الديوان » العصر العباسي » المتنبي » أمن ازديارك في الدجى الرقباء

عدد الابيات : 47

طباعة

أَمِنَ اِزدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ

إِذ حَيثُ أَنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ

قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها

وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ

أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني

عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ

وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ

قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ

مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشايَ جِراحَةً

فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ

نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما

تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ

أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت

وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ

وَإِذا خَفيتُ عَلى الغَبِيِّ فَعاذِرٌ

أَن لا تَراني مُقلَةٌ عَمياءُ

شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي

صَدري بِها أَفضى أَمِ البَيداءُ

فَتَبيتُ تُسئِدُ مُسئِداً في نَيِّها

إِسآدَها في المَهمَهِ الإِنضاءُ

أَنساعُها مَمغوطَةٌ وَخِفافُها

مَنكوحَةٌ وَطَريقُها عَذراءُ

يَتَلَوَّنُ الخِرّيتُ مِن خَوفِ التَوى

فيها كَما يَتَلَوَّنُ الحِرباءُ

بَيني وَبَينَ أَبي عَلِيٍّ مِثلُهُ

شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُنَّ رَجاءُ

وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها

وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ

لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي

فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ

وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ

سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ

جَمَدَ القِطارُ وَلَو رَأَتهُ كَما تَرى

بُهِتَت فَلَم تَتَبَجَّسِ الأَنواءُ

في خَطِّهِ مِن كُلِّ قَلبٍ شَهوَةٌ

حَتّى كَأَنَّ مِدادَهُ الأَهواءُ

وَلِكُلِّ عَينٍ قُرَّةٌ في قُربِهِ

حَتّى كَأَنَّ مَغيبَهُ الأَقذاءُ

مَن يَهتَدي في الفِعلِ ما لا تَهتَدي

في القَولِ حَتّى يَفعَلَ الشُعَراءُ

في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ

في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ

وَإِغارَةٌ فيما اِحتَواهُ كَأَنَّما

في كُلِّ بَيتٍ فَيلَقٌ شَهباءُ

مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِم

أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ

وَنَذيمُهُم وَبِهِم عَرَفنا فَضلَهُ

وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ

مَن نَفعُهُ في أَن يُهاجَ وَضَرُّهُ

في تَركِهِ لَو تَفطَنُ الأَعداءُ

فَالسَلمُ يَكسِرُ مِن جَناحَي مالِهِ

بِنَوالِهِ ما تَجبُرُ الهَيجاءُ

يُعطي فَتُعطى مِن لُهى يَدِهِ اللُهى

وَتُرى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ

مُتَفَرِّقُ الطَعمَينِ مُجتَمِعُ القُوى

فَكَأَنَّهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ

وَكَأَنَّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ

مُتَمَثِّلاً لِوُفودِهِ ما شاؤوا

يا أَيُّها المُجدى عَلَيهِ روحُهُ

إِذ لَيسَ يَأتِيهِ لَها اِستِجداءُ

اِحمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفَقدِهِم

فَلَتَركُ ما لَم يَأخُذوا إِعطاءُ

لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةُ قِلَّةٍ

إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ

وَالقَلبُ لا يَنشَقُّ عَمّا تَحتَهُ

حَتّى تَحُلَّ بِهِ لَكَ الشَحناءُ

لَم تُسمَ يا هارونُ إِلّا بَعدَما اِق

تَرَعَت وَنازَعَتِ اِسمَكَ الأَسماءُ

فَغَدَوتَ وَاِسمُكَ فيكَ غَيرُ مُشارِكٍ

وَالناسُ فيما في يَدَيكَ سَواءُ

لَعَمَمتَ حَتّى المُدنُ مِنكَ مِلاءُ

وَلَفُتَّ حَتّى ذا الثَناءُ لَفاءُ

وَلَجُدتَ حَتّى كِدتَ تَبخَلُ حائِلاً

لِلمُنتَهى وَمِنَ السُرورِ بُكاءُ

أَبَدَأتَ شَيءً مِنكَ يُعرَفُ بَدؤُهُ

وَأَعَدتَ حَتّى أُنكِرَ الإِبداءُ

فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ

وَالمَجدُ مِن أَن تُستَزادَ بَراءُ

فَإِذا سُئِلتَ فَلا لِأَنَّكَ مُحوِجٌ

وَإِذا كُتِمتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ

وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفعَةً

لِلشاكِرينَ عَلى الإِلَهِ ثَناءُ

وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ

يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ

لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما

حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ

لَم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا

إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ

فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا

أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ

وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ

وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ

لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو

عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


أَمِنَ اِزدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ

يقول أمن رقباءك أن تزوريني ليلا إذ حيث أنت ضياء بدلا من الظلام يعني في الليل وأنت ابتداء وضياء خبره وهما جملة أضيف حيث إليها ومن ههنا للبدل لأن الضياء لا يكون من نجنس الظلام ويروى إذ حيث كنت وعلى هذا ضياء ابتداء وخبره محذوف على تقدير حيث كنت من الظلام ضياء هناك وكان لا يحتاج إلى خبر لأنه في معنى حصلت ووقعت وإذا ظف لمن يقول امنوا ذاك حيث كنت بهذه الصفة ولم يفسر أحد من إعراب هذا البيت ما فسرته وكان هذا البيت بكرا إلى هذا الوقت والمعنى أنها لكونها نورا وضياء لا تخرج ليلا لأن الرقباء يشعرون بخروجها حين يرون الظلام ضياء وهذا من قول عليّ بن جبلة، بأبي من زارني مكتتما، حذراً من كل واشٍ فزعا، طارقا نم عليه نوره، كيف يخفى الليل بدراً طلعا، ثم قال أيضا، رصد الخلوة حتى أمكنت، ورعى السامر حتى هجعا، كابد الأهوال في زورته

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ

ذكاء: من أسماء الشمس، وهي لا تنصرف إلا في الضرورة، ويقال للصبح: ابن ذكاء،

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ

يقول إنما اتأسف على أنك شغلتني عن معرفة الأسف حتى خفى عليّ ما الأسف لأنك أذهبت عقلي وإنما تعرف الأشياء بالعقل والمدله الذي ذهب عقله والمعنى إني أحزن لذهاب عقلي لما لقيت في هواك من الشدة والجهد

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ

الشكية كالشكاية يقول إنما اشكو عدم السقم لأن السقم إنما كان حين كانت لي أعضاء يحلها السقم فأحسه بأعضاءي فإذا ذهب بالإعضاء الجهد الذي اصابني في هواك لم يبق محل يحله السقم قد بين هذا المعنى أبو الفتح البستي في قوله، ولو أبقى فراقك لي فوادا، وجفناً كنت أجزع من سهاد، ولكن لا رقاد بغير جفن، كما لا وجد إلا بالفواد

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشايَ جِراحَةً فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ

يقول لما نظرت إليّ صورت في قلبي مثال عينك جراحة تشبه عينك في السعة ولم يقل تشابهتها حملا على المعنى كأنه قال فتشابه المذكوران أو الشيئان أو ذهب بالعين إلى العضو وبالجراحة إلى الجرح كما قال، إن السماحة والمروة ضمنا، قبراً بمرو على الطريق الواضح، فذهب بالسماحة إلى السخاء وبالمروة إلى الكرم ولم يقل نجلاوان كان لفظ كلتا واحد مؤنث كقوله عز وجل كلتا الجنتين أتت أكلها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ

السابري الثوب الرقيق يقول نفذت عينك من ثوبي إلى قلبي فجرحته، وربما كان الرمح يندق فيه أي لا يصل إليّ ويندق قبل وصوله إليّ كما ذكرنا في قوله، طوال الردينيت يقصفها دمي، لأن هيبته في القلوب تمنع من نفوذ الرمح في قميصه ولأن الشجاع موقى ويجوز أن يريد بالسابري الدرع فيكون المعنى نفذت نظرتك الدرع إلى قلبي يريد أن الدرع لم تحصنه من نظرتها وهي تحصنه من الرمح

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ

يقول إذا زوحمت لم يقدر على ازالتي عن موضعي كهذه الصخرة التي رسخت فلا تزول عن موضعها وإذا نطقت كنت في علو المنطق الجوزاء يريد أن كلامه علويّ ويقال أن الجوزاء بنت عطارد يقول مني يستفاد البراعات ويقتبس الفضل كما أن الجوزاء تعطى من يولد فيها البراعة والنطق

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَإِذا خَفيتُ عَلى الغَبِيِّ فَعاذِرٌ أَن لا تَراني مُقلَةٌ عَمياءُ

يقول إذا خفى مكاني على الجاهل فلم يعرف قدري ولم يقر بفضلي فأنا عاذر له لأن الجاهل كالأعمى والمقلة العمياء إن لم ترني كانت في عذر من عماها كذلك الجاهل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي صَدري بِها أَفضى أَمِ البَيداءُ

المعنى أن ناقتي قوية نجيبة يضن بمثلها ولا تهزل في السفر وهي ترى إتعابي إياها وإسادي عليها في الأسفار فتقول صدره أوسع بي حيث طابت نفسه بغهلاكي أم البيداء أي لولا أن له صدرا في السعة كالبيداء لم تطب اوسع نفسه بإهلاكي والقول هو الأول في معنى البيت وهو رد الكناية إلى الليالي وأراد أصدري فحذف ألف الإستفهام لدلالة أم عليه ولم يشرح أحد هذا البيت كما شرحته

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي صَدري بِها أَفضى أَمِ البَيداءُ

المعنى أن ناقتي قوية نجيبة يضن بمثلها ولا تهزل في السفر وهي ترى إتعابي إياها وإسادي عليها في الأسفار فتقول صدره أوسع بي حيث طابت نفسه بغهلاكي أم البيداء أي لولا أن له صدرا في السعة كالبيداء لم تطب اوسع نفسه بإهلاكي والقول هو الأول في معنى البيت وهو رد الكناية إلى الليالي وأراد أصدري فحذف ألف الإستفهام لدلالة أم عليه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَتَبيتُ تُسئِدُ مُسئِداً في نَيِّها إِسآدَها في المَهمَهِ الإِنضاءُ

الإسآد إسراع السير والني الشحم والسمن والإنضاء مصدر إنضاه ينضيه إذا هزله ومسئدا حال من الناقة وهو اسم فاعل وفاعله الإنضاء يقول تبيت ناقتي تسير سائرا في جسدها الهزال سيرها في المهمة وأقام الإنضاء مقام الهزال للقافية والإنضاء فعل أبي الطيب بها لأنه ينضيها وكان الأولى أن يجعل مكان الإنضاء مصدر فعل لازم فيكون أقرب إلى الفهم وتقدير البيت ومعناه تبيت هذه الناقة تسئد مسئدا الإنضاء في نيها إسآدا مثل إسآدها في المهمة ومسئد فعل للإنضاء وجرى حالا على الناقة لما تعلق به من ضميرها الذي في نيها كما تقول مررت بهند واقفا عندها عمرو

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَنساعُها مَمغوطَةٌ وَخِفافُها مَنكوحَةٌ وَطَريقُها عَذراءُ

النسع سير كهيئة العنان يشد به الرحل والمغط المد وذلك كناية عن عظم بطن الناقة حين امتدت انساعها فطالت وخفافها منكوحة مثقوبة بالحصى وكنى بهذا عن وعورة الطريق وطريقها عذراء لم يسلك قبلها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


يَتَلَوَّنُ الخِرّيتُ مِن خَوفِ التَوى فيها كَما يَتَلَوَّنُ الحِرباءُ

الخريت الدليل سمى خريتا لاهتدائه في الطرق الخفية كخرت الإبرة كأنه يعرف كل ثقب في الصحراء يقول الدليل الحاذق يتغير لونه من خوف الهلاك كما يتلون الحرباء وهي دابة تستقبل الشمس وتدور معها حيث دارت تتلون في اليوم الوانا كما قال ذو الرمة، غدا أكهب الأعلى وراح كأنه، من الضح واستقباله الشمس أخضر، والمعنى من قول هدبة، يظل بها الهادي يقلب طرفه، من الهول يدعو ويله وهو لاهف، وقال الطرماح، إذا اجتابها الخريت قال لنفسه، أتاك برجلي حائن بعد حائن

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


بَيني وَبَينَ أَبي عَلِيٍّ مِثلُهُ شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُنَّ رَجاءُ

يقول بيني وبينه جبال مرتفعة مثله في العلو والوقار ورجاء عظيم مثل هذه الجبال فنصب مثلهن لان نعت النكرة المرفوعة إذا قدم عليها نصب على الحال منها كما تقول فيها قائما رجل كما قال ذو الرمة وهو من أبيات الكتاب، وتحت العوالي والقنا مستظلة، ظباء أعارتها العيون الجآذر

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ

يعني بيني وبينه عقاب هذا الجبل الذي يعرف بلبنان وهو جبل معروف من جبال الشام وكيف الظن بقطعها والوقت الشتاء والصيف مثل الشتاء

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ

لبس الشيء ولبسه إذا عماه ومنه قوله تعالى وللبسنا عليهم ما يلبسون يقول أخفى الثلوج بهذه العقاب طرقى عليّ فلم أهتد فيها لكثرتها وبياضها والأسود لا يهتدي فيه يقول فكأنها أسودت لما لم يهتد فيها لبياضها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ

معنى هذا البيت متصل بالذي قبله لأنه يقول بياض الثلوج يعمى فقام مقام السواد والبياض إذا عمل عمل السواد فقد نقض العادة كذلك الكريم إذا أقام ببلدة تنقض العادة فيجعل الذهب سائلا ويجمد الماء وإنما قال هذا لأنه أتاه في الشتاء عند جمود الماء ولم يعرف أحد ممن فسر هذا الشعر معنى قوله وكذا الكريم والتشبيه فيه واتصاله بما قبله

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


جَمَدَ القِطارُ وَلَو رَأَتهُ كَما تَرى بُهِتَت فَلَم تَتَبَجَّسِ الأَنواءُ

القطار جمع قطر والأنواء منازل القمر والعرب تنسب إليها الأمطار يقولون سقينا بنوء كذا ويريد بجمود القطار الثلوج جعلها كالمطر الجامد لما لم يسل يقول لو رأته الأنواء كما ترى القطار تحيرت في جوده ولم تتفتح بالثلج استعظاما لما يأتيه وخجلا من جوده ويروى كما رأى والصحيح كما ترى لأن القطار مؤنثة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


في خَطِّهِ مِن كُلِّ قَلبٍ شَهوَةٌ حَتّى كَأَنَّ مِدادَهُ الأَهواءُ

يصفه بحسن الحظ يقول كأنه يستمد من اهواء الناس فهم يحبون خطه ويميلون إليه بقلوبهم ويجوز أن يكون هذا كناية عن وصفه بالجود يقول لا يوقع إلا بالنوال يميلون إلى خطه ويجوز أن يكون كناية عن طاعة الناس له أي أن كتبه تقوم مقام الكتائب لأن الناس يميلون إليه وينقادون له طبعا والأول الوجه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مَن يَهتَدي في الفِعلِ ما لا تَهتَدي في القَولِ حَتّى يَفعَلَ الشُعَراءُ

يقول كل عين تقر بقربه ورؤيته وتتأذى بالغيبة عنه حتى كأنها تقذى إذا غاب الممدوح ولم تره فكأن غيبته قذى العيون والأقذاء جمع القذى والإقذاء مصدر اقذيت عينه أي طرحت فيه القذى

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ

يعني أنه يمدح كل يوم فيعي ذلك في قلبه ويميل إليه بأذنه حبا للشعر وأعطاء الشعراء وهو قوله

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَإِغارَةٌ فيما اِحتَواهُ كَأَنَّما في كُلِّ بَيتٍ فَيلَقٌ شَهباءُ

احتواه جمعه من ماله وملكه يقول للقوافي اغارة في ملاه كأنه كل بيت من بيوت الشعر كتيبة صافية الحديد

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ

يعني أنه يمدح كل يوم فيعي ذلك في قلبه ويميل إليه بأذنه حبا للشعر وأعطاء الشعراء وهو قوله ‌‌وإغارة فيما احتواه كأنما في كل بيت فيلق شهباء وهو البيت الذي بعد هذا

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِم أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ

اللؤماء جمع لئيم يقول هو الذي يظلم اللئام في تكليفهم أن يكونوا مثله لأنهم لا يقدرون على ذلك وليس في هذا مدح ولو قال الكرماء كان مدحا فإما إذا كان أفضل ن اللئام ولا يقدرونأن يكونوا أكفاءه فهذا لا يليق بمذهبه في إيثاره المبالغة وروى الخوارزمي من نظلم بالنون وقال إذا كلفنا اللئام أن يصيروا أكفاء له فقد ظلمناهم بتكليفهم ما لا يطيقون

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَنَذيمُهُم وَبِهِم عَرَفنا فَضلَهُ وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ

يقول نعيب اللئام وفضله إنما يعرف بهم لأن الأشياء إنما تتبين بأضدادها فلو كان الناس كلهم كراما مثله لم نعرف فضله

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مَن نَفعُهُ في أَن يُهاجَ وَضَرُّهُ في تَركِهِ لَو تَفطَنُ الأَعداءُ

يقول إذا هيج استباح حريم اعدائه وأخذ أموالهم فانتفع بها وإذا ترك من ذلك قلت ذات يده واستضر به فلو فطن اعداؤه بهذا لتاركوه فوصلوا بذلك إلى أذيته

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَالسَلمُ يَكسِرُ مِن جَناحَي مالِهِ بِنَوالِهِ ما تَجبُرُ الهَيجاءُ

لأنه في السلم يعطى فينتقص ماله وفي الحرب يأخذ مال أعدائه وهذا كقول بعضهم، إذا اسلفتهن الملاحم مغنما، دعاهن من كسب المكارم مغرم، وقال أيضا أبو تمام، إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشر، أغارت عليه فاحتوته الصنائع

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


يُعطي فَتُعطى مِن لُهى يَدِهِ اللُهى وَتُرى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ

أي يكثر إذا أعطى حتى يعطى مما أخذ منه ورأيه جزل قوي تتشعب منه الآراء فإذا نظر الإنسان إلى رأيه وحزمه وعقله استفاد منه الآراء واللهي العطايا واحدتها لهوة وأصلها القبضة من الطعام تلقى في فم الرحى شبهت العطية بها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مُتَفَرِّقُ الطَعمَينِ مُجتَمِعُ القُوى فَكَأَنَّهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ

يقول فيه حلاوة لأوليائه ومرارة لأعدائه وهو مع ذلك نسان واحد وقواه مجتمعة غير متباينة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَكَأَنَّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ مُتَمَثِّلاً لِوُفودِهِ ما شاؤوا

يقول كأنه صور على ما يكرهه الاعداء وفي حال تمثله لوفوده وهم الذين يفدون عليه ويرجون نواله كما شاءوا

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


يا أَيُّها المُجدى عَلَيهِ روحُهُ إِذ لَيسَ يَأتِيهِ لَها اِستِجداءُ

يقول يا من روحه موهوب عليه منه إذا لم يسأل روحه يعني أنه لو سئل الروح لبذلها فإذا لم يسأل فكأنه وهب روحه عليه وهذا من قول بكر بن النطاح، ولو لم يكن في كفه غير روحه، لحاد به فليتق الله سائله، ثم نقل أبو الطيب المعنى من الروح إلى الجسم فقال، لو اشتهت لحم قاريها لبادرها، ثم غيره بعض التغيير فقال، ملت إلى من يكاد بينكما، إن كنتما السائلين ينقسم، ثم اخفاه فقال، إنك من معشر إذا وهبوا، من دون أعمارهم فقد بخلوا

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


اِحمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفَقدِهِم فَلَتَركُ ما لَم يَأخُذوا إِعطاءُ

هذا البيت اتمام للمعنى وتأكيد له يقول اشكر سائلك ودعا له بإن لا يفجع بفقدهم لحبه العطاء والسائلين ويروى بحمدهم لأنه يريد لا قطع الله شكرهم عنك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةُ قِلَّةٍ إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ

قوله كثرة قلة أي كثرة تحصل عن قلة وهي قلة الأحياء يقول إنما تكثر الأموات إذا قلت الأحياء فكثرتهم كأنها في الحقيقة قلة وقوله شقيت بك الأحياء

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَالقَلبُ لا يَنشَقُّ عَمّا تَحتَهُ حَتّى تَحُلَّ بِهِ لَكَ الشَحناءُ

المعنى عما فيه من الغل والحسد أي أنه وإن أضمر لك الغل والحسد لم ينشق قلبه فإذا اضمر لك العداوة انشق قلبه وبأن عدو لك والشحناء من المشاحنة وهي المعاداة ملأ القلب من الشحن

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لَم تُسمَ يا هارونُ إِلّا بَعدَما اِق تَرَعَت وَنازَعَتِ اِسمَكَ الأَسماءُ

يقول لم تسم بهذا الأسم إلا بعد ما تقارعت عليك الأسماء فكل أراد أن يسمى به فخرا بك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَغَدَوتَ وَاِسمُكَ فيكَ غَيرُ مُشارِكٍ وَالناسُ فيما في يَدَيكَ سَواءُ

أي لم يشارك اسمك فيك لأنه لا يكون للأنسان أكثر من اسم واحد والناس في مالك سواء لأنهم كلهم قد تساووا في الأخذ منك ولا تخص أحدا دون غيره بالعطاء

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لَعَمَمتَ حَتّى المُدنُ مِنكَ مِلاءُ وَلَفُتَّ حَتّى ذا الثَناءُ لَفاءُ

أي عم برك وشاع ذكرك حتى امتلأت بك البلاد فأنت تذكر بكل موضع ويوجد بكر بكل مكان وسبقت ثناء المثنين عليك حتى هذا الثناء خسيس حقير في استحقاقك واللفاء الخسيس الذي هو دون الحق

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَلَجُدتَ حَتّى كِدتَ تَبخَلُ حائِلاً لِلمُنتَهى وَمِنَ السُرورِ بُكاءُ

يقول بلغت من الجود أقصاه وغايته وكدت تحول أي ترجع عن آخره لما انتهيت فيه إذ ليس من شأنك أن تقف في الكرم على غاية ولا موجود من الجود بعد بلوغك نهايته قوله للمنتهى أي من أجل المنتهى وهو مصدر كالأنتهاء ثم أكد هذا المعنى بقوله ومن السرور بكاء أي إذا تناهى الإنسان في السرور بكى

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَبَدَأتَ شَيءً مِنكَ يُعرَفُ بَدؤُهُ وَأَعَدتَ حَتّى أُنكِرَ الإِبداءُ

يقود ابتدأت من الكرم ما لم يعرف ابتداؤه إلا منك لعظم ما أتيت به ثم اتبعت ذلك من الزيادة فيه بما عفى على الأول ونساه لأنه في كل وقت يحدث له ضربا من الكرم ينسى له الأول

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ وَالمَجدُ مِن أَن تُستَزادَ بَراءُ

يقول لم يقصر بك الفخر عن غاية بل قد أعطاك مقادته وأركبك ذروته وبلغتك غايته والمجد بزي من أن تستزاد مجدا لنك في الغاية منه والتاء للمخاطبة ومعنى ناكب عادل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَإِذا سُئِلتَ فَلا لِأَنَّكَ مُحوِجٌ وَإِذا كُتِمتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ

يقول إذا سئلت فليس لأنك أحوجت إليه ولكن تسال لأنك تحب نغمة السائلين أو لأنك تحتاج أن تعرف تفصيل حوائج الطالبين أو تشرفا بسؤالك وإذا كتمت أي حجبت عن أبصار الناس دلت عليك نعمك وصنائعك كما قال، من كان ضوء جبينه ونواله، لم يحجبا لم يحتجب عن ناظر

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفعَةً لِلشاكِرينَ عَلى الإِلَهِ ثَناءُ

يقول بلغت من الرفعة غاية لا تزداد يمدح المادحين علوا ولكنك تمدح ليؤخذ منك العطاء وليعد الشاعر من جملة مداحك كالشاكر لله تعالى يثني عليه ليستحق به أجرا ومثوبة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ

يقول لست تمطر لاجداب محلك ولكن كما يمطر المكان الخصيب وكما يمطر البحر على كثرة مائه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ

يقول ليست تحكى السحاب بمائها عطاءك المتتابع فإنه أكثر من مائها وأغزر ولكنها حمت حسدا لك فما ينصب من مطرها إنما هو عرق حماه والصبيب المصبوب والرحضاء عرق الحمى وقد قال أبو نواس، إن السحاب لتستحيي إذا نظرت، إلى نداك فقاسته بما فيها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لَم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ

أي لوقاحتها تطلع عليك وإلا فلا حاجة إليها مع وجهك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ

هذا استفهام معناه التعجب من سعيه إلى العلا وبلوغه منها حيث لم يبلغه أحد وما صلة ثم دعا له بأن يكون وجه الهلال نعلا لاخمصيه يعني أن قدما بلغ سعيها هذا المبلغ استحق أن يكون الهلال نعلا لها والأدم جمع أديم وأديم كل شيء ظاهره

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ

أي ليهلك الزمان ون هلاكك وليمت الموت دون موتك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ

اللذ لغة في الذي يقول لو لم تكن من هذا الورى الذي كأنه منك لأنك جماله وشرفه وافضله لكانت حواء في كم العقيم التي لم تلد ولكن بك صار لها ولد وقال يصف كلبا أرسله أبو عليّ الأوارجي على ظبي فصاده وحده

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ

الورى: الخلق من بني آدم. واللذ: بحذف الياء: الذي. يقول: لو لم تكن من بني آدم، الذين هم في الحقيقة منك؛ لأنك جمالهم وشرفهم، ولو لم تكن فيهم لعدوا في العدم، ولكانت ‌حواء بولادة نسلها عقيماً، كأنها لم تلد أحداً

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


معلومات عن المتنبي

avatar

المتنبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mutanabi@

323

قصيدة

62

الاقتباسات

7457

متابعين

احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...

المزيد عن المتنبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة