الديوان » لبنان » الياس فياض » كم شقي يساق للإعدام

عدد الابيات : 31

طباعة

كم شقيٍّ يُساقُ للإعدامِ

كان أولى برحمةِ الأحكامِ

ولكَم في القصورِ ناعمُ بالٍ

وهو أحرى بالنارِ ذات الضرام

قاتلُ النفسِ دونهُ قاتل الجسمِ

فليس النفوسُ كالأجسامِ

ما لهذي الحبالِ تعفو عن العا

لي ويعلو بها وضيعُ المقامِ

ما سمعنا بأَنَّهم عَلَّقوا يو

ماً غنياً بها ولا في المنامِ

أَفكلُّ الأَنام أهلُ صلاحٍ

ما خلا ذا الفقير بين الأنامِ

إن يقِ المالُ ربَّهُ الاثمَ

فالفقرُ يجرُّ الفقيرَ للآثامِ

فاقتلوا الفَقرَ إِن عَدَلتُم فإَنَّ

أَصلُ البلا ورأسُ الخِصامِ

واحفظوا أَنفساً على صورةِ

اللَهِ فليست تُعدُّ في الأَغنامِ

ليس بالقتلِ ينتفي القتل بل با

لعلمِ تُمحى جهالة الأقوامِ

إِن يكُن جرمُهُ عظيماً فهذا

الجرمُ منكم أَحقُّ بالاعظامِ

فهو للحاجة ابتغى القتل ما تب

غونَ انتم بقتلِه من مرامِ

لو نفى القتل في البرية قتلا

لانتفى القتلُ قبل ذي الأَيامِ

يا لها ساعةً وقد أَقبلوا فيهِ

يخوضون موجَ ذاك الزِحامِ

تحتويه الفرسانُ من كل صوب

كمليكٍ من الملوكِ العظامِ

وكأَنَّ الجموع بعضُ الرعايا

وقفوا في طريقهِ للسلامِ

فاشرأَبَّ الجميعُ يطلبُ ان يعر

فَ ذاكَ المسوقَ للاعدامِ

إذ بدا وهو ناحلُ الجسم كهلٌ

رشقَ الشيب رأسه بسهامِ

فتولَّى النفوسَ روعٌ لأَنَّ الشيبَ

يدعو النفوسَ الاحترامِ

ثمَّ ساد السكوتُ حتى لقد تسمع

نَقرَ القلوبِ في الأَجسامِ

وانثَنَت أَعينُ الجميع إلى الد

كَّةِ حيثُ الجلادُ دون اهتمامِ

وإذا بالشقيِ يرقى إليها

دونَ ما رهبةٍ ولا إِحجامِ

سمعَ الحكم هادئاً ثمَّ صلَّى

مُهدياً للنبيِ أَذكى السلامِ

وأَلفاظِهِ الخفيفةِ وقعُ الرَعدِ

في ذلك السكوتِ التمامِ

ثمَّ ولّى كأَنه لم يكن إِلا

م كطيفٍ مضى معَ الأحلامِ

وتراءي للناسِ فيهِ خطيبٌ

صامتٌ ناطقٌ بأَسمى كلامِ

يا ذوي المالِ أنتم شركاءُ

لي ولكن بغيرِ هذا الحمام

لو أردتم لما ارتكبتُ المَعاصي

لو أردتم لكنتُ خِدنَ سلامِ

فاتقوا اللَه في نفوسٍ رماها

الفَقرُ في أَسرِ شُقوةٍ وعُرامِ

من يَسيرِ الأَموالِ تُقصَدُ من لعبٍ

ومن زينةٍ ومن ايلامِ

يستفيدُ الفقيرُ علماً وتقوى

وبهذا يِقلُّ فعلُ الحرامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الياس فياض

avatar

الياس فياض حساب موثق

لبنان

poet-Elias-Fayyad@

64

قصيدة

61

متابعين

(1872-1930) إلياس فياض. أديب لبناني، تعلم ببيروت، ثم بمدرسة الحقوق بالقاهرة. وكتب في مجلتي إبراهيم اليازجي (الضياء) و(البيان) في القاهرة، وتولى رئاسة التحرير بجريدة (المحروسة) اليومية. ثم عاد إلى لبنان، ...

المزيد عن الياس فياض

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة