الديوان » العصر العباسي » الواساني » يا أهل جيرون هل لسامركم

عدد الابيات : 146

طباعة

يا أهل جيرون هل لسامركم

إذا استقلت كواكب الحمل

في ملح كالرياض باكرها

نوء الثريا بعارض هطل

أو مثل نظم العقود بالذدر وال

در ووشي البرود والكلل

يلذ للسامع الغناء بها

على خفيف الثقيل والرمل

كنت على باب منزلي سحراً

أنتظر الشاكري يسرج لي

وطال ليلي لحاجة عرضت

باكرتها والنجوم لم تمل

فمر بي في الظلام أسود كال

فيل عريض الأكتاف ذو عضل

أشغى له منخر ككوة تن

ور وعين سجراء كالشعل

ومشفر مسبل كخب رحى

على نيوب مثل المدى عصل

مشقق الكعب أدع القيد والر

جل طويل الساقين في سمل

فأهدت الريح منه لي أرجاً

مثل جني الروض في الندى الخضل

مسكاً وقفصية معتقة

شيبا ببان وعنبر شمل

فقلت ما هكذا يكون إذا

راح الندامى روائح السفل

أسود غاد من الأتون له

عرف أمير نشوان في فضل

هذا ورب السماء أعجب من

حمار وحش في البر منتع

اردده يا نصر كي أسائه

فشأنه عضلة من العضل

فقال يخشى فوات حاجتنا

وليس هذا من أكبر الغل

فقلت ترك الفضول يا ناقص ال

همة عين الإدبار والكسل

بادره من قبل أن يفوتك في

سلوكه بين هذه السبل

فصد عني تغافلاً ومضى

يعجب من عقله ومن خللي

وصاح من خلفه رويدك يا

أسود مالي بالعدو من قبل

ارجع إلي ذلك الرقيع وإن

أكال في خطبه فلا تطل

أجب إذا ما سئلت مقتصداً

في اللفظ واسكت إن أنت لم تسل

وهو بترك الفضول أجدر لو

يسلم من خفة ومن خطل

فكر نحوي عجلان يعثر في

مرط كساء مبرغث قمل

وقد مذى والمذي يقطر من

غرموله في الذول كالوشل

وظن أني صيد فأبرز لي

فيشلةً مث ركبه الجمل

سوداء قد طوقت بطوق خرا

أصفر تزهى به على الحجل

وقال لج دراكم لأولجها

فيك وإنكنت لم تبل فبل

فطالما أسهلت طبيعة من

ليس لأمثالها بمحتمل

هذا على أنها مؤدبة

من الفياشي المروضة الذلل

وطال والله ما خدمت بها ال

ملوك خلف الستور والكلل

وكنت أغشاهم على فرش ال

خز بلا سقطة ولا زلل

لأنها صنعتني وصنعة آ

بائي قديماً في الأعصر الأول

وزاد في دولة اليهود بها

شرطي على ما مضى من الدول

حتى لقد فتقت فوشهم

وطريت بالغدو والأصل

فانظر إليها فإن رأيت لها

شبهاً فلا تدعني أبا الجعل

وخذ عموداً أغلافه شرج

لم يمتهن ساعة ولم يذل

قلت له لا عدمت برك قد

بذلت ما لم يكن بمبتذل

وجدت عفواً من غير مسألة

بدرة لا تباع بالجمل

لكنني والذي يمد لك ال

عمر ويعطيك غاية الأمل

ما شق دبري مذ قط فيشلة

ولا نتخاب الأيور من عملي

ولا لهذا دعيت فاطلب لمي

لوخك من يستلذه بدلي

وهات قل لي بالله من أين أق

بلت ودعني من هذه العلل

فقال لي بت عند عاملكم

هذا أبي الفضل يوسف بن علي

فصاك بي طيبه وصاك به

مني صنان في حدة البصل

تركته بالنهار اخفش لا

ينظر في خدمة ولا عمل

قلت تزيدت وادعيت على

شيخ نبيل ينمى إلى نبل

أبوه سمح وجده ملك

يدعى حنيناً وعمه الصملي

لعل ذا غيره فصفه فما

يخدع مثلي بهذه الحيل

فإن تكن صادقاً نجوت وأن

حيت عليه باللوم والعذل

وإن تكن كاذباً صفعتك بالن

عل فإن كنت قائلاً فقل

فقال يا سيدي عجلت بمك

ر وهي وكان الإنسان من عجل

هذا الذي بت عنده نصف

دون مسن وفوق مكتهل

في فيه نتن وتحت عصعصه

عين تمج الصديد في دغل

آدر رخو العجان منخرق ال

مبعر ألحى مهيج السفل

حيضة باسوره إذا اختلطت

بالسلح كالسمن شيب بالعسل

له إذا ما علوته نفس

أمضى من السيف في يد البطل

يصرع طير السماء في الأفق ال

أعلى ويوهي مخارم القلل

أنتن من كل ما يقال إذا

بالغ في الوصف ضارب المثل

وهو على ذاك مولع أبداً

لشؤم بختي بالعض والقبل

نعم وفي باب سرمه وضح

أبيت ليلي منه على وجل

أخاف يعدى أيري ببرصته

فأغتدى مثلة من المثل

أسود كالليل بين أكرعه

عمود صبح ينجاب عن طفل

فقلت هذى صفاته ولقد

شغلت قلبي بذلك الرجل

فقال أما إذا اهتممت به

فإنه في نهاية الجذل

قد طاب عيشاً وقد أصاب من ال

لذة ما لم يصب ولم ينل

يكون مثل العروس مفترشاً

طوراً وطوراً كالفحر في الإبل

فيجمع اللذتين مغتبطاً

ذي دبره تارة وفي قبل

وهو عوان لم يخش من ألم ال

حمل عقيم ولم يخش من حبل

وأنت يا ابن الخراء محتفل

بأمره وهو غير محتفل

فقلت قل لي من أين تعرفه

فقال ذرني من هذه العقل

كنت أجيراً بيد معصرة

بصور كانت لكاتب البجل

وكنت أضحى النهار في ظاهر ال

يد إذا ما انصرفت من شغلي

فنمت يوماً وكنت من سهر ال

ليل وقيذاً كالشارب الثمل

وهبت الريح فانكشفت ولم

أشعر وطار الشراع عن قبلي

واجتاز للحين والقاء الذي

حم منشا في موكب زجل

حف بصفر البنود والخيل والر

جل وبيض الصفيح والأسل

على كميت أق كالصخرة ال

صماء قدت من قنة الجبل

ليس بأشغى ولا أجش ولا

أهضم طاوي الحشى ولا شغل

وهو أمام الصفوف تقدمه

جرد الهوادي شوازب المقل

مجنبات كأنهن سرا

حين قطاء أو كالقنا الذبل

وحان منه التفاته فرأى

ذيل قميصي قد قد من قبل

فاشتد تحديقه إلي كما

حدق ذئب طاو إلى حمل

ولم أبت ليلتي وعيشك يا

مولاي حتى دعيت بالرسل

فجئته خائفاً كما يلج ال

عصفور مستكرهاً على الورل

فارتعت لما رأيت لحيته

وكدت أخرى من شدة الوهل

وظن أني استحييته فغدا

يبسطني بالمزاح والغزل

وقال هذا الحياء يا بأبي

أنت بريد النكول والفشل

فاطرح الهيبة المضرة بي

واعتزل الخوف أي معتزل

إن كنت أكرمتني لترفع من

قدري فبعض الهوان أنفع لي

انتف سبالي واصفع قفاي ولا

تنظر إلى قدرتي ولا خولي

ولا عبيدي ولا فروشي ولا

طيبي ولا حيلتي ولا حللي

إن يشق أعلاي باللطام فقد

يسعد بالرهز بعده سفلي

وليس بعد المزاح يا بأبي

في الرأس من حشمة ولا خجل

ولم يزل دائباً يشمرخ شا

قولي ويختال لي على مهل

فحين أدليت كالحمار بدا

يرفع أجلاله عن الكفل

وخر للوجه والجبين وقد

رطب حول خصييه بالبلل

طعنته طعنة بصدق الأنا

بيب أصم الكعوب معتدل

فقال أوجعت جوف مقعدتي

وظل يدعو بالويل والهبل

وقرقت بطنه وربتما

حذرت من مثلها ولم أبل

ثم رماني بسلحة خطمت

أنفي فزاولتها على يل

فقلت يا سيدي ويا أملي

أظن ذا السرم منبني ثعل

فقال أخطأت إذ أسلت دمي

فقلت كلا والله لم يسل

أين النجيع القاني فديتك من

لطخ رجيع كالورس منسحل

ألا تبرزت لا أبالك أو

شددت من باب سرمك النغل

فقال لما أنشأت تعفجني

في استي برمح لم يعتصم سفلي

ألم تكن عالماً بأن سلا

ح استي سلاحي في كل منتضل

خذ آبنوساً حليته ذهباً

فالحلي أولى به من العطل

ولا تلمني فكيف أصنع في

سرم شديد الحكال مؤتكل

تمنعه اللذة الحياء فتس

رخي حواشي مثقف نغل

نعم وعاجلتني بجانفة

أصمت ومرت في موضع العلل

عاجلت قلبي عن التحفظ في

أمري برهز كالبرق مشتعل

وخاض جعسي أير به هوج

يجوز حد الجنون والخبل

يا سيدي ما اسمه فقلت أبو ال

أسود يكنى وليس بالدؤلي

فقال يا حبذا أبو الأسود الزا

هد فينا بسلحة قبلي

هل رابه غيرها وقد جعل ال

ماء طهوراً لكل مغتسل

فامض وعد بعدها لترويني

من بعد نومي علاً على نهل

ولا تخف بعدها وصاح بفرا

ش قصير السربال نعتمل

فقال ذاك الفراش ماك قد

مت كذا فاغتسل ولا تبل

فهذه عادة لسيدنا

مورثة عن أبيه لم تزل

ولم أزل في خزانة الفرش أي

اماً مخلى في زي معتقل

حتى انثنت صعدتي وبان له

في اناة الفتور والكسل

ثم تغني والأير في يده

قد خف بعد العتو والثقل

يا دار هند بالخيف من ملل

حييت من دمنة ومن طلل

وقال لي ويك في دمشق أخ

للوقف والخرج والضياع بلى

وهو بحب السودان أعرفه

وليس عن رأيه بمنتقل

فخذ كتابي وسر إليه ولا

تترك مقالاً مذ قط لم يقل

وقل سرت بي في الليل ذعبلة

تهدي صدور المهرية البزل

تمطو جماحاً إذا المطي ونت

حتى تراخى لها من الجذل

أهوى بطون الأقطار في غسق ال

لميل وآوي مناهل الوعل

وليس لي شافع إليك سوى

فيشلة أسهلت أبا سهل

فإنه سوف يلتقيها ويح

بوها إذا أقبلت بحيهل

وتغتدي عنده أعز من ال

أهلين والأقربين والخول

فجئته واثقاً بقول أبي

سهل ومن يسمع المنى يخل

فما حصلنا إلا على سهر

يعمي ورهز يوهي القوى نكل

وكان هذا ابتداء معرفتي

به فحسبي فاقطع ولا تصل

وقد مضى يومنا بلا عمل

ترجى له أجرة ولا أمل

ظننت للنيك قد دعيت ولم

أدري بأني دعيت للجدل

قلت له اذهب مصاحباً فلقد

حدثت عنه بحادث جلل

فمر يسعى كأنه ثمل

من سهر كده ومن ملل

يقول في سيره وقد وضح ال

صبح ألا رب واثق خجل

كان نكاح إبليس زوره

بلا شهود ولا حضور ولي

لا بارك الله فيهما فلقد

جاءا بما لا يجوز في الملل

وعدت بالله أستعيذ من ال

سوء ومن كل موقف رذل

والحمد للواهب السلامة من

جرح يداوي بهذه الفتل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الواساني

avatar

الواساني حساب موثق

العصر العباسي

poet-Alwasani@

12

قصيدة

67

متابعين

الحسين بن الحسن بن واسان بن محمد، أبو القاسم، الواساني. شاعر هجَّاء، من أهل دمشق. أورد ياقوت طائفة حسنة من شعره.

المزيد عن الواساني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة