب مأوىً

يُعز الذليل ويغني المُقلاّ

ولا زلتَ تؤتى خليلاً مُحبّاً

وحظاً معزاً ومالاً مُغلاً

تكون الأعزَّ بأهلٍ ومالٍ

وكل عدوّ يكون الأَذلاّ

وعمّرت ياخيرمنصامشهراً

وافطر في يوم عيد وصَلّى

وعاشَ بنوك ملُوكاً كراماً

ميامين في كل شهرٍ أهلاّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة