الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » دام سهد الصب والدمع يسح

عدد الابيات : 57

طباعة

دامَ سُهدُ الصّبِّ وَالدّمعُ يسحُّ

وَأَلحَّ الشوقُ والشوقُ مُلِحُّ

أَسهرُ اللّيلَ وَأَرعى نَجمَهُ

كلَّما بي مرَّ جنح جاءَ جنحُ

لا أَذوقُ النّومَ ذابَت مُهجتي

مِن ضَنى السُّهدِ وَمسَّ العينَ قرحُ

هل تَذوقُ العينُ يا وَيحي الكَرى

وَبِجَفنَيها لَهُ قَد كانَ ذبحُ

مَرضَ الجسمُ وَطالَت عِلّتي

ما بِقَلبي لِدواء كانَ نُجحُ

قَد خَسِرتُ الرّوحَ مُذ ذُقتُ الهَوى

تاجِراً في العِشقِ قَد أَعياه كَدحُ

إِن خَسرتُ الرّوحَ وَجدي في الهَوى

هُوَ رِبح لَم يَكُن يَحكيهِ رِبحُ

فَتَحَ العِشقُ لِقَلبي بابَهُ

ما لِذا البابِ لِغَيري كانَ فَتحُ

قَد شَرِبتُ الخَمرَ مِن كوبِ الهَوى

وَبِها لِلكوبِ فيضٌ ثمَّ رَشحُ

خَمرَةُ العِشقِ بِها الصبّ صَحا

لِلهَوى ما لِسواهُ كانَ يَصحو

أَنا كالوُرْقِ كِلانا نائِحٌ

يَملأُ الكَونَ نُواحاً حَيثُ يَنحو

إِنّ نَوحي هُوَ نَوحٌ وبكا

لَيسَ بِالصّدحِ وَنوحُ الوُرقِ صَدحُ

يا لقَومي ضاعَ عَقلي بِالهَوى

فَجُنوني فيهِ نَبعٌ لا يَشحُّ

مَنْ مُعيني بِالّذي ينمي الهَوى

فيَّ تِهياماً بِهِ الوجدُ يلحُّ

إِنّ مَتنَ الصبّ أَوهاهُ الهَوى

وَلِصَدري بِالهَوى ما زالَ شَرحُ

لَم يَكُن عَيشي سِوى عَيشِ الهَوى

يا عَذولي كَم لِهَذا العَيشِ مِلحُ

يا عَذولي لا تَلُمني في الهَوى

إِنّ لَومي في الهَوى وَاللَّه قُبحُ

عاذِلي إِنْ لُمتَني لَم أَفُتهم

أَيُّ فَهمٍ لِمُعنّىً لَيسَ يَصحو

أَترى في اللَّومِ نُصحاً في الهوى

عَنهُ فَاِرجِع لَم يَكُن في اللَّوم نُصحُ

من عَذيري في هَوى شَمسِ الضّحى

حُسنهُ كَم قَد مَحا حُسناً وَيَمحو

بَدرُ تِمٍّ كلّ شَمس كاسِف

هَل يُضاهى وَهوَ لا تَحكيهِ ضِحُّ

جَوهَرِيُّ الثَّغرِ خَمريُّ اللّمى

وَهوَ عَذبٌ وَبِهِ لِلمِسكِ نَفحُ

لَحظُهُ الهِندي قَلبي جارِحٌ

مِنهُ قَلبي في حِسابي لا يَصِحُّ

قَسَمَ القَلبَ وَأَفنى جَمعَهُ

حَيثُ مِنهُ نالَه ضَربٌ وَطَرحُ

طَرفُه عَضبٌ وَفي أَجفانِهِ

لِيَ نَبل وَلِطَعني القدُّ رمحُ

لَم يَدَع في الجِسمِ منِّي وَالحَشا

مَوضِعاً إِلّا وَفيهِ منهُ جرحُ

أَخجَلَ الأَغصانَ مَيلاً قَدُّهُ

بِالتَّثنّي إِذ تَثنّى مِنهُ كَشحُ

وَدَّ قَتلي وَوِصالي قَد أَبى

يا فُؤادي لِرِضا ما ودّ فَاِنحُ

يا سَقاكَ العِزّ يا بُرجَ العُلى

غَيث مَجدٍ فَوقَك الدّهرَ يَسِحُّ

لا تَزالُ الدّهرَ يا بُرجَ العُلى

لِلمِعالي فيكَ شَمسٌ ثمَّ صبحُ

في دِيارِ العزِّ عِكّار الّتي

في ذُراها لِهزارِ السّعدِ صَدحُ

حَلَّ هَذا البرجَ مِن أَوجِ السّهى

بَدرٌ جاهٍ نورهُ حلم وَصفحُ

شَمسُ مَجدٍ بيتها مِن شَرَفٍ

سَقفُهُ السّؤدد وَالعَلياءُ سَطحُ

سَيّدٌ أَفخمُ شَهمٌ ماجِدٌ

في ذُرى المجدِ لهُ قَد شِيد صَرحُ

وَعَليُّ اِسمٌ أَبوهُ أَسعَدٌ

مُرعب الأُسدِ وَلَو لَم يَكُن كَفحُ

آصِف الهِمّةِ مَعن في السّخا

سَمح كَفٍّ لَم يَكُن يَحكيهِ سَمحُ

يَستَقِلُّ البحر لَو جادَ بِهِ

وَلَديهِ بَذلُ مثل البحرِ شُحُّ

فارِسُ الغَبراءِ يبدي عَجباً

أَي مَيدان بِهِ لِلخَيلِ ضبحُ

هازِمُ الفُرسانِ يَكسو رَعشة

لَهُمُ فيها بِطولِ الدّهرِ فضحُ

أَسدُ الغابِ وَضِرغام الوَغى

لَم يَكُن في حَربِهِ لِلأسدِ رِبحُ

بَل لَهُم مِن خَوفِهم قَصدٌ بِأَن

دامَ مِنهُ لَهمُ سِلمٌ وَصلحُ

كَيفَ يَخشى الأسدَ لَو قَد زَأَرت

وَلَديهِ فَزئيرُ الأُسْدِ نبحُ

سَيفُهُ الهِنديّ حَيثُ اِستَلَّهُ

فيهِ لِلسُّوق وَالأَعناقِ مَسحُ

رُمحُهُ لَو هَزَّهُ ذابَت بِهِ

سُمُرُ القَومِ فَلا يَسلَمُ رمحُ

مِن دِماءِ الأسدِ رَوَّى سَيفَهُ

حَيثُ مِنهُ نالَها سفكٌ وَسَفحُ

مِن قُلوبِ الأسدِ غَذّى رُمحَهُ

حَيثُ مِنهُ نالَها طَعنٌ وَجرحُ

الأَميرُ الصّدرُ رَأسُ الأُمرا

غَير هَذا فَهوَ وَهْمٌ لا يَصِحُّ

صائِبُ الرّأيِ سَديدٌ ما يرى

لا يُرى فيما يراهُ الدّهرَ قَدحُ

إِن يَقُلْ شَيئاً يُصبْ في قَولِهِ

فَلِهذا قَوله القَولُ الأَصَحُّ

أَيّها التاجُ لِأَبناءِ العُلى

مَن بهِ الدّهرَ سَما حَمدٌ وَمدحُ

مَن عَلى رايَتهِ حيثُ سَرَت

دائِماً نَصرٌ مِنَ اللَّهِ وَفتحُ

هاكَ بِكراً بِنت فِكرٍ غادَةً

حُسنُها حسنَ بَناتِ النّظمِ يَمحو

فَاِحبُها مِنكَ قَبولاً وَرِضاً

فَهوَ مَنح مثلهُ لَم يَكُ منحُ

وَمِنَ الفَضلِ فَصُنها الدّهرَ أنْ

يَتَلقّاها إِذا وافَتكَ طرحُ

وَاِسلَمِ الدّهرَ بِراضي عيشَةٍ

ما بَدا بَدرٌ وَما قَد لاحَ صُبحُ

ما تَغَنَّت في الرُّبى الورقاءُ ما

طابَ مِنها وَهيَ فَوقَ الغصنِ صدحُ

ما مِنَ العِشقِ غَراماً وَجَوى

دامَ سُهدُ الصبِّ وَالدَّمعُ يَسِحُّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة