استلقي باص جسده أو انتظريه في المحطة التالية فهو الآن متهم لأنه قتيل و متهم بتخريب الدورة الدموية: القبلة الأولى رصاصة الطلقة الأخيرة حب. 1 – صورة شخصية لـ ر. ص. ح: يركض في عينيه كوكب مذبوح و سماء منكسرة يركض في عينيه بحر من النيون و محيط من العتمة الطبقية في عينيه –أيضًا تركض صبيّة جميلة بقدمين حافيتين يغنّي: لقد كانت طريّة.. طريّة كالثلج و الينابيع لقد كانت سنبلة طريّة و لذلك التقطتها بمناقيرها العصافير لقد كانت طريّة.. طريّة تركض بقدمين حافيتين فوق سهل أجرد. 2 – حلم: منْ يقطن في جسد "يانافالينتوفا" الطافح بالغزلان و أشجار البلوط المعبأ بالمعجزات الأرضية المشاعة؟.. منْ يغتسل من محيط عينيها و يتبلل بالنوارس و أصابع الصيادين السعداء؟.. ها أنذا أتفقد مكتبة أيامي فاتحًا كرّاسة الأنهار، لأقرأ في خطوط يديها: تضاريس الريح و أمجاد الأمواج البرية أتفتت في مناخ قبلاتها: أسماء خضراء و غابات سالكة ممالك تفتح أبوابها لفرسان الدهشة لعصافير الدوري المتفجرة بالغبطة و الأناشيد. 3 – عشب: جلسَ العاشقان على العشبِ جلسَ العاشقانْ خلفهما جثة لا تحدُّ و بينهما جثة و دخانْ 4 – أغنية: مزرعة للوفي، يدك التي تمتدّ لا ترجعيها شفتي لغة ملطخة بالضنى.. الآن تتمدد على سرير جسدك الوثير ترتمي بين أشجار عينيك ذاكرتي و أنا متشبث بضفائر يديك أفتح نافذة للحديث.. و بلحظة يقتنصك الغياب أو تصبحين فريسة للأغاني!. 5 – أسئلة: أيتها البلاد المصفحة بالقمر و الرغبة و الأشجار، أما آن لكِ أن تجيئي؟!.. أيتها البلاد المعبأة بالدمار و العملات الصعبة الممتلئة بالجثث و الشحاذين، أما آن لكِ أن ترحلي؟!.. 6 – مدينة: يركض في دهاليزها فرس شوكيّ يحكّ بقوائمه ظهرها الطافح ببثور الجرب هي.. هي المدينةالمئذنة ثمة طاووس وحيد في حديقتها الواسعة يفرد بزهو ذنبه الملوّن، لينظر إليه: أ ماسح أحذية ذو عينين حزينتين و وجه ملطخ بالبويا ب – امرأة شقراء عيناها جرح و وجهها كآبة ج – بائع بطاقات يانصيب خاسرة سلفًا د – كاتب هذه القصيدة المطرود من عمله لأنه حاول التأكيد على أن الأرض توقفت عن الدوران، و أن الأبيض لم يزل أبيض و الأسود لم يزل…. 7 – حوار: قلتُ: للبحر أجنحة و مراكبنا الريح قد سرقتها و تناثر شاطئ البكارة في حقائب قراصنة البرّ فإلى أين أذهب و أنا متسخ و عارٍ مثلما القمر في منتصف ليلة صيفية؟. قلتِ: اغتسل بماء صوتي و ارتدِ قبلاتي قلتُ: قاطرة الوقت قد أنهكتني فالقرى مدية تحتزّ وريدي و المدن الصخرية امتلأت بي ضجرًا و ها أنا أتيبّس بين اثنتين: خطوة و سكاكين.. خطوة و قرنفل.. أصبح الصوت سوطًا و الحذاء قبعة و الحدائق مستشفيات و مكاتيب الغرام قنابل موقوتة.. فمن أين أبدأ؟. قلتِ: فلتكن في البداية مذبحة الأبجدية!.. 8 – رقص: أسقط في حضن حبيبتي شمسًا باردة هواءً مختنقًا أسقط في حضن حبيبتي جسدًا مسكونًا بالجوع مصفدًا بالحبر و الأحذية أفتش في حضن حبيبتي عن أغنية شرسة و لحن مفترس و… هل تحبين الرقص يا حبيبتي؟!.... 9 – امتلاك: حادّة كالشفرة صلبة كحربة فولاذية تخترق القلب واسعة كالمحيط جميلة كالفرح مضيئة كالضحكة حبيبتي الممتلئة بالأعياد شهية كرغيف الخبز طيبة كبرتقالة أما أنا.. فلا أملك إلا هذه الكلمات و بعض الذكريات التعيسة المحفورة بضراوة على ميناء جسدي.
الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ولد في محافظة درعا السورية بتاريخ 10 آذار/ مارس 1954م، وعلى الرغم من حياته القصيرة والقاسية، ومرضه الذي أدى به لفقدان حاستي النطق والسمع، انطلقت ...