تركت لهن الأخبار
يكتبنها كما يحلو لهن ،
ساحرات يبتكرن الليل ،
قليلات النوم ، حاسرات الشعر ،
محررات الصدور ، يتهجين الأطفال ويرضعن الهواء.
يحكمن الغابة مثل بيت الحلم ،
ويخدعن الظهيرة لكي تذهب باكراً ،
أصدق أنهن الشجرة حيناً ،
ومدخنة ترسل رمادها الخفيف حيناً ،
ودائماً يبعثن برسائل السهرة مع الجنادب و أمراء العتمة،
فأمحو بياض السرير الموحش وأتبع الرائحة ،
مثل ذئبٍ يمشي في نساء الجنة.
يسمعن قصصاً شردتني
وحزناً أورثني إياه سفر طويل و زنزانة نادرة .
يصغين لبوحي مثل رأفة الأم .
طفل تمحوه جذوره وعيناه تسعان الأفق .
وعندما تأخذني الغفوة
يمسحن أصابعهن الرحيمة في روحي
فيطلع ريش خفيف يحملني
وينساب بي ذئب أكثر رهافةً من الشبح .
يسهرن في تدوين أخباري بقية الليل
فيما يذرعن الغابة في جنونٍ مشغوفٍ بما يفعل .
شعور طائشة ،
صدور مغسولة بالريح
وجسد منسي يحلم بكوخٍ في مكان
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...