الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » كرامة النفس كفتني عن البخل

عدد الابيات : 127

طباعة

كَرامَةُ النّفسِ كَفَّتني عَنِ البخلِ

وَجُرأَةُ القلبِ حادَت بي عن الفشَلِ

وَقُوَّةُ العَقلِ تَهديني إِلى رشَدٍ

وَجودَةُ الرّأي تَنهاني عَنِ الخلَلِ

وَعِزّةُ النّفسِ تَأبى لِي مَذَلَّتها

وَرِفعَةُ القَدرِ تَسمو بي عَلى زحَلِ

وَحلَّةُ العِزِّ يَعلوني تَجمّلها

وَزينَةُ المَجدِ حلَّتني مِنَ العَطلِ

وَحليةُ العلمِ زانَتني بِجَوهَرهِ

فَما التزيّنُ في حَليٍ وفي حللِ

جاهي بِلا مَنصِبٍ جاهي يُصاحِبهُ

وَالشّمسُ لا برجُ عين الشّمسِ في الحَملِ

بَلى حينَ عَزليَ قَد يقوى ولا عَجبٌ

ما الشّمسُ رَأدُ الضّحى كَالشّمسِ في الطَّفلِ

فيمَ الإِقامَةُ بِالإِفتاءِ يَحبِسني

بِغَيرِ نَفعٍ وَلا عِلمٍ وَلا عمَلِ

لا سِفرَ أَنظُرهُ لا دَرسَ أَقرؤُهُ

لا شَيخَ أَسمَعُهُ لا بَحثَ يذكرُ لي

أَجلْ تباحِثُني الجهّالُ طالِبَةً

ما عَنهُ قَد نَفَرت نَفسي ولم تَمِلِ

لَم يَسأَلونِيَ إِلّا عَن وَقائِعِهم

كَالبيعِ وَالرّهنِ وَالتّطليقِ والحِيَلِ

أَصبَحتُ في ذاكَ صِفرَ الكفِّ خالِيَها

أُقلّب الكفَّ كَالثّكلى لَدى الثكلِ

فيهِ اِبتُليتُ بِكرهٍ مَع كراهِيةٍ

وَمَن يَكُن مُكرَهاً لم يُدْعَ بالبطلِ

فَلا نَصيرَ إِلَيهِ أَشتَكي نَصَبي

وَلا مُعينَ على التّخفيفِ لِلثقلِ

سَئِمتُ حتّى حَياتي فيه من ضجَرٍ

وَكِدتُ أَخرجُ عَن روحي مِنَ المَللِ

لَو كُنتُ أَضرِبُ في قَفرٍ لَما سَئِمَت

روحي وَلَو هِمتُ في سَهلٍ وفي جبلِ

وَالسَّعْدُ في الشّمس لِلتسيارِ حَلَّ بها

وَالنَّحسُ حَلَّ لِبطءِ السّيرِ في زُحَلِ

طالَ اِحتِمالِيَ ما أَلقاهُ مِن مِحَنٍ

وَطالَ أَسري بِهِ يا ضَيعَةَ الأَجلِ

أَمّلتُ مِنهُ خَلاصي ظَنُّ ذي وَهَمٍ

نَفح التمنّي فَضاعَ العمرُ في الأملِ

ما رُمتُ فيهِ سِوى نَشرِ الفَضائِلِ في

أَخذٍ ودرسٍ عَلى مكثٍ ومرتَحَلِ

ما رُمتُ بَسطَةَ كَفٍّ أَستَعينُ بِها

عَلى قَضاءِ حُقوقٍ لِلعلى قِبَلي

إِذِ العُلى مِن حُقوقي لا حُقوقَ لها

عَليَّ ذات حُلولٍ لا وَلا أَجَلِ

لَكِنَّما فيهِ آمالي قَدِ اِنعَكَسَت

وَالدَّهرُ يَعكِسُ آمالَ الفَتى الرّجلِ

مِن خَوفِيَ العكسَ لا أَرجوهُ يُقنِعُني

مِنَ الغَنيمَةِ بَعدَ الكدِّ بِالقَفلِ

وَذي ذَكاءٍ صَحيحِ الذّهنِ رائقِهِ

مُسدَّدِ الرّأيِ في سلمٍ وَفي جدَلِ

صَعبِ الجِدالِ وَسَهلِ السّلم قَد خَلَطت

بِصحَّةِ القَولِ مِنهُ قلَّةُ الخطَلِ

مَنَعت سكرَ الهَوى يَلهو بِمُقلَتِهِ

وَاللّيلُ أَجرى سُلافَ النّومِ في المقَلِ

وَالسُّهدُ كحلٌ وَاِسفِنط الكرى كَحَل

والكُحلُ يَغلِبُ أَحياناً على الكَحَلِ

وَالصّحب في الرّأيِ إِذ دارَت سُلافتُهُ

رَأيتهُم بَينَ ذي صَحوٍ وَذي ثمَلِ

فَقُلتُ دَبِّر خَلاصي يا خدينَ حِجى

فَأَنتَ تَنصُر في الجُلّى وَفي الجَللِ

فَراحَ عَنّي وَقد أَبدى مُقاطَعَتي

وَلَم يُبالِ بِخذلانٍ وَمختزلِ

وَنامَ عَنّي وَطرفُ النّجمِ ساهَرَني

وَزالَ عَنّي وزَنجُ اللّيلِ لَم يزُلِ

فَمَن يُعينُ عَلى أَمرٍ قَصدت لَهُ

حَتّى أُشاوِرَه خَوفاً مِنَ الزّللِ

لا عَونَ أَبغيهِ في غيّي بِفاتِنَتِي

وَلَست بِالغيّ منهيّاً عَنِ الفشلِ

بَل قَد أَرومُ طروقَ الحَيِّ زائِرها

أَزورها أَيَّما وَقتٍ عَلى مهَلِ

لا أَختَشي القتلَ مِن بيضٍ وَمِن أسَلٍ

وَمِن سِهامِ رُماةٍ مِن بني ثُعَلِ

فَالقَتلُ حَتمٌ عَلى العشّاقِ مكتتَبٌ

وَقَد يَكونُ بِغَيرِ السّيفِ وَالأَسلِ

فَسِرْ بِنا وَظَلامُ اللّيلِ مُعتَكِر

وعُجْ بنا الليلَ عن سهلٍ إِلى جَبلِ

فَنفحةُ الطيبِ مِن مِسكٍ وحسنهمُ

كَنَفخةِ الناي تَهدينا إِلى الحللِ

وَالحي عَنهُ العِدا وَالأُسدُ هارِبَةٌ

حَيثُ البُيوتُ مِنَ العَسّالَةِ الذبلِ

وَاِقصِد بِنا فِتيةً في الحيّ قَد سُقِيَت

ماءَ المَحاسِنِ مِن غنجٍ وَمِن كحَلِ

وَمِن جَمالٍ يَفوقُ الشَّمسَ لَو طَلَعَت

وَمِن بَهاءٍ يُسامي البدرَ وهو علي

وَمِن عُيونٍ خَطَفنَ العقلَ في دعَجٍ

وَاللّبَّ في حَورٍ وَالطَرفَ في ثَجلِ

وَالقَومُ أُسدُ الوغي أدناهُمُ كَرماً

مَن كانَ يَسمَحُ بِالدّنيا وَلَم يَسَلِ

وَزاد طيب أَحاديث الكِرامِ بِها

ما بِالكَرائِمِ مِن جبْنٍ وَمِن بَخَلِ

تَدومُ نارُ الجَوى مِنهُنَّ في خَلَدٍ

ثَوراً كَنارِ القِرى مِنهُم عَلى القللِ

يَصرَعنَ آسادَ غابٍ لا حياةَ لهم

كَصَرعِهِم لِكِرامِ الخَيلِ وَالإبلِ

يَحيا قَتيلُ المَواضي في مَنازِلِهم

بِمَصّةٍ مِن كُؤوسِ الخمرِ وَالعَسلِ

عَسايَ أَحظى بِتِلكَ الخَمرِ مُرتَشِفاً

تَعودُ روحي بِها وَالبرء في عِللي

فَإِنّ روحي بِذاكَ الحيِّ قَد سَكَنَت

وَطارَ قَلبي لَهُ مِن جَنبِ مُنتَحِلِ

وَلَم تَكُ الطّعنَةُ النّجلاءُ تَمنَعُني

عَنهُ وَلا رَشق نبلِ الأَعيُنِ النّجُلِ

لا أَكرَهُ المَوتَ حتّى ذاكَ يَمنَعُني

وَكَيفَ أَرهَبُ لَمحَ البيض في الكللِ

وَهَل تركت لِغُزلانٍ تُحادِثُني

وَقَد عَلَتني لُيوثُ الغِيلِ بِالغيلِ

كَسبُ المَعالي بِحبِّ المَوتِ مُرتَبِطٌ

ما بِالسّلامَةِ مَجدٌ نِيلَ وَالكسلِ

فَاِخرُج مَتى تَرتَضي حبَّ السّلامة مِن

تَحتَ السّماءِ إِلى ما شِئتَ وَاِرتَحلِ

وَإِن رَضيتَ قَليلَ العَيشِ مُقتَنِعاً

قُمْ وَاِتّخذْ نَفَقاً في الأَرضِ وَاِعتَزِلِ

رِضا الجَبانِ بِحبِّ الجبنِ أَرذلَهُ

وَالمَجدُ بَينَ ظُهورِ الخَيلِ وَالأسلِ

وَفي القَواضبِ وَالتّسهيدِ من أدبٍ

وَمِن علومٍ تصونُ المرءَ عَن زَلَلِ

وَكَثرَةُ العَيشِ في كَدحٍ وفي نصَبٍ

مكثاً وَفَوقَ مُتونِ الأيْنُق الذُّللِ

فَاِضرِب بِها في صدورِ البيدِ عادِيَةً

وَاِفخَر عَلى الخَيلِ في مُنقادَةِ الجَدلِ

وَالمَجدُ أَخبَرَني أَهلوهُ عَن ثِقةٍ

بِأَنّهم إِنّما نالوهُ بالنُّقَلِ

لَو كانَ في رِفعَةِ المَأوى حُصولُ عُلىً

للشّمس كبد السّما دامَت ولم تَزُلِ

وَالسّيفُ يَأكُلُهُ في غِمدِهِ صَدأٌ

والسَّحبُ يَجلو وَلَو لِلضّربِ في الفللِ

وَالماءُ يَحسنُ في مَجراهُ مُنتَقِلاً

وَلَيسَ يَأسَنُ إِلّا غيرُ منتقلِ

وَاللَّه قَلّب أَهلَ الكَهفِ إِذ رَقَدوا

لَولاهُ كانوا فَنوْا بِالتّربِ وَالبللِ

لا أَطلبُ الحظَّ إنَّ الحظَّ ذو صَممٍ

أَعمىً عَنِ الفضلِ بِالأَرذالِ ذو شغلِ

وَالحَظُّ لِلجهلِ خِدْنٌ لا يُفارِقُهُ

وَالفَضلُ للحظِّ ضدٌّ في العُقولِ جلي

أُطبِّبُ النّفسَ بِالآمالِ تَأملها

ما أَزهَقَ النَّفسَ لَولا الطبّ بِالأَملِ

ما في الشَّبابِ رَضيتُ العَيشَ ذا سعةٍ

فَكَيفَ بِالضّنْكِ حالَ الشّيب وَالعللِ

تَصونُني النّفسُ مِن عالي فَخامَتِها

عَن قَصدِ مُرتَفِعٍ قَدراً ومبتذلِ

وَعادَةُ الأُسْدِ لا تَرضى وَلَو هَلَكَت

فَريسَةَ الغَيرِ مِن عالٍ وَمرتذلِ

ما كُنتُ أَعلَمُ أَنّ المجدَ دَولَتُهُ

تَنفَكّ عَن ماجِدٍ أَعلى ذُرى الدّوَلِ

حَتّى بَدَت دَولةُ الأَشرافِ زائلةً

وَقَد بَدَت دَولَةُ الأَوباشِ وَالسّفلِ

ها قَد سُبِقت بِقَومٍ كُنت لَو رَملوا

لَم يَلحَقوني وَإِن أَزحَف عَلى مهَلِ

هَذا مَآلُ اِمرِئٍ أَمثالُه اِنقَرضوا

فَرامَ طولَ البقا في العزِّ والخوَلِ

وَالدونُ إِن يَعلُني لَم يَعلُني شَرَفا

وَالشّمسُ وَالبدرُ مُنحَطّان عن زُحَلِ

فَاِصبِرْ عَلى الدَّهرِ وَاِستَقبِلْ حَوادِثه

فَإِنّما الصّبرُ شَأنُ الفارِسِ البطلِ

أَسنى صَديقك شَخصٌ لَستَ تَعرفُهُ

وَمَن عَرَفت فَصاحِبْه عَلى دخلِ

وَكُن ذَكيّاً بِسوءِ الظنِّ مُحترساً

إِن كُنتَ ذا العَقلِ لا تَأمَن إِلى رَجُلِ

ذَمّوا الوَفاءَ وَصارَ الغدرُ مَحمَدَةً

وَالكذبُ فَخراً وَصارَ الصّدقُ كَالزّللِ

لا عارَ يَمنَعُهُم لا سَيفَ يُرجِعُهم

فَلَيسَ يَنفع سَبقُ السّيف للعذَلِ

لَو واعَدوا أَخلَفوا لَو حَدَّثوا كَذبوا

إِذ أَوجَبوا الخلفَ بَينَ القَولِ وَالعَمَلِ

يا ذائقاً ضنْكَ عيشٍ كان ذا سعةٍ

تَجدُّ في عَودِهِ كَالأَزمنِ الأُوَلِ

ماذا تُؤَمّلُ شربَ البحرِ مِن طَمعٍ

وَأَنتَ يُغنيكَ عنهَ مصّةُ الوَشلِ

كَنزُ القَناعَةِ كَنزٌ لا نَفادَ لهُ

وَراحَةُ المَرء تَقفو زُهدَه وتَلي

تَرجو الخُلودَ بِدارٍ كَالخيالِ وَهَل

دامَ الخَيالُ إِذا ما طافَ بِالمُقلِ

ويا شهيداً أمور الدهر منتبهاً

كن حلسَ بيتك جمّ الصمت واعتزِل

وَالعِلمُ يَرعاكَ إِن راعَيته فطناً

وَمَن رَعاهُ فَلا يُرعى مع الهمَلِ

وَمِلْ وَإِن تَعتَزِلْ لِلنّاسِ وَاِنحُ إِلى

خِدنِ المُروءَةِ مَرفوعِ المَقامِ عَلي

عَينِ الكِرامِ وَمجدِ الأَكرمين أباً

عِزِّ الأَكابِرِ زينِ الدّينِ وَالدّولِ

شَمسُ المَعالي بِأوجِ السّعد مَطلعُها

في دارَةِ الشّرفِ الأَعلى مِنَ الحملِ

لَيثُ الوَغى الأسَدُ الرّئبالُ مُنتضياً

قَواضِبَ البيضِ قَد فُلَّت مِن القللِ

تُثني الرّماحُ عليهِ وَهيَ قائِلةٌ

هَذا الَّذي لِمِثالي خير مُعتقلِ

يُضيفُني بِقُلوبِ الأسدِ ضارِيَةً

وَمِن دِماها سَقاني أَطيبَ النَّهَلِ

بَحرُ النّدى جُود مَعْنٍ عندَ راحتِهِ

ما كانَ إِلّا كَمِثلِ الرّشحِ وَالبللِ

عَفُّ الإِزارِ نَظيفُ الثّغرِ باسِمهُ

حُلوُ الحَديثِ حَميدُ القَولِ وَالعَملِ

جَميلُ ذاتٍ فَما أَسنى شَمائِلَهُ

بالِغْ وَحَدِّثْ بِما يَبدو ولا تسَلِ

فَتِلكَ في الغايَةِ القُصوى وَذروَتِها

مِنَ المَحاسِنِ في التّفصيلِ وَالجُملِ

حميدُ صيتٍ وأوصافٍ قَدِ اِمتَلأت

بِحَمدِها الأرضُ مِن سَهلٍ وَمِن جَبَلِ

مِن شاهِدٍ شامَها فيهِ وَمُستَمعٍ

عَن ناقِلٍ ثِقَةٍ بِالصّدقِ مُشتَمِلِ

عَزيزُ جارٍ ذَليلُ الضدِّ مضعَفه

مُشتّت البالِ مِن خَوفٍ وَمِن وَجَلِ

بَدرُ الكَمالِ كَمالُ البدرِ لا عَجَبٌ

أَن يَكمُلَ البدر في أَضرابِ ذا الرّجلِ

يا فَخرَ عكّارَ فَلتَنشُر مَفاخِرَها

وَتُكثر الفخرَ في ذا الدَّهرِ ولْتُطِلِ

تِلكَ الثريّا وَهَذا البدرُ حَلَّ بِها

حُلولَ عِزٍّ بِسعدٍ غير مُنفَصِلِ

تيهي عَلى مِصرَ وَالدّنيا مُحمّلةٌ

بِحُلّةِ التيهِ تَبدو أَفخَر الحُلَلِ

فَإِن ما نلتِ مِن عِزٍّ وَمِن شَرفٍ

فَما رَوَيناهُ في مِثْلٍ ولا مثَلِ

طوبى لَها جنّة أَدنى مِحاسِنها

أُنسُ المَعاهِدِ بِالأَفراحِ والجذلِ

يا أَيّها السّيِّدُ السّامي بِسُؤددهِ

في جَبهَةِ المَجدِ هامَ البدرِ والحملِ

إِلَيكَ بِكراً أَبيت اللّعن غانيةً

هَيفاءَ تَهتَزُّ مِثل الأَسمَرِ الخطِلِ

جاءَتكَ جارِيةً تَمشي عَلى مَهَلٍ

كَمُقْدِمٍ مُحجِمٍ أَو خائِفٍ وَجِلِ

تَدفّقت ماءَ لُطفٍ مِن جَوانِبها

فَكانَ في الفَهمِ فَوقَ الشَّهدِ وَالعسَلِ

يَموجُ جَوهرُ مَعناها بِرَونَقِهِ

كَجَوهَرِ السّيفِ لَو يَبدو بِمُنصَقلِ

كادَت تَسيلُ جَمالاً مِن بَلاغَتِها

لَولا البَلاغَةُ مِنها الحسنُ لَم يَسِلِ

نَظمتُها مِن لَآلي الفِكرِ مُنتَخِباً

مِنه اليَتيم مُحالُ المِثلِ وَالبَدلِ

زَيَّنْتُها الدّهرَ مِن فرقٍ إِلى قدمٍ

بِدُرِّ مَدحِكَ إِذ أَضحى أَجلَّ حُلي

وَمَدحُ مِثلِكَ ما دُرٌّ يُعادِلُهُ

إِذ غَيرُهُ لا يَزينُ البكرَ من عطَلِ

وَمَن شَذى مِسكه أَضحَت مُعَطَّرةً

فَعِطرُها عَطَّرَ التّشبيبَ كَالغَزَلِ

تُريدُ قُبلَةَ كَفٍّ منكَ تَمهرها

فَإِنّ فَخرَ الجَواري المُهر بالقُبَلِ

أَقبِلْ عَلَيها وَجُدْ وَاِرفَع مَنازِلَها

فَإِنَّ ذا عندَها مِن أَكرَمِ النُّزُلِ

وَاِغضُضْ أَخا العَفوِ طرفَ النّقضِ مُعتَرِضا

مَن ذا الّذي صِينَ مِن عَيبٍ وَمِن خَلَلِ

لَكِنْ مَحاسِنُها تَمحو مَثالبَها

وَالعَيبُ فيها أَخا الإِدراكِ لم يحلِ

وَاِسلَم وَدُمْ بِالهَنا في الدَّهرِ مُنشَرِحاً

في رَغْدِ عَيشٍ بِصَفوِ البالِ مُتّصلِ

بِراحَةِ القَلبِ وَالأَفكارِ مِن تَعَبٍ

في عِزِّ جاهٍ بِنَيلِ القَصدِ مُكتَمِلِ

ما راحَ لَيلٌ وَما جاءَ النّهارُ وَما

قَد بانَ نَجمٌ لِنَجمٍ في الشّروق يلي

ما صاحَ ديكٌ وَما وُرْقٌ لَقَد صَدَحت

وما حَدا الحادِ حادي النوقِ وَالإِبلِ

وَالحَمدُ للَّهِ مَولانا وَخالِقنا

ثُمَّ الصّلاة تُوافي أَشرَفَ الرّسُلِ

وَقَد جَعلت خِتامَ النّظمِ حَمدَلةً

لَعَلَّ ربّي بِحُسنِ الختمِ يَختِمُ لي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة