الديوان » العصر المملوكي » الستالي » لعا لكم وانتعاشا يا أبا عمرا

عدد الابيات : 42

طباعة

لعاً لكم وانتعاشاً يا أبا عمرا

من عَثرة خلتُ فيها الكلّ قد عَثَرا

ها إنّها دولُ الأيام لا حِوَلٌ

عنها ولا حيلُ تغالب القدَرا

والمرء لاهٍ بظل العيش عن نُوَبٍ

تمشي له من ورآءَ الغفلة الخمَرا

كم يقرعُ الدَّهر بالشكوى ونحن نرى

في كل ناحبة من بطشه أثَرا

يا ساعةً لم تدع في الصَّبر لي سَعةً

عدلتِ ناعي أبي بكر لنا بُكَرَا

فجعت بالكوكب الدرّي كان له

بين الكواكب نور يبهر القَمَرا

مهذبِ الخيم في أخلاق مكتهلٍ

بالحلم لا يرتدي من سنه الصّفَرا

مطرَّز الطرفين احتلُ في طرَفيْ

عمٍّ وخالٍ يسامي الأزَد أو مُضَرا

شبلٌ أتته المنايا في عريسته

لاغرَوانٍ نأَم الضرغام أو زَأَرا

يبكيه ذو حُرقاتٍ مع تنفّسهِ

تجري له نفحاتٌ خالطت شَرَرا

كم دعوةٍ لأبيه لو أجابَ وكم

من ندبة في سَواد الليل لو شَعَرا

بُنيَّ لم يكُ من حتف مُنيتَ به

بدٌّ وكنتُ عليه المشفقَ الحَذِرا

ما الرَّوضةُ الأُنفُ الزَّهراءُ حاك لها

من بهجة الصَّيف منهلُّ الحَيا حبَرَا

واَعلَّها الطَّلَّ من ريح الصّبا نفساً

وضاحك البرقُ فيه النَّورَ والزَّهَرا

في غفلةٍ من صروف الدَّهر باكَرها

بالبابلية فتيانُ الصِّبا سَحَرا

يوماً بأحسنَّ من دُنيا عَمَرتَ بها

ربعَ المسرَّة لو لم تُسلبِ العُمَرا

ماذا أريد بدنيا كنتَ زينتها

كرهتُ بعدك فيها السَّمعَ والنَظَرا

يا طولَ شوقي على بُعد المزار ويا

طول القطيعة لا وصلا ولا خَبَرا

هَبْني تكلّفتُ بعضَ الصّبر محْتَسٍباً

فيه المشوبةَ والحُسنَى لمن صَبَرا

فهل أكُفُّ جُفوناً كحِّلَتْ بقَذىً

وكيف أزْجُرَ قلباً لم يكن حَجَرا

أسلمتُ بالحزن نَفساً لم تكن سلِمَتْ

لم تقضِ في الحزن ما دونَ الرَّدى وِطَرا

لا أَدَّعي جَزَعاً للشامتين ولا

أرضى العَزآءَ لقلبي عنك يا عمَرا

من حق رُزِئكَ عندي أن أقول له

دُمْ هكذا ثُمَّ لا أوتيتُ مٌصْطَبرَا

خالفتُ قول لبيد في حكومتهِ

من يبكِ حولاً على ميت قد اعتَذَرا

أَفديكَ يا ولداً إن كُنت مُدَّخراً

عن الفداء له وِقْراً فلا وُقِرَا

أعَيْتَ أباكَ المساعي لم يَجدْ سَبَباً

يُنجيك من سَبب الموت الذي حَضَرا

لم يأل جَهداً ولم يبخلْ بملك يَدٍ

حرصاً على دفع مقدورٍ فما قدرا

أما وَجدِّك لو أنّي وترتُ به

ألفيتني مُدركاً للثأر منتَظرا

هل كان مُغتالُه يفوتُ به

أعمامه الصيَّد أو أخوالَه مُضَرَا

أجل لقد حلَّ في شَمَّاء باذخة

من عدَّ في آل نبهانٍ له وَزرَا

آل العتيك ملوك الأرض قاطبةً

لم يعد مُلكُهم بَدواً ولا حضَرَا

المنَعمَينَ المجيرين الَّلهيفَ إذا

فمُ الحوادث من أنيابِه فَغَرَا

هُمُ شُموسُ ضُحىً حلّت بروجَ عُلىً

وهُم بجور ندىً فيها ليوثُ شَرَى

ففي الكريهة آساد يَلغن دَماً

وفي النّديّ بدور تمنح البِدَرا

بقيتم وأعَزَّ الله نصركُم

في رتبة الدّين والدنيا بني عمَرا

وطال عمرك في عزٍّ أبا عمرٍ

ونعمة وعلاءَ يمنع الغِيَرَا

ونلتَ في الولد الزاكي الأجلّ أبي

عبد الإله المنى والعز والحَبَرا

فيه لقلبك ما يُسليك من حزنٍ

ولا يُعيدُ لأم الشامت العبَرا

وكان من أنت مولوعٌ به سَلفاً

مقدّماً لك عند الله مُدّخرَا

وقدّس الله من بطنِ الثّرى جَدَثاً

مُكرَّماً بأبي بكر ومعتَمرَا

قبرٌ يعزُّ علينا من يحلُّ به

في الأرض من تحت عِبأيْ جندلٍ وثَرى

لا غَير أنّا نحيّيه ونمطرُه

ماءً الجفون ونستسْقي له المَطَرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة