الديوان » العصر المملوكي » الستالي » لك الطائر الميمون بالسعد طائر

عدد الابيات : 49

طباعة

لك الطّائِر الميمُونُ بالسعد طائرُ

وكوكبك السَّعديّ بالسّعد ظافرُ

وأَنت سعيدُ الجَدِّ أَكرم قادم

بيوم حبته بالسّعُود المقادِرُ

دنا لك بالإقبال قبل دلائل

الينا وجاءت بالسّعود البشائِرُ

ومذغبتَ فالأيام سودٌ عوابسٌ

على النّاس والدَّهر المعاندُ باسِرُ

إلى أَن بدا منك الصّباحُ وأشرقت

لك الأرض والأيام فهي زواهرُ

فحيئذٍ جاء اليسارُ مساعداً

وفُلت نيوبُ الَّدهر إذ هو كاسرُ

وما زلت حصناً لا يرام حريمهُ

مَلاذاً لمن دارت عليه الدَّوائرُ

وربعكَ ذو عزّ خصيب جناُبهُ

إليك أخو الّلآواءِ والبؤسِ صائرُ

تظلَّ عليه من نداك سحائِبٌ

لها رائح في كل يوم وباكرُ

وبحركَ فيّاض الجداول طافحٌ

من الجواد تبرٌ شطُّه وجواهرُ

يلوذُ به مستجديَ الفضل مَن مَضت

عليه من الأَيام يوماً مَفاقرُ

فلا كفَّ إلا فيه منك مواهب

ولا قلبَ إِلا وهو إيّاك ذاكرُ

أبا عمرٍ عُمرت للحقّ عصمةً

يعزّ بها في الناس بادٍ وحاضرُ

سعيت بسعي الدين سعياً ولم تزل

له قائماً مذ كنتَ واللهُ ناصرُ

فكنتَ لأجرٍ من الهلك حائزاً

وللحمد إذ كل الورى لكَ شاكرُ

رست بك للحق العزيز دعائمٌ

وثُبِّتن أركان وشدَّت مرائرُ

بيمنكَ ردَّ اللهُ عز أَهل دينه

مُناوئهم إذ حاول الظلم جائرُ

أُعاجمُ جاءت في لفيف من العِدى

جموعُهمُ في شدة والعساكرُ

أرادوا اضطهادَ الحق بَغيا وحاولوا

إزالته والحقُّ مذ كان ظافرُ

فقطَّع من أقرانهم وأبادهم

وكلهمُ في صفقة البيع خاسرُ

ورُدُّوا على أدبارهم فتبدَّدوا

عباديدَ طراًّ جمعهم متطائرُ

أجارَ بك الرحمن أهلَ بلاده

فعاش أخو البؤسَى وعزَّ المجاورُ

لك النعم الحسنى عليهم جزيلة

ونيلك فيهم زائرٌ مُتواترُ

إذا نزلت بالمرء يوما غضاضة

وقد نشبت للدهر فيه أظافر

فلا أمنَ إلا في انتجاع الفتى الذي

به يَبلغ الرَّاجي ويُكفَى المحاذرُ

أبى عمر الغَمر الرّداء الذي به

وأفعاله ربع المكارم عامرُ

حليف النّدى طلق اليدين بماله

على كل قطر صوبُ كفيه قاطرُ

له بحر جودٍ بالمكارم مفَعمُ

موارده للمعتفين غزائرُ

فكم واردٍ قد صادف الخصب والنّدى

وآخر عنه بالرّفاهة صادر

ترى فيه يوم السّلم حسن طلاقةٍ

ويبدي عبوسُ الوجه والنفعُ ثائر

جزيل اللُّهى للآئذين بربعهِ

وفي حومة الهيجاء ليث مُغاورُ

منيع أبيّ الضيم يحمي ذماره

ويأنفُ من أن تُستباح العشائرُ

حمى حوزةَ الأسلام فاشتدّ ركنه

وصان حريم الحق والحق ظاهرُ

لبيب سديد الراي ماضي عزيمةٍ

إذا عميت عند الأمور البصائرُ

يُكلُّ ذوي الأبصار عن مكرماته

وتقصر عنه في المديح الخواطِرُ

إلى أَبعد الغايات حاز بمجده

وكلّ مجاز دونه مُتقاصِرُ

إذا رامَ قومٌ أَن يساموه جهرةً

أبت لهم إلا الخضوعَ الضمائرُ

لأنَّ له العليا عليهم مُبينّة

فإِن يجحدوها صحّحتها السّرائرُ

أبى الله أن تكون أجلَّهم

وأكونهم في المجد حين يُفاخَرُ

رآه لما أولاهُ أهلاً فخاره

وليس له في العالمين مناظِرُ

هو القَيْلُ من آل العتيك أولى العُلى

خلائقُه مشهورةٌ والمآثرُ

أبو عمر الفعمُ النّوال معمّر

كريم المساعي أنجبته الأخائِرُ

سليل المعالي من أَعزّ أُرومة

وأكبر بيت شيّدّته الأَكابرُ

بنت مجدَه أبناءُ قحطان ذا العُلى

قبائل تسمو رفعةً وتفاخُرِ

أعزّاء يأبون الدّناءة في الذي

يُصيبهمُ منه الخنا والمعائِرُ

فهم كأسود الغاب في رَهَج الوَغى

أَشداءُ أَنجاد ليوثٌ مَساعرُ

يذودون عن أحسابهم بسيوفهم

وأقوالهم فهي الصّحاح الطواهِرُ

أبا عمر لازلت في شرف العلى

مَنيعاً سعيدَ الجَدّ ما ناح طائرُ

فعشْ أبداً واهْنَ القدوم الذي بهِ

بلغتَ رجاءَ الأمن ممّن تحاذِرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة