الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » وجه العزم بجد والجما

عدد الابيات : 52

طباعة

وَجّهِ العَزمَ بِجدٍّ وَاِلجُما

مِن جِيادِ العَزمِ أَسنى فَرسِ

ثُمَّ سِرْ نَحوَ دِمشقٍ وَاِغنما

فُرصَةَ السَّيرِ بِوقتِ الغلسِ

بَلدَةٌ فَيحاء جَلَّت عَن مِثالْ

قَد حَوَت لُطفَ هَواءٍ وَمَعينْ

رَوضة غَنّاء تُكسى بِالجَمالْ

فَتَبدَّت قُرَّة لِلناظِرين

جَنّة مِنها لِسانُ الحالِ قالْ

اِدخُلوها بِسلامٍ آمِنين

وَجهُها بِالحُسنِ حقّاً وُسِما

وَبِثوبِ الأنسِ دامَت تكتسي

ثَغرُها بِالبشرِ حُسناً بسما

لاِبتِهاجِ الرّوحِ ثمّ الأَنفسِ

قَد بَناها اللَّه داراً لِلسُّرورْ

فَاِزدَهَت تَسمو عَلى كلِّ البِلادْ

وَجَرت أَنهارُها تَحتَ القُصور

وَتَبَدَّت تَزدَري ذات العِمادْ

وَنُجوم الفَضلِ فيها وَالبدور

وَشُموس العِلمِ تَبدو بِالرّشادْ

وَلأَهلِ الفَضلِ بُرج وَسَما

لا تُضاهيها سَماء الخنَّسِ

يا رَعى اللَّه حِماها مِن حِمى

وَسَقاها بِالمُلثّ الأَقدسِ

فَإِلَيها اِدخل بِحُسنِ الأدَبِ

وَابْدُ لِلتّوفيدِ أَجلى مظهرِ

زُرْ بِها كلَّ رَسولٍ وَنَبي

مِثلَ يَحيى الماجِدِ الفَخمِ السري

وَوَلِيٍّ سيّما اِبن العَربي

سَيّدي القطب وَشَيخي الأكبرِ

عارِف الدّهرِ الّذي قَد كرُما

وَالإِمام الحاتِمي الأَندَلُسي

مَنْ لَهُ اللَّه تَعالى أَكرَما

بِعلومٍ لَم تُنل بِالهَوَسِ

ذاكَ مُحيي الدّين شَمسُ العارفينْ

وارِث المُختارِ طهَ المُصطفى

عَلمُ الأَفرادِ فَرد العالَمينْ

بِالصّفا صُوفيَ حتّى أَنْ صَفا

قُطب غَوثٍ في الوَرى وَالعالَمِين

وَبِهِ في الدّهرِ حقّاً وُصِفا

بَحرُ عِرفانٍ أَرانا حِكَما

هِيَ كالدّرِّ الثّمينِ الأَنفسِ

كَم لَنا مِنها عُقوداً نظما

نالَها مِن حَضراتِ القدسِ

كَالفُتوحاتِ الّتي قَد شهرَت

وَكَذا صاح فُصوص الحِكمِ

وَعَنِ العِلم اللّدنُّي ظَهَرَت

بِتَجلّي اللَّه ربّي الحَكمِ

وَمِن الفَيضِ الإِلهي صَدَرت

مِن هِباتِ اللَّه مُولِي النِّعمِ

يا لَها مِن كتب قَد أحكما

إِذ بِناها بالبديعِ الكيِّسِ

تِلكَ تَأليفُ إِمامٍ قُدِّما

طيّب النّفْسِ وَعالي النفسِ

كَم بِها لِلسرِّ صاحي مِن كُنوزْ

لِذَوي الأَوهامِ لَيسَت تُفتحُ

كَم لِعلمِ الكَشفِ فيها مِن رُموزْ

لأُولي العِرفانِ قَد تَتّضِحُ

لَم تَكُن إِلّا لأهليها تَجوزْ

لَم يَكُن فيها سِواهُم يُفلِحُ

مَن يَرُمْ إِدراكها أَن يَعلَما

وَهوَ ذو الجَهلِ غَدا بِالأهوسِ

لَم يَنَلها وَسِوى وادي العمى

لَم يَجُزْ في دَهرِهِ لَم يَجُسِ

زُرْهُ يا سَعد الّذي قَد زارَهُ

وَلَدى ساحَتِهِ حَطَّ الرّحالْ

وَتَأَدّب كَي تَرى أَنوارَهُ

مِن سَماءِ الفَيضِ تَبدو بِالجَمالْ

وَاِقتَبِس مِن نورِهِ أَسرارهُ

وَاِطلبِ الإِمدادَ مِنهُ بِالكَمالْ

وَاِرْجُهُ مِنهُ لَدى ذاكَ الحِمى

وَبِهِ لِلفَيضِ مِنه اِلتمسِ

صاحِ وَاِستَبشر بِأَن تَحظى بِما

رُمتَهُ مِنهُ ولا تَستَيئسِ

فَهوَ كَرْم حَاتمي الكرَمِ

وَهوَ أَنسى مَنْ أَبوهُ زائِدهْ

ديمَة المَعروفِ أَسخى الدّيمِ

شَأنُهُ أَنْ لم يُخيب قاصِده

بَحرُ عِرفانٍ مفيض الحِكَم

مَن أَتاهُ نالَ مِنهُ الفائِدَه

مَن أَتى ساحِلَهُ خدنَ ظَما

عادَ بِالريِّ الهنيِّ السلسِ

مالِئاً بُردَيهِ مِنهُ نِعما

بِالّذي في فِكرِهِ لم يَهْجُسِ

سَيّدي شَيخي مَلاذي عُمدَتي

أَيّها الأُستاذُ أَنتَ المَلجأ

قَد دَهَتني الآنَ أَدهى شدّة

لَكَ مِنها إِذ دَهَتني أَلجأُ

فَلَكَم لي أَوجَبَت مِن كربَة

خيلُها لي قَد تَبَدّت تَطأُ

فَأَغِثني اليومَ ممّا دَهما

أَنا مِنهُ آيل للفَطَسِ

لَم يَخِب مَنْ سيّدي فيكَ اِحتَمى

وَبِدِرعِ الأَمنِ أَضحى يَكتَسي

وَعَليك اللَّه مِن رضوانِهِ

صَبَّ غَيثاً دائماً ينسجمُ

وَلَهُ والَت يَدا إِحسانِهِ

وَتَوالى عَنكَ لا يَنفَصِمُ

مُدَّة الدّهرِ مَدى أَزمانِهِ

ما مِنَ السّحبِ تَفيض الديمُ

ما اِبنُ فَتحِ اللَّهِ نَظماً ختما

بِالّذي فيهِ سُرور الأَنفس

ما بَدا البَرقُ وَما شَمسُ السّما

قَد رَعَت منها عُيون النّرجِس

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة