الديوان » العصر المملوكي » الستالي » أجارتنا أن الصدود من الغدو

عدد الابيات : 53

طباعة

أجارَتنا أن الصّدودَ من الغَدْو

فبيني لعلَّ البينَ أشفى من الهجرِ

تداعت سَجيّاتُ القطيعة بيننا

فواعجبا حتى خيالك لا يَسري

وحتى إذا ما عنَّ ذكرُك عارضت

أحاديث تثني النَّفس عن ذلك الذكر

نفورٌ عَراني من نُفورك لاقلى

وفي اليأس ما يُسلى عن الطمع المُغري

وما أنت إلاَّ حاجةُ النَّفس لو رأت

سبيلاً للجّت فيه مهتوكة السِّتر

تحكّمت يا أقسى فؤاداً من الصَّفا

بدّلك في قلب أرقَّ من الخمر

وأنتِ خلوب الحسن فتّانة الصّبا

منعَّمة الأطراف كالبيضة البكر

إذا قابلتنا والهوى متلبسٌ

بأعطافها أدهى وأمضى من السّحَرِ

فهزّت على دِعصِ النّقا غصنَ بانة

وحلتّت نقابَ القز عن قمرٍ بدرِ

واهدت لنا نوعين من ورد خدّها

وأبدت لنا سمطين من لؤلؤ الثَّغرِ

فما شئتَ من حسنٍ وطيبٍ جلاهما

عليَّ الصّبا إذ لا أُصيخُ إلى زجرِ

لياليَ أسري في سَوادِ شبيبة

أروم بها صَيد الكعاب من الخِدرِ

فلمّا بَدا شَيبُ العِذار تطلّبت

عليَّ العذارى فيه دَيناً بلا عُذرِ

وأصبحتُ أوليتُ النَّدامةَ مامضى

وأولى التَّلاقي ما بقى ليَ من عُمْرِ

فلا عن قلى نفسي الحميَّا حَميتُها

ولا مَللاً أقصرت عن ربة الخدرِ

نهتني النَّهى أن أبطر الفكر لا العمى

وأن أسمعَ الهجر الوقار بلا وقرِ

وأشخاصُ أرباب تزاحم ناظري

وأسرار أطراب تَلجلج في صدري

وطائف ذكري يملؤ العين عبرةً

ولو لا جميلُ الصَّبر أرسلتها تجري

إلى الله أشكو قلّةَ الصّبر أنّها

تكلّفني أمراً أشدّ من الصّبر

وأعرف في البلوى من الأجر مثلها

وعافيتي أشهى إليَّ من الأجر

أعوذ بربِّ الخلق من شرِّ خلقهِ

ومن شهواتي إنَّها أعظم الشَّرِّ

ومن شرّ مغتابينَ ضَلّوا وأُلعلوا

بذكر عيوب النّاس ظَنًّا بلا خُبْرِ

وكم عائبٍ لي كفّني عن سِبابه

تُقى الله أو أرفعت عن قدره قَدري

أرى وأنا المغضي كأني لا أرى

وأدري ولا أبدي كأني لا أدري

أتوب إلى الرّحمن من كلّ منكرٍ

فَعَلتَ وما ضيّعتُ من حكمة الشَّعرِ

وكنت نبذتُ الشعر خيفةَ مأثمٍ

بظني وبعض الظنّ داعٍ إلى الوزرِ

وجدَّد لي ذهلٌ إلى الشعر عودَة

بإحسانه حتى شدَدتُ به أزْري

أبا الحسن الساعي لكلّ فضيلَةٍ

بما استطاع من بطشٍ وما حازَ من وفرِ

على أيّة الحالاتِ وافاهُ سائل

لَجدواه ألفاه البشارة بالبُشرِ

وأعطاه تعجيلاً جزيلاً وتِلكُمُ

عوائدُ ذهل في اليسارة والعسْرِ

عوائدُ كانت في أبيه وجدّه

تقبَّلها والحرُّ أشبهُ بالحُرِّ

بني عمر أنتُم دعائِمُ للعُلى

غمائِمُ للبؤسى شكائِمُ للدَّهرِ

سَما بكمُ بيتُ العتيك وأشرقت

سَماءُ المعالي في كواكبها الزُّهرِ

بلَغتُم بقحطانَ الفخارَ ويعربٍ

ومن عامرٍ ماءِ السّماءِ ومن عُمرِ

وبالأزْد سدتمْ والعتيكَ وسدتْم

بنبهان بالصّيد الغطارفة العزِّ

أحلكم قحطانُ أجيال عزّةٍ

يمانية الأعلام أزدية النَّجرِ

ولمَّا أرادَ الله إعزاز دينه

وتطهيره للأرض من نَجس الكفرِ

مَنعتم رسول الله من ظلم قومه

وآويتموه بالحماية والنَّصرِ

فأصبح للإسلام للأزد ملكه

كما كان ملك الجالهيّة بالقهرِ

وكان لذهل فضلهم باقتفائهِ

لإيثارهم في البأس والنائل الغمرِ

أبا حسنَ أحسنتَ حتى تكاثرتْ

صِفاتكَ بالحسنى على المادح المطري

وأنعمت بالعمروف في السّخط والرضى

على كلّ راجٍ من مُقلٍّ ومن مُثري

وأفضلت بالحسنى على كل حاسدٍ

فلم تجد الحسّادُ بداً من الشُّكرِ

فكيف تُضاهى بالغمام وإنّما

أياديك تعلو عدَّ ما فيه من قَطْرِ

وكيف يُقال البحر أنت وأنت إنْ

سُئِلت عَطاءً جُدتَ بالبرِّ والبَحرِ

وتفضُلُ ليثَ الغاب أنك صائدٌ

ليوثَ الوغى من غير نابٍ ولا ظُفْرِ

جُزيتَ عن الإخوان خيراً فإنّما

لنفعهم مسعاكَ في السرِّ والجهرِ

تُدافعُ في الجُلى بمالك دونَهُم

وتُشركهم فيما تنالُ من الفَخْرِ

أطالَ ال اللهُ السَّلامة الغنَى

لكى تسلم الحُسنى وتغنى ذوي الفَقرِ

وعاشَ بنوكَ الأكرمون وخُوّلوا

مدى الدَّهر ملكا نافذَ النَّهي والأمرِ

ولا زالت الأعيادُ عائدةً لكم

بفِطرٍ إلى أضحى وأضحى إلى فِطرِ

ودونكها من دُرّ ما صاغ خاطري

وابدَعَهُ طبعي وأخلُصَهُ فكري

أتتك بالفاظ غرائبَ تحتها

معانٍ كما ضمَّ اللجين إلى التّبرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة