الديوان » العصر المملوكي » الستالي » إن المتيم حين شاب قذاله

عدد الابيات : 78

طباعة

إنّ المتيّم حين شابَ قَذالُه

سَئَم الصِّبا وتكَاثَرَت عُذّالُهُ

وتبدّل الخَلطاء وانصَدع الهَوى

وتصرَّمت بعد الوصال حبالُهُ

وأرى الّذي وَعدَ الزيّارةَ مُولَعَا

بالهجر حتّى مايُطيفُ خيالُهُ

ولقد يجَدّدُ لي أَحاديثَ الصّبا

رَسْمُ الحمى وتَشوقني أطلالُهُ

ولقد أميلُ إلى التّصابي بعدمَا

نَزَلَ المشيبُ وَبرَّحتْ أَشغالُهُ

وبرزت أصطادُ الظباء فعنَّ لي

سربٌ تصيّدني وفات غزالُهُ

ولقد أُقاسمهُ الهَوى لو كان لي

ريعانُهُ وفتورُهُ ودَلالُهُ

فيم التّصابي والتّعَلّلُ بعدما

ذَهب الشّبابٌ وهل يحور ظلالُهُ

وعمار دار لا يطول مقامها

وهوى حبيب لا يدوم وصالُهُ

وجب اعتبارُ المرءِ واستعداده

للقاءِ محتومٍ إِليه مآلُهُ

وتفكّر الإنسان أين مَصيره

لغدٍ وكيف مقامه ومقالُهُ

وليحْصّيَنْ عمَلُ الفتَى أو قولُهُ

وَليُعْرِضَنَّ صَحيحُهُ وَمُحالُهُ

إنّ السّعيد هو الموفق للهدى

والمخلصاتُ لربه أعمالُهُ

والحائز المجد المؤئل مَن زَكَتْ

آباؤه وسَمَتْ بهِ أفضالُهُ

كأبي المعالي طابَ أصلُ جدوده

وَصفت خلائقه وفاض نوالُهُ

كهلان سيد قومه بن محمّد

الطَّاهر الشيم الجمييل فَعالُهُ

والفارس المقدام يورد نفسه

ضنكَ المقام إذا استضيق مقالُهُ

موجودةٌ حسناتُه وهباتُه

محمودةٌ عاداتْه وخلالُهُ

ماضي العزيمة في الخطوب مصمّم

كالسيف أطلق شفرتيه صِقالُهُ

متجنب شينَ المثالب عرضُهُ

متقسِّم بين المطالب مالُهُ

غيث إذا استسقيتَ صوبَ يمينه

أروَتك من جزل النوال سِجالُهُ

وإِذا تضايق مطلبٌ لمهمة

وسألتَه يوماً كفاك سؤالُه

من آل نبهانَ الذي ترك العُلى

إرثاً فآل إلى المكارم آلُهُ

من آل قحطانَ الذين سمَا بهم

بيتٌ بناه الله جلَّ جلالُهُ

بيتُ الملوك من العتيك عزيزة

أركانه وعماده وقلالُهُ

ربعٌ يغيث المعتفين رياضُه

وحمى يجير الخائفين حبالُهُ

مثل العرين تزّأرت آسادهُ

وتمنعت في غابها أشبالُهُ

بيت بنو نبهان أنجم جوّهِ

سُمْحاؤهُ فُصحاؤهُ أبطالُهُ

تعلوعلى رتب العُلي أشياخهُ

وتَشبُّ في مهد العُلى أطفالُهُ

وتخالُ بشرى النَاس عن مولودِهمُ

بشراهُم بالعيد هَلَّ هلالُهُ

لا زالت الأيام ضامنةً لهم

بقدوم مولودٍ سيحسُنُ حالُهُ

حتى أتى الولدُ المبارك بعدما

بخل الزَّمانُ به وطال جدالُهُ

وافى أبوعبد الإله بطالعٍ

سعد وجاءَ على الميامن فالُهُ

ولدٌ له عين الفَخار وانفهُ

ومن العَلاء يمينه وشمالُهُ

ولدٌ أبوه أبوالمعالي حقَّ أنْ

يُنمى إليه جميلُهُ وجمالُهُ

ومحمّد ابن أَبي المغيرة جدُّه

ومحمّد ابن أبي حَسينٍ خالُهُ

هذا هو الحسبُ الصّريح تناسبت

جَنَباتُه وتماثلَت أشكالُهُ

وتظلُ تستشفي القُلوبُ بِذكره

ويلذَّ كحلاءَ العيون ئمالُهُ

فنَما وطابَ محمّد وتكَرّمَت

أَخلاقه وتزَيّنت أَفعالُهُ

حتى يطولَ على المُلوك محلُّهُ

ويتمَّ في فضل الأمور كمَالُهُ

يسمو أَبوه به ويكثر أُنسه

ويقر ناظره وينعُم بالُهُ

ويري بنو عمر بن نبهان لهمْ

أمثالَهُ وعزيزةٌ أمثالُهُ

حتّى يُنيف على البلاد لبيتهمْ

شجرٌ تطيب ثمارهُ وظلالُهُ

ويكون بينهم الأعزُّ المنتقَى

والمرتَجى أطفاله ورجالُهُ

وبقيتَ ياكهلانُ يابنَ محمّد

تسمو إلى شرف العُلى فتنالُهُ

وسلمتُم طول المدى تعتادكم

أعيادُكم وتسرُّكم أحوالهُ

في كلِّ عام لا يزال يزوركم

رمضانُ أو أضحاهُ أو شوّالهُ

وبقي أبو عبد الإله وعاشَ في

عزّ مجرّرة لنا أذيالهُ

حتي يحوز بلاده وملوكُها

خَوَلٌ لهُ والعالمون عيالُهُ

طَوعْ العَصيّ وعَصيُ لومَ العاذلِ

حقٌ علينا للحبيب الواصلِ

أوما جزيتك إذ خصصتك في الهوى

بصبابتي وزيارتي ووسائلي

وصَفت علانيتي لكم وسريرتي

وتبعت حقّي في رضاك وباطلي

كتصرّفي مابين أحكام الهوى

من جائر فيه عليّ وعادلِ

وسلوك ميدان الصِّبا ولطالما

أجريت أَفراسي به وروَاحلى

وقضيتُ أوطار الهَوى بأوائسٍ

خُردُ أَوانسَ كالظّباء بهاكلِ

يختلنَ بين مجاسد ومطارف

وأَساور ودمالج وخلاخلِ

يُحدثن لي في كلّ حين صبوةً

عن سلوة مثل الخضاب الناصلِ

ولَطالما عَلّلتُ نفسي نَاعماً

بالي بصافٍ من سُلافةِ بابلِ

إن كنت مُستكراً فلست بجالب

شراً على صحبي ولست بواغلِ

والله ماعرف النّديمُ نَدامةً

عندي ولا ثنتِ الشَّمول شَمَائلي

ثم ارعويتُ وقد نويتُ تواضعاً

لصروف أَيّام وشيبٍ شاملِ

ووقيت أّدناس العيوب خلائقي

بإخاءَ ذي كرمٍ وصحبةِ عاقلِ

وعرفت دهري بعد طول تجاربي

للنّاس بينَ حليمهم والجاهلِ

صبراً على زمنٍ أَراه موالياً

للناقصين معادياً للفاضلِ

وتغاضياً عن بغض كل منافق

وتجملاً لوداد كل مجاملِ

وغنىً يفيض ندى بني نبهانَ عن

مَدحِ اللئيم وعن سؤآل الباخلِ

بندى أبي الحسن الجواد المرتجى

وجَدَى بي العرب الكريم الكاملِ

علَمان بين العالمين تكرماً

بمناقبٍ ومحاسنٍ وفضائلِ

غصنان في جرثومة عتكيّة

بَسَقا بحسن ذُرىً وطيب أسافلِ

بدران يبتدران في اُفق العُلى

بطوالع بالسعد غير أوافلِ

أسدان مختدران في غابين بَيْ

نَ صواهل وصوارم وذوابلِ

جبلان عزّا واشمخرّا في العلا

لذراء عانِ قامعان العَائلِ

بحران عذبُ الّلج يقذف منهما

بالدّر آذيُّ باطيب ساحلِ

وغمامتان من الربيع كِلاهما

يتباريان بديمة أو وابلِ

ويدان قابضتان أرسان العُلى

طوراً وباسطتان فضل النّائِلِ

سامى أبو حسن بأحسن شيمة

ماذُهلُ عن كرم الفعال بذاهلِ

والدّهر يُعرب عن فضائل يعربٍ

بل ما أَبو العرب الأَجل بخاملِ

فليبقيا وليغنَما وليسلَما

للمعتفي والمجتدي والآملِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة