الديوان » العصر العثماني » علي الغراب الصفاقسي » زارع البغي حاصد للندامة

عدد الابيات : 82

طباعة

زارعُ البغي حاصدٌ للنّدامة

فاطلب السّلم إن أردت السّلامة

لا تثق بالمنى فما كلُّ باغ

نال ما يرتجي ووفّى مرامه

رُبّما كانت الأماني مطايا

للمنايا وموردا للنّدامة

رُبّما خيّلت لراج منالا

مثلما خيّلت لراء منامه

رُبّ ساع ليجتني طيب عيش

وهو يجني وليس يدري حمامه

من سما طالبا لما ليس يُرجى

طلب العيش من لهاة أسامة

دع هوى ما إليه نفسك تدعُو

فالهوى للهوان يُعطي زمامه

واصحب الرأي ما استطعت بعزم

منك يفري مضاؤُهُ الصّمصامه

وإذا الرّأيُ ما اهتدى لك فاجعل

في يد الصّبر لا سواهُ خطامه

واركب الحزم في الأمور إذا ما

بان وجهُ الصّواب واشدُد حزامه

واغتنم فرصة بدت من عدُوّ

إنّ من أعظم السّرُور اغتنامه

وابلُ من تصطفي لنفسك سرّا

كي ترى منهُ صحوهُ وغمامه

ودع الرّأي والنّصيحة ممّن

بسوى الجمع لا يسومُ اهتمامه

إنّما رأيُهُ يعود لنفع

عنهُ لم يرع في سواهُ انتظامه

وإذا ما وشى بذي الفضل واش

فاعتقد عكسه ووال انصرامه

وإذا ما اعتقدت في العهد شخصا

كن على يقظة وراع ذمامه

لا تُذع ما كتمتهُ عن عدُوّ

لصديق فلا يطيق اكتتمامه

وإذا ما صحبت رب اتّهام

لا تلم من يُسيءُ فيك اتّهامه

لا تُطل في تردّد لحبيب

لك فالطّولُ مُؤذنٌ بالسّآمه

وإذا مسّك الزّمان بعسر

وأباد اللّئامُ منهُ كِرامه

فأجد في عليّ بن حُسين

أحسن المدح تُلف أوفى كرامه

ملكٌ لو درت عُلاهُ الدّراري

قبّلت كلّما بدت أقدامه

ملكٌ لو درى الغمامُ نداه

ما بدت منهُ للحياء غمامه

كلّ من فرط رفده كلُّ عاف

وهو ما كلّ واشتكى إيلامه

جاء والدّهرُ نظمهُ في اختلال

فأعاد الخلالُ منهُ نظامه

قلُ لقوم بجهلهم خالفوهُ

فيم سُوءُ الخلاف ذا وعلامه

حكم اللهُ أنّ مُلك عليّ

وبنيه إلى المعاد أدامه

بطريق القضاء والكشف عمّن

بالصّلاح ارتدوا وأهل الكرامه

لا تزالُ السّعودُ تقضي بما قد

يتمنّاهُ والزّمانُ غُلامه

فاقطعوا بالإياس حبل الأماني

إنّ في السّحب ما يُسمّى جهامه

وصلوا مهُ بالإطاعة حبلا

قبل أن يُنفذ القضاءُ سهامه

أتروا صادت الثّعالبُ ليتا

أو تروا صادت الصّقور حمامه

أهلُ وسلات الجفاةُ قُلوبنا

من وفى عهدهم يخونوا ذمامه

خالفوا المسلمين حيثُ استحلّوا

منهمُ المال والدّما والغرامه

كلُّ لعن وكلُّ خزي عليهم

في الدُّنا والعذابُ يوم القيامه

فقد استمسكوا بواهن حبل

عن قريب يرون منهُ انفصامه

وتعودُ الفعالُ منهم عليهم

حسرات يرونها وندامه

أرضيتم شقّ العصا عن مليك

جُمع العدلُ فيه والاستقامه

فضلهُ شاملٌ لكلّ البرايا

حلمهُ عمّ من جفاهُ وضامه

قلبهُ بالورى رؤُوفٌ رحيمٌ

ويرى بالاله منهُ اعتصامه

أيها الموقدون للحرب نارا

ستكونون للوقود حطامه

ليس مثل الأمير نجل حسين

ملكٌ في شجاعة وشهامه

فكأني بطودكم صار دكا

وأجالت يداه فيه حسامه

وكأني أراه والنصر منه

ضاربا في ذراه يوما خيامه

ما أرى قط في البرية اشقى

منكم يا ذوي الردى واللامه

من كمثل الأمير في العفو عنكم

أو بإدراره لكم إنعامه

أو من غيره ترومُون عزا

مثل ذا أو قريبه في الفخامه

ساء والله وهمكم أيّ سوء

واتخذتم مواطيء الرجل هامه

فلئن تدعي الرعية ظملا

لستمو تدعون يوما ظلامه

ولئن تطلبوا علا فوق هذا

فاطلبوا الملك فيكم والإمامه

كم بترشيش من مقام كريم

فات عنكم ونعمة وكرامه

ولكم فاتكم من الربح مما

تتعاطون حله وحرامه

سيطيل الاله منكم بُكاء

ويطيل الاله منه ابتسامه

دم عليا بحصن أمن عليّ

لست تخشى من الزمان انهدامه

يا مليكا متى به لاذ شاك

من سقام الزمان أشقى سقامه

أنا أشكو من زمان غدا في

مضمر القلب خازنا آلامه

غربتي في البلاد مدت نواها

لاضطرار والقصد قصر الإقامه

وظننت المقام لي فيه يسرٌ

فتجلى بالعسر أقوى علامه

فيه وطنت للشدائد نفسي

فأرى من لذائذي إيلامه

بعت ما لم يبع لقوتي اضطرارا

من جمع الكسا وكور العمامه

والذي قد أمرت للعبد فيه

منعت عني الولاة اغتنامه

أفظنوا بأن أمرك نهي

أم إلى الندب أولوا أحكامه

أم خطاب لهم أتى فيه نسخ

رفع الحكم لي وأبقى ارتسامه

فكأن الذي به لي أمر تسم

قطعة من قلوبهم أو غرامه

أو رأوا قدر ذاك يعظم عنكم

أو رأوني صغرت عن ذي المقامه

أم عصوا أمر واجب لامتثال

أمنوا منه بطشه وانتقامه

إن يكن لي اسمه وهو أكلوه

أنت أولى بأن تولى احتكمامه

فاحمني يا مليك وارفع مقامي

من أعاد وحسد نمامه

أنت أعلى من أي يغرك واش

فتظنّ السراب ماء غمامه

جد على العبد يا أمير على قد

رك في الفضل والعلا والفخامة

جُد بما للفنا يصيّر لمن جا

د بما الدهر ليس يغني دوامه

وعجب في مثل ملكك مثلي

أن يرى حلف فاقة وذمامه

أنا من ذمّ دهره فيه لامن

بهم الدهر يستحق الذمامه

ليس في النظم والبلاغة مثلي

في مدى الدهر خلفه وأمامه

لو على قدرنا الملوك تساوى

لم يفز مادحٌ معي بقلامه

كم حوى فضلكم سوى مُستحق

ويرى المستحق منه انعدامه

فضلكم عم كائدا وعدوا

وأخُو مدحكم يناجي اغتمامه

لم يسؤني الخمول لو لم يوجه

كل دهر على فيك ملامه

سو في النفع بين خادم مدح

في علاكم ومن ترى استخدامه

أو طريقا به تُشرف قدري

فيجلي من افتقاري ظلامه

لم أرد باليسار إلا لأضفي

فيك من طيب المديح تمامه

دمت في العز والكمال مُهنا

مالك الملك بدأه وختامه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الغراب الصفاقسي

avatar

علي الغراب الصفاقسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ali-Ghorab-Sfaxien@

394

قصيدة

54

متابعين

علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن. شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس. انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا ...

المزيد عن علي الغراب الصفاقسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة