الديوان » لبنان » الياس فياض » نظرت إلى عينيك يوما أفكر

عدد الابيات : 17

طباعة

نظرتُ إلى عينيكِ يوماً أُفكِّرُ

وقد راعني ما بتُّ في الغيبِ أَنظرُ

رأَيتُ إِذا ما فرَّق الدهرُ بيننا

وغاب ثُغَيرٌ كنتُ أهوى ومحجرُ

وعُطِّل جيدي من ذراعكِ وانطوى

عليه ذراعٌ من ترابٍ مُقدَّرُ

فان خيالي ليس يبرحُ ماثلاً

لعينيكِ يحييه الوفا والتذكرُ

فأَية حالاتي التي تحفظينها

تطلُّ بها روحي عليكِ وتظهرُ

لعلِّيَ لم أَبسم إِليكِ كفايةً

لياليَ مرَّت قرب مهدكِ أَسهرُ

لعلي لم أنصفكِ يوماً ولم أكن

كما تقتضي مني الأمومة أَصبرُ

فصحتُ وأَرسلتُ الدموع تضجرا

ومن تك أماً هل تملُّ وتضجرُ

لعلِّي لم أقدر على شرح كلّ ما

يكنُّ فؤادي من حنوٍّ ويضمرُ

أَلم تك تصبيني الحياة وزهوها

وكتبٌ وأَسفارٌ وروضٌ ومزهرُ

فقد كنت أهوى الفنّ في كلِّ حالةٍ

يسرُّ ويبكي أو يغني ويُبهرُ

أَما تلك أَوقاتٌ سلبتكِ حبها

لانفاقها في غيرِ ما هو أجدرُ

أبنتي لا واللَه ما هام واحدُ

هيامي ولم تنقل كحبي أسطرُ

حببتك حباً لو أردتِ تصوُّراً

لبعضٍ له أعيى عليك التصوُّرُ

منحتك قلبي كله بسرورِهِ

وأَحزانِهِ لم أَقتصد أو أُقصِّرُ

فان تذكريني بعد موتي فصورتي

تلبي كما شاءَ الوفا وتعبرُ

عليها من الحب المقدس آيةٌ

إِذا ذُكرت للناس صلُّوا وكبَّروا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الياس فياض

avatar

الياس فياض حساب موثق

لبنان

poet-Elias-Fayyad@

64

قصيدة

62

متابعين

(1872-1930) إلياس فياض. أديب لبناني، تعلم ببيروت، ثم بمدرسة الحقوق بالقاهرة. وكتب في مجلتي إبراهيم اليازجي (الضياء) و(البيان) في القاهرة، وتولى رئاسة التحرير بجريدة (المحروسة) اليومية. ثم عاد إلى لبنان، ...

المزيد عن الياس فياض

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة