الديوان » العصر المملوكي » النبهاني العماني » وقفت على ربع لراية ناقتي

عدد الابيات : 55

طباعة

وَقفتُ على رَبْعٍ لِرايةَ ناقتي

أريقُ سَما جفني به وأسائُلهْ

وكيفَ يُرد الرَّجعَ ربعٌ مخلَّدٌ

بحيثُ الغضا أقوَت سنيناً منازلهْ

عفا غير سُفع كالحمائم جُثَّمٍ

وأورَق باٍد في الخصاصات جائُلهْ

ونؤيٍ كجذم الحوض أثلمَ خاشعٍ

وأشعثً فردٍ شجَّ بالفهر عاطُلهْ

بِه كلُّ شحَّاجٍ إلى كلَّ سمْحجٍ

تُعالجُه أنَّى أنبرى وتمِاطلهْ

وسيدٍ وسمعٍ والخُفار وفُرعلٍ

وأرقط إن صال استكانت فراعلهْ

فسل الهوى واستحَمل الهمَّ بازلا

رعتهُ الفيافي فاسلهمَّتْ كواِهلهْ

كأني شددتُ الرَّحل في متن ناشط

قذيف يوارى النحض والنَّيُّ شاملهْ

شَبوبٍ أجمَّ الرَّوق قهدِ محدَّدٍ

سبحّلٍ أضاعتهُ أصيلاً حلائلهْ

فأمسى وَحيداً مُفرداً من نعاجِه

يقابلُ أهوالَ السُّرى وتُقابلُهْ

يَسحُّ انسلالَ السمع في ظل أغضفِ

يُطحطح فيه غَيمُة وغياِطلهْ

يُريع كناساً ساتراً يتقي بِهِ

سَما ُمسبكرٍ بلَّ متنيه وابلهْ

فَبَلَ بأرطاةٍ على غب بأسهِ

بمعتلج قدْ لبَّدته هَواطلهْ

فهدَّ انْصياعاً نابتاً في نِصابها

بروقيه والدَّيجورُ سفُعٌ ذلاذلهْ

إذا قال يا قد صارَ كنَّا ترادفتْ

عليه اقاصِي الخيل وانقاض هائلهْ

وبات يُقاسي لَيلةً نَابغيةً

سميراهُ فيها رَوْعُهُ وأفاكلهْ

فما افترَّ ثغرُ الفجرِ حتى انبرى لهُ

أخو أكلبٍ لُدٍ عَنيدٍ يخاتلهْ

نحيفُ الشَّوى بالي السَّرابيل مرملٌ

قليلُ التَّصابي ساهمُ الوجه قاحله

يطوفُ بغُضفٍ كالحاتٍ شوازب

مسوجرةٍ شعثٍ ضوارِ تشاكلهْ

مُهرَّتةٍ مثل السَّراحينِ وقحٍ

تُجاذبها أمْراسُه وسَلالهْ

فحلَّل من أسيارِهنّ مُؤلياً

عَليه يَقيناً أنهُنَّ قَواِتلهْ

فأوحى وأوحت خلفهُ مشْمَعلَّةٌ

تصارمهُ طوراً وطوراً تواصلهْ

فُمذْ أدركتْهُ وهو يكسو وجوهها

براقعَ نقعٍ مستطيلٍ قساطلهْ

تخيَّلَ واستحيا من الفرّ وانَثنى

كما مرَّ سهم رابطُ الجأش باسلهْ

يُسّفدُها دعساً بإبرة روْقهِ

كماشكَّ في سَفودِ شَرْبِ خرادلهْ

وَبادَر أشقاها بِطعنةِ ثَاِئْر

فضرَّجَ بالمكنون دفيهِ فاعلهْ

ووافاه ثانٍ فأتَّقاهُ بِروقهِ

فخرَّ وقَد مجَّتْ بجيعاً مفاصلهْ

وعاجلهُ إذ ذاكَ ضروّ فَساطَهُ

وقدْ يهلك المرءَ المواشك عاجلهْ

وَناط اعتماداً رَابعاً حين ناشَهُ

على لهذميّ عامل الرُّمح عاملهْ

ففرَّت شلالاً تنهبُ الجريُ شُرَّداً

كما فرَّ من ظلِمانِ ذي قارَ جافلهْ

فَنحنحَها لمَّا ابذعَّرت بصلقهٍ

وقد حَملت بأسا يديه أياطلهْ

فعادت فعادَ الأخنسُ الفردُ عامرٌ

يُجدَّلُ من أذمارها ما يعاجلهْ

فَلما رأى الكلاَّبُ أن لا سلامةٌ

لأكلبهِ والثَّورَ قد جدَّ هازلهْ

دَعاهنَّ فانصبتْ عليه لواقحاً

ثمانيةٌ مُستوْقَصاتٍ تُقابلهْ

فوَلى انبتاتَ الدَّلوانِ خانَ ماتحاً

لَها كَربٌ لم يأله الفتل فاتلهْ

أذلكَ أم شَخْتُ الشّوامتِ مفحمٌ

هبلٌّ أثيثُ الزفِّ شمٌّ كواهلهْ

لدى فروةٍ خمسٍ من الزنج حَفَّهُ

طماطمُ من أشباههِ ما تزايلهْ

رَعى الآء والتنوُّم حتى كأنهُ

بعلياءَ بيتٍ شيدَ للبدو مائلهْ

يزجيَّهِ للأدْحيّ ليلٌ وحاصبٌ

وذو برد مغلنفط الودق هاطلهْ

تُغاليهِ في الأيغالِ سقْفاءُ صعلةٌ

جَراوّيةٌّ تترى لها فتُعاجلهْ

عِراصٌ لبيض بينَ قيضٍ لدمنهٍ

تقيّض عن مثلِ العراجين كاملهْ

جزعتُ بِه أميالَ كلِّ مفازةٍ

لامرٍ على رغم الملوك أحاولهْ

وعانية صهباء نازعتُ كأسها

أغرّ كريم الخلّ حلواً شمائلهْ

وبيضاءَ كالبيضَاءِ بِكراً طَرقُتها

وأترابها والليلُ خُضرٌ كلا لهْ

فقالتْ أبيت اللَّعن أنكَ فَاضحي

بِزَوركَ لي والحيُّ لم يغفُ غافلهْ

فقبّلتُ فَاهَا هاصراً بقرونها

ومدمعُها يسقي المورد هاطلهْ

حذاراً واشفاقاً وقالتْ بِزفرةٍ

على وجلٍ والدمعُ يستنُّ هاملهْ

تجنبتنا خَمْساً فَقُلْنا لَعلهُ

صحا قَلبُه عنا واَقصرَ باطلهْ

فقلتُ مَعاذَ الله أنساكِ والهَوى

يقود الفتى طوعاً إليكِ سلالهْ

فلما انثنى الديجوُر اعقْبَتُ رَاجعاً

ارايثُ سَعيي تَارةً وأعاجلهْ

فيا رُبَّ جيشٍ كالُّلهام صدمتُه

بعزمي فَقامت بالبكاءِ ثواكلهْ

ويا رُبَّ خصمٍ قد أبرت وخائفٍ

أجرتُ فعزَّتْ بعد ذلٍ قبائلهْ

ومدفع قومٍ نُشتُه من فمِّ الرَّدَى

بفضلي ففَاضتْ بعد غورٍ جداولهْ

فآض قوياً آكلاً بيَ دهْرَه

ولولايَ أمسى دهرُه وهو آكلهْ

ومُللكٍ يغيظ الحاسدين اْحتَويتُه

بأبيضَ لَم تحصل عليّ حَمائلهْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن النبهاني العماني

avatar

النبهاني العماني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Omani-Nabhani@

76

قصيدة

18

متابعين

سليمان بن سليمان النبهاني. ملك شاعر، من بني نبهان (ملوك عُمان)، خرج على الإمام أبي الحسن بن عبد السلام النزوي. واستولى على عُمان (بعد ذهاب دولة آبائه النبهانيين) وحكمها مدة ...

المزيد عن النبهاني العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة