الديوان » سوريا » شبلي الأطرش » أنا الفايدة مني صلاتي على النبي

عدد الابيات : 125

طباعة

أَنا الفايدة مني صَلاتي عَلى النَبي

نَبياً هدى للخير أَهل العَزايم

نَبياً أَنار الراشدين بِفَضله

من لعلفه قَد خصهم بِالكرايم

بالعدة الأَطهار جملة جَميعهم

تَرى اللي حظي فيهم حَظي بِالغَنايم

غَنى ضعيف الحال مِن عظم ما جَرى

وَنيران قَلبي زايدات الضَرايم

عَلى اللي جَرى ياما جَرى في بلادنا

شيء جَرى حير قُلوب العَوالم

كانَت شَرارة نار تطفأ من النَدى

وَما عاد يطفيها وَلا سيل عايم

أَول فتوح الثغل جازَت فهيدة

وَجرى عقبها عركات يابو الهمايم

قام الحريري جرد الترك والحذر

وَجميل باشا قايد الجيش حازم

ينوا عَلى خربة طعارا خيامهم

في يُوم أَسود مثل لَيل الظَلاليم

أَجوهم بنو مَعروف من كل جانب

مثل الاسوده طالبين الغَنايم

جَرى يُوم قراصه الَّذي تخبرونه

ياما فقدنا كُل قرم مخاصم

من عقبها صارَت غرامة وَاصلحوا

والنار تضرم عندَ هب النَسايم

من بَعد تسع شهور عدة كَوامل

جَرى بالكرك إِن كُنت داري وَفاهم

عَلى شان قرعوني خربنا بيوتهم

قالوا سداد الدين يا ناس لازم

مية وزود اللي قطعنا لروسهم

نَهينا بقرهم والعفش وَالبهايم

كانَت سَبب إِلى جَيش جرار زروعها

وَشعل خشبها وَالركن والدَعايم

وَاسس عمار المزرعة في بلادنا

صارَت جرب في جلر بريان سالم

عملوا درارق قشلة عسكرية

حَتّى يَخافوا لابسين العَمايم

توهيم حَتّى يحجبوا الدم بَيننا

تَرى إبليس يحرك الشر دايم

وَبعدين ابن عزام جرد بَيارق

عَلى بصر قبل الظهر وَالرمي قايم

صارَت سَبب تعمير قلعة كبيرة

بلكي يشموا العطب أَهل الفَهايم

وَكثير خسرنا الحكومة وَسامحت

حَتّى تكف الشر بَين العَوالم

من بَعدها شدوا بَيارق وَجردوا

عَلى المسمية حَتّى يَجوزوا الغَنايم

ساووا عداوة بساير الناس وَالعَرب

عَلى ذمتي هَالشغل ما كان لازم

فرحت بَني عثمان شرابة الخَمر

قالوا السلوط لَنا قَرايب لَزايم

حَتّى قَضوا من أَرض الشَريعة مَرادهم

بِقلعة رَفيعة وَبرجها فَوق قايم

من قبلها في براق ابنوا عَميرة

حَتّى الدروز يحققوا الأمر لازم

وَلا كان مِنا شخص يقبل نَصيحة

اللَه عمانا كل العَوالم

من بعدها صارَت عَداوة ببعضنا

مثل الوحوش وَشرنا دُوم دايم

وَلا طايفة إِلا كلت لَحم وَاكتشفت

مِن طايفة وَالشَر قطاب قايم

بقينا عَلى هذا المعدل جَميعنا

ما أَحد منا خالي البال تايم

إِلى أَن ظهر نُور الشَريعة الجديدة

يَلعن مُؤسس غرزها وَالدَعايم

العامية اللي عموا تابعينها

صارَت خَراب بلادنا وَالرَدايم

صاروا مثل يوطة قويسم بدوره

وَيحالفوا أَهل الحظوظ العَدايم

يا هول عيني يُوم تنظر جموعهم

خيل وَكُدش والأكثرية بَهايم

يَتفننوا بفنون عزك فراقهم

كَلام خايس من وجوه ذَماميم

من غير طوشات البثينة وَلاهثة

جَرى يَوم بعراجي بقا الدَم عايم

يُوم السويده كان يُوم عرمرم

من الصح إِلى حد اختلاط الظَلايم

وَفزعت بني عمعوم من كل ديرة

مثل الوحوش وَطالبين الرَمايم

وَقر القَرار أَنا ندشر بلادنا

رحلنا خلينا جَميع اللوازم

لما غمر كل القَرايا فَسادهم

قالوا تَرى ما عاد لينا مُقاوم

ظَهر عقبها عسكر عا أَرض السويده

ممدوح باشا قايد الجيش حاكم

وَقال المَشايخ يا ربع رجعوهم

حقن الدما عَلى ذمة الكُل لازم

ردوا الجَواب الكُل بَعد المشاورة

ما عاد النا شخص مِنهم يلايم

يُوم الخَميس الصبح جر العراضي

إِلى شَرقي وَلغا جودل الجَيش زاحم

يُوم ان وطي إِلى وعرة الشقروية

قالوا الدروز اليُوم خبط العَمايم

وَتواصلوا الجَمعين في حومة الوَغى

صارَت ضيبي وَاختلطها كَتايم

بزر الفرنجي كَالبَرد من مزونها

وَدَوي المَدافع كَالرُعود الرَوازم

من غير طولة شرح راحَت كَسيرة

كم خفرة تَبكي دُموعاً سَواجم

وَتَرابعت من بَعد هذا وَكنكنت

وَكل من لبد عَلى قشتو صار نايم

قلنا خلصنا نَحمد اللَه خالقي

عيشة هَنية وَالسَعد دُوم دايم

ما طولت صاروا يساووا حُزوبه

وَيَفيقوا من كان هاجع وَنايم

وَيتفننوا بفنون يخرب بُيوتهم

وَيتطلبوا طَلبات نجسي ذَمايم

ول طَلب قالوا رباع المَشايخ

وَالشيخ كُلو اليُوم ما عاد لازم

لا يش كثر شيوخ نحنا كفاية

وَنسدر العايل بضرب الصَوارم

وَثاني طَلب قالوا القصر هاي حقنا

وَشيوخنا صاروا بحال العَدايم

ثالث طلب قالوا المَطاميع كُلَها

وَالشيخ هذا كان جبار ظالم

وَجَرى الهرش وَالحرش يا ناس بَينَهُم

في كُل جهة الشَر قطاب قايم

سنو سنن عفني قَبيحة خَبيثة

وَمَشوا عَلى دَرب البطل وَالظَلايم

مِنهُم يقول فُلان هذا دَخيلي

وَقع واِحتَمى بِالدار عِندَ الحَرايم

وَمِنهُم يَقول فلان هذا قَصيري

هذا دَخل ما ضن عَنهُ مهازم

وَعَلى المَطامع كبروا أَبواب دورهم

وَغَدا الحصيني موضع الذئب قايم

تَركوا الفِلاحة وَاشتروا خيل للغزو

لا يش حرث الأَرض ما بو غَنايم

صار عَلى الجيرة يَغاروا وَيَكسبوا

لِأَجل تايزكوا الحَرام بِمآثم

وَاهل القَرايا استحلوا أَموالَها

قالون هَذي كُلَها فَرض لازم

نحنا معانى في أَوامد مسجلة

فيها ابن عُثمان ماضي وَخاتم

وَعطل الأَمر وَالنَهي في أَمر ديننا

شُيوخ الطَريقة حَرَموا بِالحَرايم

إِنَّهُم ما يَتعاطوا أَوامر بلادنا

ما زالَ أَمر الدين مالوا دَعايم

فَلنت وَلا لَها وَرَبث يضبها

وَكدش الجَلب لَما تَقف للسَوايم

وَضاع الجَبل عَن دُون كُل الطَوايف

صُرنا معاره يا وُجوه اللزايم

قال المثل من دُور حَوا وَآرم

فَتمعقلوا يا هل العُقول الفَهايم

إذ راد رَب العَرش يَهفي قَبيلة

مَشَت عَلى دُروب البطل الظَلايم

أَما الَّذي غَطى السَوالف جَميعها

البيك الجَديد اللي دَعانا هَشايم

قام الفَتى زاعور عقب المحالفة

ربط دَرب شقره باختلاط الظَلايم

وَفي قفل لِأَهل كحيل عالدَرب مارق

تعارضوه أَهل الوُجوه الذَمايم

قَتلت فرس زاعور عِندَ المَعرَكة

وَزاعور قوص شَخص مِنهُم عَفارم

لاجل السَبب في قفل لأهل صَلخَد

طَحان عَلى حَسب السَوادي القدايم

وَقفلا إِلى نَجران طحان أَيضاً

رَجعوا قفولتنا سَرايع هَزايم

أَتى قفل صَلخَد عَلى كَحيل بدربه

أَثرات أَهل كَحيل الهَم غَرايم

بِالحال أَهل كَحيل ساووا شماطه

وَاثنين خلوهم بحال العَدايم

وَصل قفل نَجران إِلى عند داعل

هُناك اشتغل ضَرب القَنا وَالصَوارم

فَزعت أَهل صَلخَد عَلى كحيل بالعَجَل

مِن غير ذَبح الزُلم راحَت عَدايم

قاموا أَهل نَجران فَزعوا وَفَزعوا

مِن حَد وَلغا إِلى بيار الحَمايم

قر الجَميع اللَه يخيب شويرهم

كَبسوا الحراك وَطالع النَحس حا

فَقَدنا شَباب بيومها عَنترية

تَشيعوا فيهم ضباع الهَدايم

حَرَقوا الحراك وَهَدموا لجدارها

بقا دخنا صاعد إِلى الجَو قايم

وَحَرَقوا قَرايا غَيرَها في جِوارها

تثلم عَلى أَهل الحُظوظ العَدايم

نَزلت حَريم أَهل العَبيطة وَشَكبت

بِالشام شَقوا جُيوبهم للثايم

وَتَشاوروا أَهل المَجالس جَميعهم

وَتَآمروا عَلَينا جَميع العَوالم

وَقر القَرار بزعمهم قَرض جنسنا

وَنَشَروا إِمارات الحَرب وَالعَلايم

صالَت بَني عُثمان وَالشام وَالعرب

سركس وَكردوغج جتنا تصادم

جَروا عراضي تدهك الرَمل وَالحَصى

مثل الجَراد اللي عَلى الزَرع سَوايم

وَخيم عَلى شمسكين ستين لَيلة

وَاتى لقراصا وَابني الخَوايم

أَول هِلال الشَهر صارَت مُناوَشة

وَجَرى الحَرب بِاللَيل عُقب الظَلايم

ثاني هِلال الشَهر عركة مهولة

حَرَقوا القَرايا وَهَدموها هَدايم

ثالث هلال الشَهر شالوا مشرق

كَالجيج لا جانا من الشَرق صايم

وَنَزل عا أَرض المزرعة في بلادنا

وَقَد علقت نار البلا وَالسَمايم

جَرى يُوم بالأَيام ما صار مثله

وَلا ولفوا عَنهُ الجُدود القَدايم

مِن الصُبح حَتّى غابَت الشَمس بِالسَما

وَالليل كُله الحَرب عَالساق قايم

ياما فَقدنا كُل قرم صَميدع

ناحَت عَلَيهِ البيض زُرق الوَشايم

يا حيف عَلى أَهل الصَفا وَالمَكارم

يَغدوا فراط الحرص مِن غير لازم

مِن المزرعة خيم بِأَرض السويده

وَرحرح مثل غيم حدته النَسايم

وَطاع الجبل مِن بَعد ما كان عاصي

شال الحمول وفوق مِنها الظَلايم

أَول طَلَب قالوا علف لِلمَواشي

شَعير وَتبن شندي مَع الصُبح لازم

هاتوا حطب هاتوا فَحم لِلعَساكر

بُرغل وَآت وَياغ جامد وَعايم

ستين لَيلة وَالمَطالب قايمة

كُلونا مثل خطو السنين الهَشايم

ثاني طَلَب قالوا البَواريد حقنا

صُرنا بِلا شبهة مثال الحَرايم

داروا قَرايانا بِلا عوز كُلَها

وَربقوا كبار القُوم ربق الغَنايم

وَلما حقلنا في السويده جَميعنا

عَالشام كتونا حقارا ذَمايم

وَلما وَصَلنا الحبس بالذل وَالشَقا

بَقا الدَم مِن كُل المَحابيس عايم

وَما طولوا حَتّى لَفوا سرطوننا

وَشبانكم للعسكرية تَلايم

وَالبَعض في أَزمير وَمِنهُم برودس

لَما شتتونا في بُحور الظَلايم

مِن بضعدها صارَت عَلى الناس ثقله

طَلَبوا مَوال مِن السنين القَدايم

عدوا الحَلال وَطوبوا الأَرض كُلَها

وَصُرنا مثل أَهل الفَجر لِلظَلايم

صار الحَواله يَسحَب الجيد مننا

وَيقشطونا مثل قَشط السَوايم

يَقلوا اللحم بِالسَمن وَالجاج مثله

مِن غير هَذا فحشهم بِالكَلايم

سركس وَكرد وترك علبة محوجة

لا ما دَعوا حُوران لِلحَشر نايم

يا رَب إِن كان الهُدى في صحايفك

يا بار يا حاكم عَلى كُل حاكم

بحرمة نبي شَرف الأَرض وَالسَما

وَالأَربَع الأَقطاب أَهل العَزايم

وَبرجال الحَسَكة الثَلاثة سيادنا

بِالعدة الأَطهار أَهل الكَرايم

بجاه الدعاة الراشدين جَميعهم

بِجاه الشَفيع اللي بحطين نايم

تدمر دِيار اللي سَعوا في خَرابنا

وَتلحق عَلى عجيانهم وَالحَرايم

يا عالماً بالغيب تسمع شكيتي

لِأَنك بنجوة نية العَبد عالم

وَتفكنا من ديرة الترك وَالخَزر

أِهل الجحود الملحدين الذَمايم

وَاختم كَلامي بالصفي وَصحبه

يَشفع لَنا من حرها وَالسَمايم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شبلي الأطرش

avatar

شبلي الأطرش حساب موثق

سوريا

poet-Shibli-al-Atrash@

59

قصيدة

166

متابعين

شبلي بك الأطرش الكبير. شاعر زجلي مشهور، كان زعيماً للجبل، وقد أبعد إلى الأناضول. له ديوان شعر جله في الشروقي والزجل والحماسة والفخر والأدب.

المزيد عن شبلي الأطرش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة