الديوان » اليمن » إبراهيم الحضرمي » لما دعتني للعلا هماتي

عدد الابيات : 56

طباعة

لما دعتني للعلا هماتي

لبيتها مستلئماً لا ماتي

مسترسلاً في القول لا أخشى الردى

أدعو إِلى الاسلام والطاعات

من بعد ما أحكمت ما أحكمته

من حكمة في محكم الآيات

لكن دعاء كان في قرن نشا

في أقبح الأزمان والأوقات

كم صحت من صوت ولما يسمعوا

هيها لحي صاح في الأموات

لا نعمت عين ترى دين الهدى

مستهضماً تروي من النومات

قد أصبح الاسلام مدحوراً وهم

في غفلة ساهون في اللذات

ألهتم الدنيا فلم يحزنهم

ما قد جرى في الدين من عورات

صارت بيوت اللّه من بعد الهدى

والذكر للصهباء والقينات

والحج أضحي طامساً ميقاته

بعد ازدحام الناس بالميقات

ثم الذي للحق أضحى فأضحا

سبي العذارى الخرد الغضات

كم طفلة حسنا غذتها نعمة

في أشرف الآباء والأمات

لا تعرف السرا من الضرا ولا

ما تحدث الأيام من عاهات

ترخي على الخدين لاستحيائها

ستراً من الخالات والعمات

أمست ودمع العين منها مسبل

تمشي حذا الركبان في المومات

روعانة استارها مهتوكة

بعد الحيا والحجب في الخانات

هذا الذي لو صحت من أسبابه

يال النساء أقبلن في صرات

كانت بنو قحطان لا تغضي على

ضيم ولا تكبو على الغارات

فاستخلفت من بعدهم خلفاً رضوا

من دهرهم بالرغم والزلات

لم تبق إِلا أمة مغبونة

تسعى لكسب الشاء والحبات

لا يقدح التأنيب فيهم لا ولا

هم ينقذون العيب والقالات

أن يمدحوا اعتلوا وإن هم يذمموا ان

سلوا وذا من أكبر الآفات

من منهمُ طالبت نصراً قال لي

كم لي وكم لابني وكم لامراتي

حتى إِذا ما قلت أبشر بالعطا

وانهض وشمر قال قبلا هات

لم يدر أن الناس لما ينقموا

من سيرتي شيئاً سوى اخباتي

كم من حليف قد حوى مأموله

نحوي وولى ناقضاً بيعاتي

للّه من قوم دناة ما لمن

قاساهم جزؤ من الراحات

لا زلت أدعوهم وهم من ذلهم

يستصعبون السهل من حاجاتي

حتى أبحت الكل منهم صاغراً

من حد ردمان إلى بيعات

مدحي لهم قد كان جهلاً أنني

من مدحهم قد بحت بالتوبات

قد تعلم الأيام أني لم أزل

جلداً على ما نلت من كابات

يا دهر ما أبقيت سهماً لم تصب

قلبي به من أسهم الروعات

أنت الذي عاديت كل مهذب

وصفوت للسفهاء والآفات

فاحكم بصدق هل تراخت همتي

عند البلا أو كعت عن حملاتي

أو هل بدت مني شكايا أو درى

ذو فطنة في الناس ما غاياتي

أم أنت يا دهر المنايا شاهد

أن اقتحام الهول من عاداتي

كم مرصد وعر مخوف صممت

نفسي به لم تخش هماتي

لكنني أدّيت صبراً لم يقل

عن شدة هشَّت لها عزماتي

إني لأهل البر والتقوى شفا

لكن سمام للغوي العاتي

من ذا الذي في الناس يدعى عاتياً

لم ترتعد لحياه من هيباتي

فليزدد الحساد غيظاً أنني

ما حالة لم تخش من حالاتي

أسعى لوجه اللّه لا أسعى كمن

يسعى لكسب خشية الفاقات

أرغمت في شرخ الصبا نفسي له

ارغام عبد مخلص النيات

يا أيها النفس التي قد أخلصت

للّه ترجو الفوز بالجنات

لا ترفعي طرفاً إِلى دار الفنا

فالموت آت والقضايا تات

واستعملي التشمير في كسب العلا

إن الثوى في الخدر للغادات

من لم يشمر طرتي أذياله

للّه لم يسبق إلى الخيرات

من لم يفارق لذة الدنيا فما

من لذة يرجو من القينات

والجنة الزهراء دار خلتها

ما لم تحط وصفاً بها أبياتي

عين بها تهتزُّ في مشياتها

مثل الغصون البرّع الذروات

ما أحسن العينا إِذا ما أشرقت

من رفرف خضر على الروضات

ما أحسنا لعينا إِذا العينا مشت

في زمرة الولدان والجارات

تلك الشفا إِن عانقت أو لائمت

أو ناطقت عن أحسن الأصوات

تلك التي شوقي إليها تارة

يخبو ويصبو تارة تارات

أرجو لقاها بعد أن ألقى النبي

خير البرايا سيد السادات

صلى عليه اللّه ربي ما جرى

تقديره للرزق والأقوات

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الحضرمي

avatar

إبراهيم الحضرمي حساب موثق

اليمن

poet-Ibrahim-Al-Hadrami@

63

قصيدة

314

متابعين

إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي. من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل. ...

المزيد عن إبراهيم الحضرمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة