الديوان » العصر المملوكي » الستالي » شكوت صدود البيض والرأس أسود

عدد الابيات : 49

طباعة

شكوت صدودَ البيض والرّأسُ أَسودُ

ووصلُ الغواني من ذوي الشيب أَبعدُ

أَيطمع مبيَضُّ العذارَين أَنه

تُسوّله حُباً كواَعبُ خُرَّدُ

فهيهاتَ من أَوطانه الخيف واللوى

ومن فتيات الحي دعدٌ ومَهْدَدُ

لقد كنتُ أَستحلي الهوى زمنَ الصبِّا

ولي كبد حَرَّى وطرفٌ مسهّدُ

وانقاد للعذراءِ حسناء كاعبٌ

لها بشرٌ في القد أبيضُ أَغيدُ

لها من مَهاة المرخ َطرف ومقلة

ومن ظبية الرّمل الحشا والمقّلدُ

ويهتزُّ في سربالها غصنُ بانة

رطيبٌ عليها السابريُّ المجسَّدُ

تذكَرتُ فاشتقتُ العتيقَ وأَهلَه

وبتُّ كأني ساهرُ الليل أَرمَدُ

فلا مُنجلٍ أُفقُ الصباحِ الذي دَجا

ولا غاربٌ نجم السّماء الُمقيدُ

أُهمُّ بأن أَسلو ويَبعثُ لوعتي

وميضُ اليماني والحمامُ الُمغرّدُ

وذكرايَ أَهلَ الود بانُوا بودّهم

ولم يبقَ إلاَّ ذكرُهْم يتجَدَّد

وعندي من السّلوان نفسٌ ضعيفة

ولكنَّها عند الحوادث جلْمَدُ

ولا صبرَ إلا أن يكون تصبُّرٌ

ولا جلَدٌ لكنَّني أَتجّلدُ

وَهذّبني دْهري على طول مُدِّتي

أَرى كلَّ يوم غير ما كنت أَعهدُ

وصحبةُ قوم لا من الجور فيهم

مجيرٌ ولا فيهم على الحقّ مُسْعدُ

ترى الناس أشباها وفي الناس فاسدٌ

وآخرُ حرٌّ بالفراسةُ يُنْقَدُ

على المرء في الدين اجتهاد وصحبة

واين من الناس الرّشيدُ الموَدَّدُ

وقد يبقى في الغيبين مَن لا تظنّه

تقياً ويعصي ناسك متَزَهّدُ

نحيد عن الباقي النفيس وبيننا

منافسةٌ فيما يزول وينفَدُ

أَقول لمغرورٍ يُلذِّذ نفسَه

بذمِّ أُناس وهو أردا وأَنكدُ

سيلقاه مكتوبا ويخزى به غداً

وأقربُ شيء منك يا غافلاً غدُ

ويا معشَر المستَبْشرين بظلمْنا

لنا ولكم يومُ القيامة موعدُ

فينُصُر مظلومٌ ويُسأل ظالمٌ

بمهما جنى والصّادق الوعدِ يشهدُ

وقلْ لذوي المال ابشرو بحوادث

لها تحت ظل اللَّهو والأمن مرصدُ

إذا كان ربُّ المال لاحظَّ عنده

لراج وقد يرجوه ساعةَ يفقدُ

وقد يوجد المطلوبُ أَما ابتغاؤُه

فمن حيثُ يرجوُ النَّجحَ لا حيث يوجدُ

وما المالُ إلاّ للسّيادة عُدَّوٌ

إذا استعملت في بابها فعي سؤدَدُ

ألا أَنَّ خير الأَّمة ابنُ معمَّر

فتاها أَبو عبد الإله محمَّد

عشيرته الأزدُ الكرام إذا انتمى

ومنزلة البيتُ العتيك المشيَّدُ

يمين اليمانين الملوكِ ورأْسُهم

وأشرفُ سادات العتيك المشيَّدُ

وأَعمامهُ من آل نبهان سادَةٌ

لديهم مَصابيحُ الهدى تتوقدُ

ومن مضرٍ أَخوالُه آل نافع

وآل زياد فضلُهم ليس يُجحْدُ

فتى عرف المعروفَ طِفلاً وثبَّتت

كهولته فيه النّهى وهو أَمْرَدُ

إذا سُئلا اهتَزّ ارتياحاُ إلى النّدى

وجوداً كما اهتزّ الحسامُ المهنّدُ

لقد جادَ حتى لأمهُ كلُّ حاسدِ

على ما عليه ذو السّماحة يُحسدُ

وجدتُ أَبا عبد الإله ملازماً

خلائقَ شتّى علّها فيه تُحمَدُ

ولم أدرِ إلاَّ أَنَّما مُحْسنٌٌ

إذا لك طبعٌ فيه أَم مُتعوّدُ

إِذا عدم المقصودُ أَو كان مكناً

فليس إِبن نبهان مَقْصَدُ

هناك النّوالُ الجزل والجانبُ الحمى

وحيثُ محلذُ الوفد أَرجَى وأَرغْدُ

فتىّ لم يُوافِ الرّكبُ أسمحَ راحةً

واشرفَ منه حيث غاروا وانْجَدُوا

هنيئاً أَبا عبد الإله لك التقى

فأنتَ الحليمُ المستقيمُ المدّدُ

رقيتَ من العلياء يا ابن معمَّر

مراقَي ما فيها لغيركَ مَصْعَدُ

وزانك ما بين الملوك تواضعَ

ومكرمة معروفها ليس يجحَدُ

لقد طابَ قومٌ فيهمُ لكَ نسبةٌ

وطاب زمانٌ فيه مثلكُ يولدُ

لئن كان فضلُ الجود والحلم والحجى

يُورِّثُ تخليداً فانت المخّلدُ

بقيتَ سعيدَ الجَدَّ يا ابنَ معمَّر

وربْعك معمورٌ وعمركَ سَرمْدُ

وحالت لكَ الأحوالُ صوماً وفطرةً

وتنحر للأضحى ضُحّى وتُعيدُ

ويُثني عليك الخيرُ في كلّ محفلٍ

وتنظمُ أَشعار المديح وتُنشَدُ

جزآؤك عندي أَنت يا ابنَ معمّرٍ

مدائحُ تُزجيها قصائدٌ شُرَّدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة