الديوان » العراق » أبو المحاسن الكربلائي » ما على القلب ان يهيم غراماً

عدد الابيات : 42

طباعة

ما على القلب ان يهيم غراماً

عند تذكاره الفتاة الرّودا

من لمى ثغرها شفاء غليل

الصب لو تسمح الشّفاه ورودا

ان مشت فهي بانة أو تغنت

فهي ورقاء روضة تغريدا

تستخف الحليم شوقاً ووجداً

أو يعود الحليم صبّاً عميدا

أوقدت نار صبوتي وجنتاها

فهي تذكو من وجنتيها وقودا

اسرت مهجتي مليكة حسن

بعثت لي من الجمال جنودا

نصرتها جفونها بانكسار

فهي تستأسر الرّجال الصيدا

من يحاذر لقاء حمر المنايا

فليحاذر تلك الجفون السّودا

اغربت صنعة الملاحة فيها

فحوت في الملاح حسناً فريدا

فلأحداقنا حدائق حسن

تزدهي كل ناظر ان يرودا

فكأن المدام في وجنتيها

عصرت فاستعارت التوريدا

فاجتلينا الخدود منها كؤوساً

ورشفنا الكؤوس منها خدودا

هي شمس الضحى سناً وسناء

وهي ريم الفلا جفوناً وجيدا

قدها الغصن والعقود زهور

من رأى قبلها الزهور عقودا

وعلى خصرها يجول وشاح

كل قلب به اغتدى معقودا

كم غزتنا بعسكر من جمال

عقدت شعرها عليه بنودا

لطفت وجنة ورقت اديماً

وقسا قلبها فصدّت صدودا

عجباً للجمال وهو بديع

كيف اضحى من الجناس بعيدا

ارسلت وارداً من الفرع جثلا

وعقاصاً اثيثة وجعودا

وليالي الفروع وهي طوال

سهدتني شوقاً لها تسهيدا

ولكم قيدت سلاسل ذاك

الفرع من جن بالهوى تقييدا

لك يا ربة الملاحة حسن

لك يستخدم الحسان الغيدا

غرّدي بالهنا فطائر أنسي

بك قد عاد ساجعاً غرّيدا

كم أسير في الحب من غير فاد

وقتيل مضى عليه شهيدا

ما رأى المستهام بخلك الا

قال للناظرين بالدمع جودا

عللي بالوصال صبّا مشوقاً

قد حمى الشوق ناظريه الهجودا

لي دين ان كنت تقضين ديناً

لغريم أو تنجزين الوعودا

قلت للائم المفند فيها

خل عنك الملام والتفنيدا

قد عداك الهوى فبت خلياً

ورماني الهوى فبت عميدا

منية الصب ان تعود ليال

بزرود سقى الغمام زرودا

مربع كان للظباء الجوازي

ملعباً يقتنصن فيه الأسودا

كل نشوى القوام تعطف منها

نشوة الدّل بانة أملودا

حي في رامتين ملعب ريم

كان عهد المشوق فيه حميدا

حيث شمس الجمال تطلع فيه

فنرى طالع الهوى مسعودا

كم رشفنا الرحيق فيه رضاباً

وقطفنا الشقيق فيه خدودا

وخلعنا للهو فيه عذاراً

إذ لبسنا من الوصال برودا

ونسبنا كأننا قد نظمنا

من مديح الأمير درّاً نضيدا

مدحه كالنسيب يبهج لطفاً

فترى كل سامع مستعيدا

ملك قد حوى ممالك حمد

فغدا يوم حمده مشهودا

يفد الحمد والثناء عليه

ان للحمد والثناء وفودا

خلق كالزلال يصفو وبأس

باسل في العدى يذيب الحديدا

وإذا للعدو جهز جيشاً

اصبح الفتح للواء عقيدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو المحاسن الكربلائي

avatar

أبو المحاسن الكربلائي حساب موثق

العراق

poet-Abi-al-Mahasin@

270

قصيدة

6

الاقتباسات

471

متابعين

محمد الحسن بن حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي، وهم بطن من آل علي، وتنتمي هذه القبيلة إلى مالك الأشتر النخعي. شاعر فحل من شيوخ كربلاء. ولد وتعلم ...

المزيد عن أبو المحاسن الكربلائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة