الديوان » سوريا » شبلي الأطرش » بديت أنظم قصيدة من ضميري

عدد الابيات : 168

طباعة

بَديت أَنظم قَصيدة مِن ضَميري

عَلى صَرف الزَمان الحاق بيا

وَهاج القَلب مِن جُور اللَيالي

كان بضامري جَمر الغَضيا

يا عَيني عاد هللي دَم صافي

حمر مِن فُوق وَجناتي قنيا

يا قَلبي لا تَلوم العَين تَبكي

تَبرد مُهجتي الدَمع السَخيا

يَرد القَلب أَنا مالوم دَعها

أَنا وَالعين في البَلوى سَويا

حَواسي الخَمس جضوا مِن البَلاوي

كَأَني شارب الصَهبا عَشيا

وَعقلي طاش مِن جُور اللَيالي

جَميع عظام جسمي منشظيا

يخامرني دَليلي كُل ساعة

يَقلي كَيف تَرضى بِها الزَريا

يَقلي كَيفَ تَرضى بِها الإِهانة

فَما هِيَ عادتك هَذي السَجيا

عُقب ما كُنت سُلطان البَوادي

عُقب ما كُنت قَيدوم الرَعيا

أَشوفك في بِلاد التُرك وَحدك

هَبيلي وَجاي عالديري لَفيا

تَوقف بِالسواق بدون خادم

هَبيلي وَجاي عالديري لَفيا

أَنا شوري عَليك إِن طعت شوري

أَشرب يا مهذب سم حَيا

تَرى مَوت الفَتى أَبرَد غَبينه

وَأَخير كَثير مِن العَيشه الرَديا

أَنا إِن طاوعت شوري هيك رَأيي

كَفاها شحشطا بَين البَريا

سلمها عَساها ما تعاود

تَراها وَنَفس يُونس بِالسَويا

إِذا عاش الفَتى الفين عاماً

لا بُد الدود ما يَأكل مَعيا

قُلت لَهُ كثير مَليح شورك

وَلكن طالبك تمهل عَليا

أَخاف إِن مُت أَن يَموت ثاري

وَمالي مَن يُطالب جيدنيا

غَبيني أَن يَضل الدين باقي

على رِقاب الرِجال المستحيا

وَلَولا طمعتي سد الدَعاوي

لَكان المَوت ما يصعب عَليّ

حَياتي في ديار الترك مَوت

وَمَوتي في دِيار العز غَيا

رَجائي في ال العَرش عاجل

وَيَجمَع شَملنا رَب البَريه

عَلي يا بار لا تقطع رَجانا

بِجاه المُصطَفى الهادي صَفيا

بِجاه الأَربعة ويا الثلاثة

وَباقي العدة الجمله الرضيا

بِجاه التابعين واللي تلوهم

دعاة الكَون مِن دور العليا

بِجاه الراشدين من الخلايق

رضوا الجبار بنفوس أَبيه

تخلصنا من ديار الغرايب

وَتجمع شملنا جملة سويا

وَتجبر خاطر القَوم اليتامى

وَتسمح عن بلانا والخطية

عبيدك ما لهم ملجأ سواك

قَطايع في بلاد البربريا

ارحم يا اله العرش قَوماً

غَدوا بعيالهم راحوا هفيا

وَمِن غَير القَدر ما ضل حيله

تساعدنا عَلى هذي البليا

رَجانا في صفي اللَه دايم

الراعي جيد ما ينسى رعيه

وَلا بُد الحَزينة ما تزغرت

وَتفرح عقب ما هي مسنئيا

وَتلبس فَوق صدرا عقد جَوهر

تَراكي وَالخزاري مذهبيا

وَتلبس مسح ديباج مكمل

يَجي لَها مِن الخديوي هديا

وَتبرز مثل شمس الظهر ترفل

لَها وَجَنات حمر مورديا

نُهوداً مثل تفاح الجناين

وَصَدراً مثل ريضان القَنيا

وَعنقا مثل عنق الريم وَاحلا

وَريقا مثل قفران الخليا

وَخشما مثل ضبان المصقل

بياض جَبينها زبده طَريا

وَشعرا مثل لَون العَبد حالك

مجدع فَوقَها مثل الحَنيا

وَعينا مثل عين الريم جافل

حَواجبها أَساور ملتويا

وَدورة وَجهها يَدر المكمل

قَمر نيسان زاهي في ضويا

وَقاما مثل عود البان وَاحسن

إِذا هب الهَوا مالت سويا

عَروسة شعر من دور الصحابه

وَكُل الناس فيها معتنيا

وَفيها تغزلوا الشعار جمله

بِأَيام الكُفر وَالجاهلية

وَجتني مثل خشف الريم ترفل

بروايح مسك فاحت عنبريا

وَقالت لي حَرام تَشوف زولي

وَحَرام عليك خدي وَالمحيا

وَحرام تشوف تُفاح الجناين

وَحرام تضمني بنومه هنيه

مازال الثار ما تيسر سدادو

شوف بلادكم حارم علي

فقلت لها الا يا زهر قري

أَنا رجلك أَنا ذيب الشليا

وَإِن قدرنا اله العرش لازم

نُطالب بِالديون المهتفية

وناخذ بدل راس الرجل عشرة

وناخذ بدل راس الشيخ ميه

ونفعل مثل أَبو ليلى المهلهل

بعون اللَه خلاق البرية

أَنا حارم علي شوف زولك

مزال الدَهر منطينا قفيا

أَنا ماريد قبل استد شوفك

وَلو كُنتي مثل شمس المضيا

تعالوا نشوف حاجي ما علينا

تراجع قصتي من الاَوليا

ولدنا في بلاد العز جملة

وربينا عَلى الشهامة وَالحمية

لنا بيات صانوا العرض فيها

بفعايل حاتمية وَعنترية

وَقبل جدودنا مَضوا إهانة

بحروب اللجا وَيوم القريا

وَنحنا بعدهم شفنا عجايب

هوال تشيب الطفل الصبيا

وَقايع مثل قراصه وَسواها

وَحرايب مع عشاير مكتفيه

وَكُنا عال عَلى كُل الطَوايف

بَني مَعروف ما هيي غبية

إِلى أَنو إله العرش قدر

ظَهر ما بيننا فيئه رديه

وَصاروا يدجلوا بَين القَرايا

وَسموا حالهم بالعاميه

وَشدوا للفساد خيول ضمر

حَمير وَكدش ركبوها سويه

وَصاروا يَنهبوا هدا وَهَذا

حَتّى قوموا كُل البرية

مِن دَرعا لحد انخل ودوما

صاروا يَأخذوا منها الجزيه

عَداوي عالدناوي وَالوطاوي

يلموا جلود من شان الفريه

وَدقوا ختوم ما يحصى عددها

شلل حلوز مشكوكة سويه

وَعملوا المزر مكمن للفسادي

حتى شرهم عم البريه

وَطش الخضر وَالمهدي وَراحوا

وَلحقهم ابن ياسر مقتفيا

وكبوا شرهم عَالشيخ وحدو

وَقالوا الشيخ ما هوَ من السميا

وَصاروا يحقروا كُل الأَودام

وَحطوا بكل ضيعة جنكجيه

إِلى أَن الخَلق عافَت لحاها

وَصارَت تَطلب الدَولة العليه

وَقالوا اليقتلو السبع المجنزر

أَخير مِن اليموت بسم حيا

كَفاها بهدلي من هالمهامل

خلي الذيب يعدي بها لشليا

عفوها عساها ما تعاود

وَلو أَنَّها جناين مستويا

يَوم أَنو غضب رَب البَرايا

وَمد الناس عرم منتليا

قام الشيخ قفطان المسمى

عا دَرب الشام عمل محافظيا

أَخذ زاعور وَالجهال جملة

وَراحوا صَوب شقرا وَالقنيا

عَلى المقداد قال الدَرب ودي

أَتوّ بكم وَحلفكم سَويا

أَثاري الكَلب ما يطهر لَو أَنو

تَغسل في أَلف قنطار ميا

إِلى أَجل السَبب في قَفل مارق

لِأَهل كحيل عا دَرب الخفيه

تعارضهم زاعور المسمى

اجت زينب عَلى بالو الرديا

أَهل القفل حاموا عن نَفسهم

وَصارَت بَينَهُم عركة قوية

قتل زاعور مِنهُم شَخص واحد

وَهم قتلوا إِلى الحَمرا العَبيا

أثاري في قفل لأهل صَلخَد

مغرب في طَواحين الزوية

رجع عا كحيل دربو بِالسلامة

أَثاري كحيل فيها حربجيا

صارَت معركة عا لقفل فيها

انجرح فيها المدعبل بالشذيا

أَهل صلخد عا أَهل كحيل مالوا

وَخلوا دمهم جاري قَنيا

وَيُوجد من أَهل نجران مارق

قفل طحان روح من عشيه

مرق من عند داعل كان دربو

أَثاري أَهل داعل منتخيا

صارَت بَينَهُم عركة مهوله

اِنجَرَح شَخصين فيها نَصرويا

أَهل نجران مدوا الصَوت عاجل

وَصاروا كل مَن يَنخي خَويا

وَفي نَجران صار جُموع جملة

من وَلغا لحد الهارمية

وَصمم رأيَهُم ضَرب الحراكي

فَقَد شبان مِنا عَنتريا

فراط الحرص راحوا يا أَسفنا

عَلَيهُم مِن ضَياع الخَمعيا

حرقوا للحراك وَيغموها

وَلا خلوا فراش وَلا غطيا

وَصار النَهب في كُل القَرايا

كَأَنا في زَمان الجاهلية

كَأَن الخَلق ما الهاش راعي

وَكَأَنّضها سلمت لينا البَرية

خَسرتا في سببها ما كسبنا

يَخيب شورهم رَب البَرية

عُقب النَهب حطوا النار فيها

غَدا دُخانَها لِلجَو فَيا

وَلا خلوا أَبواب وَلا سَكاكر

وَلا خلوا الواح وَلا رحيا

غضب رَب السَما سلط عَليهم

قَصمهم مثل قَوم التَبعية

صاحوا صَوت حَرب اللَه أَكبر

بَني الإِسلام مِن كُل النحيا

عَرب وَشوام وَكراد وَشراكس

مِن حَد الكَرَك للناصريا

مِن اِستانبول جابون العراضي

وَجابوا المفرزة وَالطبجيا

وَصاروا يجمعوا من كل ديري

ولإي شمسكين عملوا مكمنيا

وَنحنا كُل هالشغل قايم

وَفي ما بَيننا خَلفه قَويه

كُل يَومين جَمعيه بضيعه

يَقولوا لي يا شبلي حط ديا

جَمع بو حمد سَعيد كُل القَرايا

وَعرض لعين براق الثَنيا

إِذا ما كان مؤدا الرجل شندي

عَشر آلاف من غَير العَبيا

لا فَرشهم مثل أَهل البثيني

وَادعي كُل نَعجة بيد ميا

بِلا أَسا الوَحا لا يا جَماعة

عَرض الدير عَلى رايح سَبيا

جردها من قَعيص وَمقاعص

لِصَلخد لا ملح وَالخالديا

وَزحف فيهم عَلى الغُوطه شَمالاً

وَعمر بيت أَهل الدير عَليا

وَخطط مثل ميدان الكلابي

وَزكوها بقتل العسكريا

خربوا لدير علي لِأَسد لَيلة

وَصارَت كوم مثلي السالميا

رَجعنا للعساكر وَالعراضي

مَشوا مثل البُحور الزاخريا

من شمسكين عابصر الحريري

وَطلب من شيخنا قفطان مية

طلب منو بدال المي بدي

مجيديات بيض منقديا

خلق اللَه عمت ربك طَغاها

وَشافوا الفيل مثل البرغشيا

وَظل الجَيش زاحف عاطعارا

وَعَلى نَجران شعلها عشية

وَصارَت بِأَرض قراصة مَعارك

لَكن الطين ما يَهدي صَويا

وَثاني يَوم شالوا عالسويده

جَراد وَجاي من نَجد العذية

يُومن صار بِأَرض السجن مارق

وَبِالمجدل شُيوخ العامية

قالوا وين راحون الزغابا

وَصاحوا وين راحوا الضيغميا

عَلَيهُم ما بقي بدهاش وقفه

اليُوم السُوق في بَيع وَشريا

وَصارَت معركة صدق مهولة

عَجيبة مثل يُوم القادسيا

بقي حس البنادق والمَدافع

رعود وَقاصفه تَسمع دَويه

صَلاة الظُهر كان الجنك قايم

وَغابَت شَمسَها عَالحربجيا

وَكُل اللَيل وَالبارود يدوي

مثل رف القَطا تَسمَع نَغيا

فَكَم مِن خفرة باتَت وَحيدة

وَكَم شبأ فَقَد خياً وَبيا

قلاع الجف بات الجَيش فيها

وَأَين راحوا الرجال أَهل الحَميه

أَين اليذكروا حكى المقاعد

رَجاجيل الدروز المستحيا

تَرى أَن السَيف مَهما كانَ ماضي

بِغَير نصاب ما لو قاطعيا

يا أَسفي عَلى هاني وَمثلو

شَباب أَسود رَضعت مِن لبيا

وَكسرت ما لَها رَدأد شيله

نار وفوقها كبون ميا

وَشال الجَيش مِنها عَالسويده

وَنزل في قَلب حوران العَذية

وَرحرح مثل سَبع احجوج وَاكثر

حَول البَيت وَالكَعبة الرَضية

وَصاروا يَطلبوا مِن الناس ذخراً

تَرى البرغوث ما يَحمل وقيا

هاتوا شَعير لا خَيل الصَواري

وَبدهم تبن خيل الطَبجيا

حطب بكير هاتوا للعساكر

وَللضباط فحم الصُبح هَيا

وُمُشرف كُل يَوم السَوط بيدو

وَسَليم آغا يَدل الضابطيا

وَحسني مستشار الميم باشي

يدلو مثل جربوع الخليا

لا ما ملوا الحبوس من السويده

وَتسمع لارغاهم وَالعوية

مِن غَير المصاخة وَالحقارة

العصاي بفلس عالذنب الطريا

وَدارَت بالجبل كُل العَساكر

وَقبضوا اللي اشتهوه من السمية

وَزجوا الكُل في حَبس السويده

وَصاروا بحالة ما هي رَضية

وَذاقوا النكر فيها وَالعَذاب

بقي للجو تَسمع لا رَغيا

وَمِنها رَبَطونا بِالحِبال

وَكتونا عَلى الفَيحا سَوية

وَصاروا يكحشوا الشَباب مِنا

وَهيدا كيت تسمع لَو نَغيا

خَمس أَيام مِن حَبس السويده

إِلى ذنون وَحنا بِها البَليا

وَسادس يَوم عيد اللَه وَأَكبر

كَأَنا في مُنى يَوم الضَحية

لَقينا أَهل جلق صافينا

مِن الكسوة لحد الصالحية

مِنهُم يَضربونا بِالحجارة

وَمِنهُم طرحونا بِالعصيا

وَمِنهُم يَضربونا بِالخَناجر

بَقي مِنا الدَم سايل شَليا

نَهار مِن الصُبح وَحنا نشالش

إِلى أَنو ظهر نجم الثريا

فَقد ستين مِنا في سببهم

وَاللي حي غرقان بدميا

وَصَلنا عَالحبوس وَسرطونا

شَباب ملاح راحوا عسكريه

مِنا صار في رودس مؤبد

وَمِنا في بلاد المنتحيه

عَجيبي كَيف تلينا المَطارح

وَضاق بوجهنا الدُنيا الفضيه

وَصارَت عقبنا عَالناس ثَقلة

ما عاد الخي يوعا عا خَويا

عدد ميات في حبس السويده

وحبوس النَواحي منتليا

وَنحنا هُون أَودعنا الكَلامي

وَسافرنا عَلى بلاد الهَفيا

وَاللي غيرنا ينظم قصيدة

يخبر عَن وَقايع مجتلية

وَاختم بِالصَلاة عَلى شَفيعي

حَبيبي دُون خَلق اللَه صَفيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شبلي الأطرش

avatar

شبلي الأطرش حساب موثق

سوريا

poet-Shibli-al-Atrash@

59

قصيدة

166

متابعين

شبلي بك الأطرش الكبير. شاعر زجلي مشهور، كان زعيماً للجبل، وقد أبعد إلى الأناضول. له ديوان شعر جله في الشروقي والزجل والحماسة والفخر والأدب.

المزيد عن شبلي الأطرش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة