الديوان » العصر المملوكي » الستالي » زمن الصبا وملاعب الخلطاء

عدد الابيات : 48

طباعة

زمنُ الصّبا وملاعبُ الخلطاءِ

بعثا قديمَ صبابتي وبكائي

فَترَقرقت عَبراتي اللاَّتي لها

برحَ الخفاء بلوعةِ البُرحَاءِ

ضَعف المشيبُ لدى تضاعف قوةٍ

للشوق صار الحشوَ في الأحشاءِ

وتصعَدُ الزفَرات من كُرَب الأسَى

لتحدّرِ العَبرات بعضُ شفائي

يا حبذا عهدُ الجميع وَعيشُنا

بالأنس بينَ جآذرٍ وظبآءِ

ولزومنا طوعاً لما حكم الهُوى

عبثاً بحبّ الكاعبِ الحسناءِ

الشَّمسُ طالعة لنا بأكلَّةِ

والبدرُ يشرق في خلال خباءِ

والغانياتُ تَصيدنا ونصيدها

بحبائل الصّبوَات والأهواءِ

ومن الهَوى في النفَّس حشو مسامعي

وَقر يردُّ ملامَة النُّصحاءِ

واقتادني في الملهيات إِجابتي

من طاعةِ الشهواتِ كلَّ نداءِ

ما كنتُ أقبل ذاك من قِبَلَ الهوَى

قبلَ ابيضاض الِّلمَّة السوداءِ

ولقد مكنت ومَا الذي لي في الهوى

ستراً أمامي فالتفتُّ ورائي

وتركتُ رباتِ الخدورِ وعزمتي

هَجرُ النَّديم وجفوةُ الصَّهباءِ

وإذا تذكرَّتُ الأحبّة والصّبِى

نَهْنَهتُ عيني أن تفيضَ بماءِ

ولربَّما خطرت بقلبي خَطْرَةٌ

للحبّ قلتَ لها اْخسَئي بحَيَاءِ

وإِذا سوادُ العينِ هَّم بنَظرةِ

نحو الحسان رَددُتها بردائي

مالي أراني غاضياً عمَّا أرى

منْي وأذكُر سيّئاتِ سوائي

إنْ كنتُ أُحسِن أن أداريَ بالنُّهى

والنَّهي معلولاَ بذاتِ يدائي

أو لستُ في زمنٍ أنا من أهله

وهُمُ أولو العِلاّتِ والأدواءِ

يتَقَابلونَ بأوجُهٍ مقبولةٍ

وَضمائِرٍ شُحِنتْ من الشَّحناءِ

ويُنافِسُون على النَّفيس تحاسُداً

ويُحاولونَ معايبَ البُرآءِ

جَعلوا التواضع شِحةً فإذا رأوا

مُتجمِّلاً قذفوهُ بالخيلاءِ

ولَقلَّ من يُرضيكَ منهم عاقلا

إلاّ بنو نبهانَ باْستنثاءِ

إنَّ المحاسِنَ في البنينَ وِراثةٌ

لمحاسِن الأجداد والآباءِ

أو مَا ترى ذُهلا أبا حسن الرّضى

وبنيه خيرَ أبٍ لدى الأبناءِ

يَتعاضَدون على المكارم والعُلى

بِتشاكل الآداب والآراءِ

مهما أفادَ أبوهُم من مالهِ

عدوُّه فائدةً لحُسن ثناءِ

حَلاّهُم ذُهلٌ بكلِّ فضيلةٍ

فَتشابَهو بفضائلِ النُّجباءِ

ذُهلٌ أبو الحسن اَّلذي حسُنت لهُ

شيمُ وعاداتٌ خلال بَهاءِ

لمكارم الأخلاق منهُ نَوالهُ

وفَعَالُهُ لمَراتبِ العَلْياءِ

يأتي إِلى مَهما بنى آباؤهُ

فيزيدُه شَرَفاً بطُول بناءِ

مَن كانَ فعلُ الجُود منهُ سجيَّةً

فيجودُ في السّراء والضرَّاءِ

شَربْتَ محبتهُ القلوبُ فما ترى

أحداً يُعدُّ لهُ من الأعداءِ

والناسُ بين غنايةٍ وكفايةٍ

يَغدون منهُ على غنىً وغناءِ

وإذا الملوكُ غَدوا لموكبِ سُؤددٍ

أْلفيتَ ذُهلاَ آخذاً بِلواءِ

طَالَ الملوكَ وفاقَهم بخلائقٍ

وعوائدٍ وَعلا على الأكفاءِ

بسَمَاحةٍ وصَباحةٍ ورَجاحةٍ

ومَلاحةٍ وفصاحةٍ وذكاءِ

وهدايةٍ وتقاية وكِفايةٍ

وغناية ورعاية ووفاءِ

ما قولُنا بعد الثناء بفضلهِ

إلا جزاهُ اللهُ خيرَ جزاءِ

من آل نبهانَ اَّلذين نعُدُّهُم

من أكرم السَّادات والأمراءِ

يسمو إلى شرف العتيكِ وينتمي

للأزْد أهل العزّ والنعماءِ

عُرفوا بضرب الهام أو طعن العدى

يوم الوغى في الغارة الشعواءِ

حتى يَعيش النّاسُ عندك رُتُعاً

في روض أرْضٍ تحت ظل سماءِ

ويَطول عمرُك في غنىً وسلامة

وتعز بَين حراسةٍ ونماءِ

وبنوكَ زادُهُم الا لهُ سيادةً

وسعادةً بكَ في دوام بقاءِ

يَتآلفُون كأنّهم في الحُسن في

أُفُق المَعالي أْنجُم الجَوْزاءِ

وإِليكَها عرَبيّةً أدبيّةً

غراءِ مثلَ الكاعب الغرَّاءِ

فاْسعَدْ بها يا ذُهلُ فهي قلائدٌ

للمجد صيغتْ من حِجَى الأدباءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة