الديوان » العصر المملوكي » الستالي » أمن بعد جد الشيب أعبث بالهزل

عدد الابيات : 42

طباعة

أَمن بعد جدّ الشيب أَعبث بالهَزلِ

إذاً أَنا معدومُ البصيرة والعقلَ

ومن لي من البيض الحسَان بنظرةٍ

إليَّ وفي رأْسي قذَى الأَعين النُّجلِ

أُعلّل بالتخويف نفساً عليلةً

تملّت ورود الغيّ علاً على نهلِ

لعمري لقد أَجريتُها رسنَ الصِّبا

علالةَ فتيان الشّيبة من قبلي

وقد كنت أَبغي العذل في حبّ مذهبي

فلَمّا تناهيت انتهيتُ بلا عذلِ

فأصبحت لا الصّهباء مّما يروقني

بلهوٍ ولا الغيد الأَوانس بالشّكل

عَداني عن ذكر الأَباطيل خيفَتي

خُطوباً إلى الأَقوام واضحةَ السُّبلِ

وماخُصّ بالأَحداث قوم وإنّما

لوقع الرزايا شهْرة في ذوي الفضلِ

لعَاً لَبني نبهَان من كل عَثْرَة

ولا وجدت في دارِهم زلّة النَّعْلِ

فلسنا نرى مفقودهم غير سيدٍ

وإن كان طفلاً بالمخيَلة في الطفلِ

مشوبٌ بأخلاق الكرام رضاعهم

فيعرف في مولودهم شيَم الكَهْلِ

ألسنا نبكّي يعرباً أسفاً على

خلال حَواها من أبي حسن ذُهلِ

لعمري لقد ناط الزَّمان مصابَه

بخَير أبٍ باكٍ على خير مانسلِ

فياكبدي من حرّ وجد تَصدّعي

وياعينُ سحيّ الدَّمع سَجلاً على سَجلِ

تولى ابن ذهل يعربٌ لا تَرى له

مدى الدَّهر في أهل البسيطة من مثلِ

وقد كان أحلى في النفوس من المنى

واشهى وأبهى في العيون من الكحلِ

فأصبح كيّاً في الضَمائر ذكْرُهُ

كأن كل قلبٍ ضُمَّ منه على نَصْلِ

مضى الكَوكب الدريّ من أُفق العُلى

سقوطاً رمى الدُّنيا ببائقه الثُّكلِ

هلال سماءِ لعتيكِ أبى لهُ

كسوفُ المنايا أن يتمَّ ويستعلي

عمومةَ نبهان حَوى وخؤولةً

له في زياد نبعتيْ شرفٍ جزلِ

أبا العرب اغتالتك من بين فتية

حوادث بينٍ بعد مجتمع الشَّملِ

حللتَ بدار لاسبيل لزائر

إليكَ شديد الشوق ممتَنع الوَصلِ

وإن الذي في علو قبرك باكياً

لا عظم حزناً منك في جانب السُّفلِ

أبٌ كنتَ زينَ المَال والأهل عنده

فلَمْ يألُ أن يفديكَ بالمال والأَهلِ

رآى فيكَ من آرائه مايُسرّهُ

كأحسن ماقرّت به عيْنُ ذي نَسلِ

ليَاليَ أتعَاس الحَياة نوَادر

إليْكَ وأحداق المُنى خلْفُة الرّسلِ

خيالك موجود وذكْرُكَ شاهِرٌ

فَلا قِدَمٌ يُنسى ولا عوضٌ يسلى

عليك من الباري سلام ورحمةٌ

وجادك صوبُ المزنِ هَطلا على هطلِ

رضىً بقضاءٍ الحَقّ من حكم عادلٍ

فمَا لليالي حكمُ حلْمٍ ولا جهلِ

وصَبر لتصريف الحوادث نحْتسي

مع العمر صرفاً ما يمرّ وما يُحْلي

كأنّ بني نبهان فيمَا أصابهم

أَسود عرين غَالها الدّهر في شبلِ

ولو أَنه بعض العدى بطشت به

براثنُ شُثنٌ ركبت في شوىً عبْلِ

أولئك قومٌ طَرّزَ الله مجدَهم

بما أَثروا من صالح القَول والفِعْلِ

فما عاثَ في أحلامهم سفهُ الخَنا

ولا ذاد عن أموالهم شَرَه البُخلِ

غطارف من أبناء عمرو بن عامر

فروع لها طيب الأرومة والأصلِ

هم الجبل الأزديُّ يعتصم الورَى

به وربيع الناس في الزّمن المحلِ

إذا لبسوا الزُّعف الدّلاص والجموا

عتاق المذاكي غيْر ميل ولا عُزْلِ

أقاموا صَغا الجُليَّ وصانوا حمى العُلى

وألقوا يد النّعمى على الحزن والسّهلِ

بقيتم بني نبهان ثم وُقيتمُ

صروف الرّدى في أنعم ثرّةِ الوبلِ

وهذا الثناء المحضُ من ناظم لكم

معانيه الغراء في قوله الفصلِ

ولولا الحيا والدّين تهت وحق لي

على الفضل أني لا أرى شاعراً مثلي

سيثني عليَّ الحاسدون إِذا خلت

قُلوبهم من بغضتي وبدا فضلي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة