الديوان » العصر المملوكي » النبهاني العماني » لراية أطلال كرقم الأعاجم

عدد الابيات : 66

طباعة

لرايةَ أطْلالٌ كَرقْمِ الأعاجمِ

بانْقآءِ قّوٍ أو متونِ الأراقم

فَغُولٍ فأيامٍ فنَفْيٍ فألعَسٍ

فأدْعاصِ ثافٍ فالاطيط فجاسمِ

فمعقلةٍ بالرُّزق فالحبلِ ذي الغضا

فنعفى أريكٍ فالرُّبى فالصرائمِ

ومنها بأكناف الدَّخول معالمٌ

كأشلاء وشمٍ مرجَعٍ في معاصمِ

ومنها ببطحاءِ السمائل منزلٌ

يحدِّثنا عن عهده المتقادمِ

توهَمتُه إذ ذاكَ ثم عرَفُتُه

بمسْتوقدٍ بالٍ وسُفعٍ جواثمِ

وأورقَ ذي حَوْلٍ ونُؤيٍ مثلَّم

وأشعث فرد شجِّ بالفهرِ جاثم

وآريِّ أفْراسٍ ومَبرَك هجمة

وملعب أبكارٍ حسانٍ نواعمِ

أماليدَ غيدٍ بهْكناتٍ برارهِ

بعيدات مِهْوى كلَّ قرطٍ كرائمِ

فأصبحَ قد أبلى الجديدُ جديدهُ

وأقفر من أربابه والقَماقمِ

عفته الرياحُ الهوجُ والبينُ والبلى

وكل أجشّ يُهرق المآء ساجمِ

وقفتُ به أبْكي أسىً وصبابةً

وقوفَ كئيب شاعف القلب هائمِ

فعنفَّني إِذ ذاك خِلّي وصاحبي

على هرق دمعي بين تلك المعالم

وقال اتَّق الرَّحمن واستشعر التُّقى

وصبراً فإن الصبر أسنى المقاسمِ

أتبكّي على عهدٍ تقادمَ عهدُه

وأنت ربيط الجأِش ماضي العزائم

فقلت ونار الشوق تأتَجُّ في الحشا

وعيناي كَالسُّحب الهوامي السواجمِ

ألائمُ لو كابدت بعض صبَابتي

إذاً عُجتَ عن لومي ولمت لوائمي

أعاذِلُ دَعني والكآبةَ والأسى

فما حازمٌ عند الغرام بحازم

أعاذِلُ أبكاني لرايةَ منزلٌ

تأبَّدَ عصراً بالَّلوى فالصَّرائمِ

عهدتُ به عيشاً رغيداً ولذَّةً

بمهضومة الكشحين ريَّا المآكمِ

خَدلجَّةٍ بيضآءَ لمياء غادةٍ

نقية مجرى الطوق فعما المعاصمِ

كأنَّ على فيها إذا الليل غوّرت

كواكبه والصبح بادى الملاطمِ

مُعَتقةً من خمرِ بابلَ خالطتْ

مُصرد ماء من زلالِ الغمائمِ

ولَيلةَ زُّموا للفراقِ أيانِقاً

يُطّيرْنَ بالأخفافِ مِرْوَ المخارمِ

بكيتُ بكا الخنساءِ جُدِّل صخرها

بمخلوجةٍ في المأقِطِ المتلاحم

وديمومةٍ مقَّاء دَوّ قطعتُها

وهلباجةٍ فوق الحشية جاثم

بحرفٍ دفِاق عَيسَجور عَرندسٍ

عثوثجةٍ من سرّعيسٍ أياهمِ

أمونٍ ذقونٍ بحسرَة مشمَخِرَّة

نجيبِة إِبل يَعمَلات رواسمِ

كأني على من حقب بينَ عماية

وبين النعاف الشمِّ بين المخارم

خِدَبّ الشوى جأب رُباع مكدَّم

أقبّ طواه أتن كوادمِ

يقلَّب بالخبتينِ قودا بحائضاً

سماحيج قبَّا مشرفات المآكمِ

أذلك أم صَعلٌ هبَلٌ هبلَّعٌ

مصعلك أعلى الرأس شخت القوائمِ

رعى الآء والتَّنومَ حتى كأنه

إذا ما انبرى بيتٌ مكين الدعائمِ

تُشايعهُ رُبدٌ أرفَّتِ عراصُهُ

إلي رَألاتٍ بين قيضٍ جوائمِ

إذا أرقدت رَقدَ الظّليم مسائحاً

وإن زفّ زفت فعِل رَاعٍ ملائمِ

أسلي بها عني الهمومَ إذا عرَت

ورُبَّ امرئٍ لا يُطرد الهمَّ جاثمِ

أنا الملك القرم الذي تعرفونَه

إذا ثار نقع الفَيلق المتراكمِ

أنا البطلُ الكرَّار في حومة الوغى

إذا خاف روعاتِ الرَّدى كلُّ قادمِ

أنا التبَّعُ المسعود والسيّدُ الذي

يذلُّ ضياغيم الأسود الضياغمِ

نهضت بعبء الملك إذا أنا ناشئٌ

وِشدت بيوتَ المجد فوق النعائمِ

إذا نامَ أملاكٌ عن العزّ والعُلى

طفقت بجفن ساهرٍ غيرِ نائمِ

وإني وإن كنت ابن سلطان يعرب

ودعّيسها في المأقِطِ المتلاحمِ

فما ألبستني يعربٌ ثوْب مفخرٍ

أبى ذاك لي ربُّ العلا ومكارمي

ولكنني أشفي صداها وأبتني

علاها وأغشى من سناها بصارمي

وفخر ملوك الأزد بي لا بهم غدا

فخارى وإن كانوا كرام الأكارم

بهرت أولي البأس المحامين نجدةً

وأخجلت في جودى ثقالَ الغمائم

فما عامرٌ إنْ صُلتُ يوماً بعامرٍ

ولا حاتمٌ إمَّا بذلتُ بحاتم

أجود بما أحرزْت كي أحرز الثنا

ولم يُثنني في الجود لومةُ لائمِ

فكم قُدت من طِرفٍ جوادٍ لشاعر

وكم فدت من جيش أزبَّ لغاشمِ

تُريقُ الدِّما من قَبلِ سيفي مهابتي

ويسبق سيفي الموت نحو الغلاصم

أمَرُّ من الموتِ الزُّؤامِ توعُّدي

وأنفذُ من شهب النجوم عزائمي

وأحلى من الشهد المصفَّى خلائقي

فسل تُنْبَ إما كنتَ لست بعالم

وقد أدهمُ الأعداء قسراً بصيلمٍ

يمشَي الجياد الجردَ فوق الجماجم

على متن محبوك السَّراة مَجنَّبٍ

طويل عمادِ الصدر أسوق ساهمِ

سليم الشظا عاري النّسا مُتمطّر

أقب رحيب الصدر عالي القوائمِ

وفي راحتي القرن الخشيبُ الذي به

أجُرُّ وأردى كلَّ أبلج ظالمِ

سل الصيدَ من أملاك غسانَ كلها

ومن ساد منها في بلاد الأعاجم

أهَل لهم معشارٌ جودى ونائلي

وهل أحرزوا ما نلته من مكارمِ

أنا سيد الأزد الذي خضعت لهُ

رقابٌ صعابٌ من ملوك أعاجم

أجلُّ أخي تختٍ وأشرفُ مالكٍ

وأكرمُ ذي جودٍ واعدل حاكمِ

هل الناسُ إلا نحنُ أبناءَ يعربٍ

فسل تَعلمن عن فعلنا في الأقالمِ

وسائلْ بنا حيَّي مَعَدٍ ومازن

وسائل بنا فخذيْ نميرٍ ودارم

لنحن أحق الناس بالحمد والثنا

وأولاهمُ بالملك ضربة لازم

ونحن الأسودُ الغُلبُ والناس غيرنا

ضِباعُ انُحكى اضبعٌ بضراغمِ

ونحن البزاةُ الشهبُ والناس كلهم

حمامٌ فيا ذلاً لها من حمائمِ

لنا الملكُ والتيجانُ والتختُ والعلى

على كيد ذي خترٍ ورغمُ مراغمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


ثقالَ الغمائم

أي : السحابَ الممتلئ بالمطرِ؛ فيقول أن جُودِي وكرمي أخجل هذا السحابَ الممتلئ بالخير.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو مُحمّد بن حَمَدِ بن محمّدٍ الكِنَانِيّ


القرم

والقَرْمُ مِنَ الرِّجَالِ: السَّيِّدُ الْمُعَظَّمُ (لسان العرب)

تم اضافة هذه المساهمة من العضو مُحمّد بن حَمَدِ بن محمّدٍ الكِنَانِيّ


معلومات عن النبهاني العماني

avatar

النبهاني العماني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Omani-Nabhani@

76

قصيدة

18

متابعين

سليمان بن سليمان النبهاني. ملك شاعر، من بني نبهان (ملوك عُمان)، خرج على الإمام أبي الحسن بن عبد السلام النزوي. واستولى على عُمان (بعد ذهاب دولة آبائه النبهانيين) وحكمها مدة ...

المزيد عن النبهاني العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة