الديوان » العصر العباسي » القاضي التنوخي » سحاب أتى كالأمن بعد تخوف

عدد الابيات : 13

طباعة

سحابٌ أتى كالأمنِ بعد تَخَوُّفِ

له في الثَرى فعلُ الشِفاء بمُدنَفِ

أكَبَّ على الآفاقِ إكبابَ مُطرِقٍ

تذكّرُ أو كالنادم المتلهف

ببرقٍ لو المقرورُ اصبحَ يصطلي

من الأرض في قلب الشتاء به دفي

ومَدَّ جَناحَيهِ على الأرضِ جانحاً

فراحَ عليها كالغُراب المُرَفرِفِ

غدا البَرُّ بحراً زاخراً وانثنى الضحى

بظُلمته في ثَوب ليلٍ مُسَجَّف

يُعَبِّسُ عن بَرقٍ به مُتَبَسِّمٍ

عُبُوسَ بخيلٍ في تبسُّم مُعتَفِ

دجاهُ إذا ما لاحت الشمس مُبطلٌ

سناها كمنٍّ مُبطلٍ مَنَّ مُسعفِ

كأنَّ التماعَ البرق في ظُلماته

هدىً في ضلالٍ يبتدي ثم يختفي

تحاولُ منه الشمسُ في الجوِّ مَخرجاً

كما حاول المغلُوبُ تجريدَ مُرهَفِ

إذا وَصَلَتهُ شمألٌ صدَّ قاطعاً

صدودَ المعنّى عن عذول مُعَنِّفِ

فأفرغ ماءً قال واردُ شربه

أسلسالُ ماءٍ أم سُلافَةُ قَرقَفِ

غدا رحمة للناس غيري فإنه

عليَّ عذابٌ ماله من تكشّف

سحابٌ عداني عن سحابٍ وعارضٌ

مُنعتُ به من عارض متكفكف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القاضي التنوخي

avatar

القاضي التنوخي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Qadi-al-Tanoukhi@

92

قصيدة

91

متابعين

علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم التنوخي. قاض، أديب، شاعر، عالم بأصول المعتزلة. ولد بأنطاكية، ورحل إلى بغداد في حداثته، فتفقه بها على ...

المزيد عن القاضي التنوخي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة