الديوان » العراق » عبد الرحمن السويدي » أبعد الخمس فوق الأربعينِ

عدد الابيات : 63

طباعة

أبعد الخمس فوق الأربعينِ

أروم مع المشيب وِصال عينِ

ألا يا جارةً بالسفح باتت

تعلِّل مَن تصافي علِّليني

ذِهابَ الأمن عن قلبٍ جبانٍ

لقد ذهب الرقاد عن الجفون

وقد أفنيت مبيضَّ الأماني

ومُسِّودُّ الدجى أبداً قريني

فهل للصبح من خيرٍ يرجّى

ليكسر سَورَةَ الوجدِ الكمينِ

كأنّ الليل مهرٌ ذو حران

بفارسه لدى حروب زبون

يكرر ركله فيزيد قمصاً

ويزجره فيأخذ بالسكون

أنجلاء العيون إليك إني

شُغِفت بحبّ فاترة العيون

وأهلك يا ابنة الأعراب إني

ببنت الترك قد أضحى جنوني

وأعجَمتُ اللسان فظَلت ألهو

لحبِّيها بلقلقة الرَّطين

فلولا الوشيُ كانت مثل ظبي

ولولا الحِلي كانت كالرُّدَيني

فيا خلخالها المثري لماذا

خرستَ فلست تفصح بالرنين

أكان هواك مثل هواي حتى

سئمتَ هوى مسامرة الخَدين

أسيرة حِجلها هل من مجير

لمأسور القراطق والبرين

ألا سُقياً لعصر كنت ألهو

به بظباء وحِرة والحجون

حُبالَتِيَ الشباب وحسن حالي

عريشي والنِجار غدا وجيني

فليت سنيه صوتٌ مستعادٌ

وهل رجعي وقد نفدت سنوني

أوَدّ مديحَه فتصد عنه

مذمّاتٌ لذا الدهر الخؤون

وليته رجاله ابصرن شاني

فأفرغ في نواديهم شؤوني

ألا يا جيرةً سكنوا بكرخ

علامَ مع الدعاة تركتموني

جفاني بعد بُعدِكُمُ لئامٌ

فلو كانوا كراماً ما جَفَوني

ومشّاءٌ ومغتابٌ وقال

وذو حسد أقيه ويتّقيني

وإن أقاد في هجروا محلّي

وحبل الوصل قد قطعوه دوني

وأعفو عنهم كَرَماً وحِلماً

وخوفاً أن اراكم تعتبوني

همُ قومي وإن والَوا عدوّي

وهم حِزبي وإن لم ينصروني

فليس براجنٍ فينا اختلاف

وإن كان الوفاق مع الرجين

وماذا تنكر الأعداء مني

ومجدي حلَّ فوق الفرقدَين

وماذا تزدري الشعراء مني

وقد جاوزتُ حد الأربعين

بُليت بذا الزمان بكل فدمٍ

يجاذبني المفاخر وهو دوني

وَعَلق لم يزل لهجاً بذامي

بلا حسبٍ ولا نسبٍ مبين

يُبيحُك منه عرضاً لم يصُنه

ويرتع منك في عرضٍ مصون

فيامن قصدهم ثلبي ونقصي

وجلّ مرادهم أن لا يروني

أنا النور الذي بسناه سرتم

إلى العلياء من دنياً ودين

أنا الحامي الذمار فإن جهلتم

سوابق شيمتي فستعلموني

أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا

متى أضعَ العمامة تعرفوني

ألا يا راكباً يفري الفيافي

ويخترق السهول مع الحزون

إذا جاوزت وجرة عن شمال ال

كثيب بجهلة الوادي اليمين

وجزت على الموارد ثَمَّ فانشد

فؤاداً قد أراقته جفوني

وخبِّر جيرتي أني على ما

مضى من حفظ عهدهم المتين

فحفظي عهدهم طبعي كما قد

جعلتُ ولاء عبد الله ديني

إمامٌ فاضلٌ بحرٌ خِضمٌ

همامٌ فاصلٌ ليث العرين

أخو هِمم تريه كلّ صعب

من الأخطار ذا سهل ولين

وآراء تكاد تضيء حتى

لتغني عن سناء النيّرين

وفكر ثاقب في كل شيء

يصيب الأمر فيه قبل حين

يدبّر فيه ما أعيا ألوفاً

وينتج فيه كلّ هدىً مبين

يخوض بذهنه بحر المعاني

فلم يُخرج سوى عِقدٍ ثمين

ويسبي المشكلات ولا يحاشي

فيلبسها ثياب المستكين

له هممٌ أجلُّ من الرواسي

له شيَمٌ مع الخُلق الحَسِين

طهورٌ كان من ماء طهور

وكان الغير من ماء مهين

هو ابن الأنبياء هو ابن طه

هو ابن الأصفياء ابن الحُسَين

فيا ابن محمد والمجد رزقٌ

وقاكَ اللَه أن تردى بعَين

فأنت على سنام المجد مولىً

تفوق بذي المفاخر كل عين

ووصفك بالجميل بكلّ دو

له ذكر وفي سين وعين

وفي قطر العراق وكل قطر

وفي أم الطماخ ورأس عين

فأنت بعصرنا لا سيّما في

حمى الزوراء أفضل كل عين

أود أزور ناديكم لأني

أُسَرُّ إذا رأيتكم بعيني

قدمتَ وأهل منزلكم بخيرٍ

فإنهم كرام خيرُ عين

جرى إحسانكم في كل روح

توالي من يواليكم كعين

ونالت عين من يشنا عُلاكم

ويكرهكم بنادقُ كل عين

سبقتم حاتم الطائيّ لمّا

وصلتم كلَّ مستجدٍ بعين

فلو أن الخليل رآك قبلاً

لجلّك حاقراً لكتاب عين

وكل جماعة والتلك صارت

ولو كانوا زعانف خير عين

تجود بما تراه ولو نفيساً

وتمنح من تريد بكل عين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرحمن السويدي

avatar

عبد الرحمن السويدي حساب موثق

العراق

poet-AbdulRahman-AlSuwaidi@

128

قصيدة

289

متابعين

عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير. مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد. له كتب، منها (حديقة الزوراء- ...

المزيد عن عبد الرحمن السويدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة