الديوان » العصر المملوكي » النبهاني العماني » أإن ترسمت أطلالا لموذية

عدد الابيات : 40

طباعة

أإنْ ترَّسمت أطلالاً لموذيةٍ

كأنها من زَبور الهندِ مرقومُ

أقوت ثلاثة أعوامِ وغيّرها

نكُبٌ لها بعراص الدار تدويمُ

أسبلتَ دمعك فوق النحر من كلفٍ

حتى غدا وهو مُرفضٌّ ومَسجومَ

نَعمْ رسومُ ديارٍ هيَّجت حَزناً

لنا وهل يبقَ بعد البينِ مكتومُ

وقفت أسألها عن آل موذيةٍ

وأين من عرصَات الدَّار تكليمُ

وهل يردُّ جوابي رسمُ مُرتَبعٍ

أخنى الزمانُ عليه فهو مطسومُ

ورُكَّدٌ مثل نقط الثاءِ جانحةٌ

على خصيف ثَوى سفعٌ يحاميمُ

وأشعثٌ مُسْلَهِم شجَّ هامتَه

ضربُ الوَلائدِ بالأفهارَ موشومُ

مازلت أثني يدي خوفاً على كبدي

ومحملي برشاش الدَّمع مَرهومُ

وأين موذيةٌ مما منيتُ به

من فرطِ حبٍ له في القلب تصريمُ

لم آلُ أسأل أصحابي بموذيةِ

وكلهم شَجِن الأنفاس مهيومُ

فقائلٌ ظعنت عن سفح معقلةٍ

وقائل لم ترم والشَّمل ملمومُ

غرَّاءُ فَرعاءُ ظَميا الخصر خَرعبة

للحلي منها فُوْيق الصّدر ترنيمُ

كالرَّيمِ جيْداً وكالذَّيَّال ناظرةٍ

ولا يشابهها ثورٌ ولا ريمُ

لم أنس لهوي بها والوصل متَّصل

وحبل عاذِلنا في اللهو مصرومُ

أيامَ موذيةٌ ما إنْ بها مَللٌ

والودُّ ما بيننا نصفان مقسومُ

أيام تُفرشني زنداً وتُلحفني

ردْفاً تَعاظمَ ثَقلاً فهو مركومُ

ونحن في روضةٍ غناءَ قد كسيتْ

ثوبَ البَهاء وحفّتها البراعيمُ

مني عليها مَدى الأيامِ تسليمُ

وإن تضاعف فيها البخلَ واللومُ

تفترُّ عن ذي غروبٍ ناصعٍ يققٍ

كأنه لؤلؤٌ في السّلك منظومُ

لها جبين كبدر السعد تمَّ له

تسع وخمس وليل الفرعِ ديمومُ

وحاجب مثل قوس التُّرك باطنه

سهم يشقُّ قلوبَ الأسدِ مسمومُ

وأسحم فاحم مُسحنكك كشِف

جثل طويل أثيثُ النَبت يَحمومُ

قوامُها أهيف لَدن ومارنها

أشمُّ بالمسك مخضوب ومَرثومُ

وبلدةٍ كسَراة التَرس موحشةٍ

للجنّ فيها تُحيت الليلِ ترنيمُ

قطعتها موهنا فردا تمّعج بي

وجناءُ مائرةُ الضَّبعين عُلكومُ

مَهرية أجُدٌ غَلباءُ ناجية

عيرانة من بناتِ الفحلِ شُغمومُ

كأنها بعد خمس الركب إذ لغَبَت

مُسَحَّجٌ من حمير الزرق مكدومُ

طاوي المصير أقبٌ شيظمٌ عتدٌ

مصلصل بدحيس النحض مذمومُ

أو أخنس أسحم الرَّوقينِ ذو جُددٍ

مستوحش قد أتاهته الدَّياميمُ

عن ربربٍ بين وهبين ومعقلةٍ

ألهاه بقل وسعدان وتَنُّومُ

إني أنا التُّبَّعُ المسعودُ من يَمنٍ

وبي لعمركَ دُرُّ المُلكِ منظومُ

أنا الهزبرُ الذي ذَلَّ الهزبر له

قسراً وطأطأت الصيدُ المقَاديمُ

أنا المُكنىَّ ونار الحرب مُضرمةٌ

وللصَّوارمِ في الهاماتِ تصميمُ

والتاجُ والتختُ والعلياء تعرفني

والسُّمر والبيض والجُرد اللَّهاميمُ

إن تدعُني في ِمراسٍ تدعُ قَسْورَةً

له مراسٌ لدى الجمعين معلومُ

نحن الملوكُ وأبناءُ الملوكِ ومَن

سادوا ومن لهمُ في الأمر تقديمُ

نحن التبابعة الغُرُّ الأولى بَذخوا

ومُهدّت بمغازيَها الأقاليمُ

لنا الفَخار جميعاً والأولى ولنا

من المهيمن في القرآن تعظيمُ

لنا تخرُّ ملوكُ الأرضِ ساجدةً

ومَعطس الخصم مجدوعٌ ومرغومُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن النبهاني العماني

avatar

النبهاني العماني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Omani-Nabhani@

76

قصيدة

18

متابعين

سليمان بن سليمان النبهاني. ملك شاعر، من بني نبهان (ملوك عُمان)، خرج على الإمام أبي الحسن بن عبد السلام النزوي. واستولى على عُمان (بعد ذهاب دولة آبائه النبهانيين) وحكمها مدة ...

المزيد عن النبهاني العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة