الديوان » العصر المملوكي » الستالي » لي لكبد الحرذى وقلبك بارد

عدد الابيات : 50

طباعة

ليَ لكبد ُالحَرذَى وقلبك باردُ

ومُقلتي المعَبري ودمعك جامدُ

وشتّان ما ليلي وليلك إنّما

يَلذُّ الكرى وسَنانُ إذا أَنا ساهدُ

قد كنتَ تعطيني نصيباً من الهوى

لو انك تلقى بعض ما أَنا واجدُ

وتفديكَ نفسي من حبيبٍ أَودْه

يُقاربني من حبّه ويباعدُ

ويا ظبيةَ الأنس ارْعيي المرخَ وارتعي

بلا أَن تُراعي مالكِ اليوم صائدُ

تحاماك مبيض القَذالِ تورّعاً

لهُ الشيبُ ناهٍ عنكِ والحلم ذائذُ

وانت خَلوبُ النّفسَ فتَّانةُ الصّبي

عليك من الحسن البديع مجاسدُ

قوامكِ مهتزٌ وخدُّكِ واضحٌ

وجيدكِ برَّاقٌ عليه القلائدُ

سقى الله اكنافَ الحمى صيَّب الحيا

فما هنَّ إلا أَربعٌ ومعاهدُ

غنيتُ بها حيثُ الاحبةُ جيرةٌ

يطوف بنا ولدانها والولائدُ

ليالي رَبعُ الحي بالأنس آهل

وأيامَ غصّ العيش ريّان مائدُ

وحيث البآء الأدُم في شبه المهمى

يزرن وهن الانسات الخرائدُ

هززن غصونَ البان في القز تحتها

روادف اعلاها ثُديُّث نواهِدُ

ورَقْرقن من بين الجفون نواظراً

لأَلحاظها فينا سهامٌ قواصِدُ

ونحن نَشاوى من صِبّيِ وبطالةٍ

أَلا انّ شيطان الشبيبة ماردُ

فيا حسنَ دنيانا ويا طيبَ عيشنا

لو انَّ زماناً كان بالامس عائدُ

بل ان حكم الشيب أَحسنُ حالةً

لمن هو في لهو الشبيبة زاهدُ

وكان على ما كان من لَعِب الصبي

نُؤمَّل عُمراً فيه ذو الغيّ راشدُ

وان بياضَ الشيب يُحدثُ توبةً

لها ينقضي لهوٌ ويُصلحَ فاسدُ

وهذا أَوان الحلم والرَّشد إِننَّي

لهديها ساعٍ ولله حامدُ

وللسّيد المعروف بالفضل مادِحٌ

فقد امنكت فيه القوافي الشّوارِدُ

أَبي الحسن الأَزديِّ ذُهل الذي له

على النَّقص من موجوده الفضلُ زائدُ

تزول سجايا غيره وهو ثابتٌ

وينحطُّ كلٌ ونه وهو صاعدُ

كذلك مهما كان من خلق الفتى

عن الطّبع باقٍ والمكَلَّفُ نافدُ

وما هو إلاّ من لُباب أَعِزة

يمانية ما إنْ لذلك جاحدُ

له الأَزدُ قومٌ والعتيك عشيرة

ونبهان جدّ وابن نبهانَ والدُ

حليف المعالي للْمُعَمّر ينتمي

لمجد بذُهل ثم بالفضل ماجِدُ

فإتيانُه فعلَ المَكارم طارفٌ

وميراثه فضلَ الأوائل تالِدُ

جوادٌ متى تسألهْ يوشك نائلٌ

جزيل ولا تَقضي عليه المواعِدُ

وللجود في مغنى بني عمرٍ يدٌ

لها من يدي ذهل بنانٌ وساعِدُ

وابيض ميمون المحيا مبارك

عليه لفعل الصالجات شواهدُ

وقد واجه الدنيا بأسعد والدٍ

كما سَعدت بين السُّعود الموالِدُ

فألقى عليه المشتري العدلَ والتقي

وذهناً وفهماً في ذكاءٍ عطاردُ

تعود بمغناه العُفاةُ إلى الغنى

إذا ما أصابتها السنونُ الشدائدُ

ونتجع الوفَّادُ أَنواءَ الوفاد أنواءَ كفّه

إذا أختلفتها البارقات الرّواعدُ

أَقول لذهلٍ والسّماح يهزّه

إلى البذل رفقاً بالذي أَنتَ واجدُ

كانت من سادات قومك ضامن

باطعام ضيف أُو بما سال وافدُ

أَبا حسن يا مَن تشارك باسمه

كثير وفي معنى الكُنى وهو واحدُ

أَراكَ تقاسي همة الجود في العلى

وعيشك لما اخترت ذلك راغِدُ

ونيتك الأحسانُ في كل مقصد

وتأتي على ما قد نويتَ المقاصدُ

فوآندنا فيما ليك كثيرة

ترى أَنَّها منّا عليك فوائدُ

فكم لك في إنفاق مالك لآئم

على حسن العقبي من الجد حاسدُ

بني عمرٌ بيتاص له أَنت عامر

فعالك الغرِّ الحسان وشائِدُ

ولم تقتنع بالكرمات بما بني

أَوئلك الصيدُ الكرام الأجاوِدُ

بقيتَ وأوتيت الارادة والمنَى

لك الله كافٍ والزَّمان مساعدْ

وأَولادك الغرّ الكرام مكانهم

إذا قيس بالعِقد الملوكُ فرائِدُ

وعادت لكم أَعيادكم وتزاينت

بأَوجهكم بين الرّجال المشاهُِد

وتُرَجْوَنَ للجَدوى وتُهدى اليكم

بأحسن أَشعار المديح القصائدُ

كما أَنا مُهدً كلَّ عام اليكم

قوافي وهنَّ المعجزات الأَوابِدُ

تسير مسيرَ الشمس في كل بلْدة

وتبقى كما تبقى الصخورُ الجلامِدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة